بوجه "الجولاني" أم "الشرع".. أيادٍ ملطخة بدماء العراقيين على طاولة قمة بغداد!
إعلان كويتي وصمت عراقي.. "طعن رئاسي" بقرار القضاء بشأن اتفاقية خور عبدالله وحديث عن "تنازل خطير"
من الماضي إلى المستقبل.. العراق يبني أكبر قاعدة بيانات بيومترية في تاريخه
هيئة الحشد تنفي فتح باب التعيين على ملاكها
بغداد تستضيف البرلمان العربي وتؤكد: لا حياد في دعم فلسطين
العديد من مناطق البلاد بدأت تستشعر خطر الجفاف، خاصة مع انحسار الإمدادات المائية في الأنهار الرئيسة، ما ينعكس سلباً على مناطق الأرياف التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيس لاقتصادها.
وتعد الأهوار علامة مسجلة في بلاد الرافدين، وتمثل إرثا حضاريا يعود لآلاف السنين بكل ما يحمله من تنوع طبيعي وإحيائي وهوية بصرية، ومرفقا طبيعيا للسائحين شكل على مرور القرون.
كما تمثل الأهوار أيضا موردا اقتصاديا لعشرات الآلاف من العراقيين الساكنين حول تلك المناطق، بما يحمله من مختلف الأسماك والمنتجات البحرية، إضافة لكونه مستقرا لحيوان الجاموس الذي ينتشر بمحافظات ميسان وذي قار والبصرة.
ذروة الجفاف المتوقع
وأكّد النائب علي سعدون، الأحد، أن "أيقونة الأهوار العراقية" هي الأكثر تضرراً في ذروة الجفاف المتوقع خلال صيف 2025.
وقال سعدون إن "أزمة الجفاف في العراق لم تعد مؤقتة، وعلينا التعامل معها وفق خطة استراتيجية تأخذ بنظر الاعتبار خطورة الوضع وتداعياته المتفاقمة في السنوات الأخيرة"، مشيراً إلى أن "الجفاف قد يؤدي إلى موجات نزوح واسعة، فضلاً عن قطع مصادر رزق عشرات الآلاف من العوائل، خاصة في مناطق الأرياف والأهوار".
وأضاف، أن "أهوار ميسان وذي قار، التي تمثل أيقونة الأهوار العراقية، تُعدّ الأكثر تضرراً في صيف 2025، لا سيما وأن موسم الأمطار الأخير لم يكن بالمستوى المطلوب، ما أدى إلى فراغ خزني كبير في السدود الرئيسة"، لافتاً إلى أن "الإطلاقات المائية والتجاوزات الحاصلة تجعل الكميات الواصلة إلى الأهوار محدودة جداً".
وأشار سعدون إلى أن "الأمر يتطلب وضع خارطة طريق عاجلة تضمن إنقاذ مناطق الأهوار من الأزمة، وتأمين حصص مائية عادلة لها، خاصة وأنها تمثل مناطق زراعية مترامية، وتضم تنوعاً بيئياً مهماً من الثروة السمكية والحيوانية"، مؤكداً أن "البيئة المتكاملة في الأهوار مهددة اليوم كون بوادر الجفاف تلوح في الأفق".
فقدان التنوع البيولوجي
من جانبه، حذر المختص البيئي علي خليفة ان "من تداعيات أزمة الجفاف التي تضرب أهوار ميسان وذي قار في صيف 2025"، مؤكدًا أن "المنطقة تشهد انخفاضًا حادًا في مستويات المياه ما يهدد النظام البيئي المحلي".
وأشار خليفة إلى أن "تراجع المياه في الأهوار يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، حيث تُهدد العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية بالانقراض بسبب انخفاض منسوب المياه".
وأضاف أن "الأزمة تؤثر أيضًا على الزراعة في المنطقة، إذ يعتمد العديد من المزارعين على الري من الأهوار، مما يؤدي إلى تدهور المحاصيل وزيادة الضغوط الاقتصادية على السكان المحليين".
ولفت إلى أن "ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن الجفاف يعزز من تفشي الأمراض المرتبطة بالحرارة، مما يزيد من معاناة سكان المنطقة".
وأهاب خليفة بـ "الحكومة والمؤسسات المعنية بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف آثار الجفاف"، مشددًا على "أهمية تطوير استراتيجيات مائية مستدامة وإعادة تأهيل الأهوار لتجنب تفاقم الأزمة في المستقبل".