تزداد التحذيرات الرسمية والشعبية من مخاطر جفاف معظم مناطق الأهوار الجنوبية في العراق، وما ينجم عن ذلك من هجرة سكانها واندثار النظام البيئي والأحيائي هناك نتيجة الجفاف وضعف الإطلاقات المائية وانحسارها إلى مستويات غير مسبوقة.
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، شهد العراق حالات جفاف شديد نتيجة قلة هطول الأمطار في فصل الشتاء، إلى جانب تأثير السياسات المائية التي اتبعتها دول المنبع بالنسبة لخفض تدفق حصص العراق المائية إلى أنهاره وأراضيه، وطبقاً للتقارير الأممية، فإن العراق من بين أوائل الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية.
عضو مجلس النواب علي سعدون قال، إن "أزمة الجفاف في العراق لم تعد مؤقتة، وعلينا التعامل معها وفق خطة استراتيجية تأخذ بنظر الاعتبار خطورة الوضع وتداعياته المتفاقمة في السنوات الأخيرة"، مشيراً إلى أن "الجفاف قد يؤدي إلى موجات نزوح واسعة، فضلاً عن قطع مصادر رزق عشرات الآلاف من العوائل، خاصة في مناطق الأرياف والأهوار".
وأضاف، أن "أهوار ميسان وذي قار، التي تمثل أيقونة الأهوار العراقية، تُعدّ الأكثر تضرراً في صيف 2025، لا سيما وأن موسم الأمطار الأخير لم يكن بالمستوى المطلوب، ما أدى إلى فراغ خزني كبير في السدود الرئيسة"، لافتاً إلى أن "الإطلاقات المائية والتجاوزات الحاصلة تجعل الكميات الواصلة إلى الأهوار محدودة جداً".
وأشار سعدون إلى أن "الأمر يتطلب وضع خارطة طريق عاجلة تضمن إنقاذ مناطق الأهوار من الأزمة، وتأمين حصص مائية عادلة لها، خاصة وأنها تمثل مناطق زراعية مترامية، وتضم تنوعاً بيئياً مهماً من الثروة السمكية والحيوانية"، مؤكداً أن "البيئة المتكاملة في الأهوار مهددة اليوم كون بوادر الجفاف تلوح في الأفق".
يُذكر أن العديد من مناطق البلاد بدأت تستشعر خطر الجفاف، خاصة مع انحسار الإمدادات المائية في الأنهار الرئيسة، ما ينعكس سلباً على مناطق الأرياف التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيس لاقتصادها.
من جانبه، حذر المختص البيئي علي خليفة من "تداعيات أزمة الجفاف التي تضرب أهوار ميسان وذي قار في صيف 2025"، مؤكدًا أن "المنطقة تشهد انخفاضًا حادًا في مستويات المياه ما يهدد النظام البيئي المحلي".
وأشار خليفة إلى أن "تراجع المياه في الأهوار يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، حيث تُهدد العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية بالانقراض بسبب انخفاض منسوب المياه".
وأضاف أن "الأزمة تؤثر أيضًا على الزراعة في المنطقة، إذ يعتمد العديد من المزارعين على الري من الأهوار، مما يؤدي إلى تدهور المحاصيل وزيادة الضغوط الاقتصادية على السكان المحليين".
كما لفت إلى أن "ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن الجفاف يعزز من تفشي الأمراض المرتبطة بالحرارة، مما يزيد من معاناة سكان المنطقة".
ودعا خليفة، الحكومة والمؤسسات المعنية إلى "ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف آثار الجفاف"، مشددًا على "أهمية تطوير استراتيجيات مائية مستدامة وإعادة تأهيل الأهوار لتجنب تفاقم الأزمة في المستقبل".
