قام جو بايدن، الرئيس الأمريكي السابق، بزيارة مفاجئة إلى جامعة هارفارد هذا الأسبوع، ولم تكن الزيارة كما هو مخطط لها. دُعي البالغ من العمر 82 عامًا لإلقاء كلمة أمام مجموعة صغيرة من الطلاب في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، لكن ما كان من المفترض أن تكون زيارة هادئة وخاصة تحول إلى لحظة انتشرت على نطاق واسع، اتسمت بالاحتجاجات والزلات، بل وحتى سقوط قطعة آيس كريم.
ووفقًا لصحيفة "هارفارد كريمسون"، أعادت زلات بايدن خلال الزيارة إثارة المخاوف المستمرة بشأن ظهوره العلني وذكائه، وهي المخاوف التي دفعته إلى قراره بالانسحاب من السباق الرئاسي لعام 2024 بعد مناظرة كارثية مع الرئيس الحالي دونالد ترامب.
لماذا أبقت هارفارد زيارة جو بايدن سرية؟
لم تُدرج زيارة بايدن إلى هارفارد في أي جدول عام. أُبلغ الطلاب فقط بأنهم سيحضرون جلسة مع "ضيف خاص"، مع إبقاء التفاصيل طي الكتمان. وبحسب ما ورد، كان من المقرر إقامة الحدث قبل أسابيع، لكن تبين أن التوقيت كان إشكاليًا.
تخوض جامعة هارفارد حاليًا مواجهةً متوترةً مع إدارة ترامب، التي جمّدت 2.2 مليار دولار من التمويل الفيدرالي، وتهدد بسحب إعفاء الجامعة من الضرائب. ويضغط فريق ترامب على هارفارد لإلغاء سياساتها المتعلقة بالتنوع والمساواة والشمول (DEI)، وزيادة الشفافية بشأن الاحتجاجات في الحرم الجامعي، والخضوع لتدقيق مستقل لمناهجها الدراسية.
في هذا السياق، كان من المتوقع أن تُثير دعوة بايدن - خصم ترامب السياسي اللدود - الاهتمام.
ما الخطأ الذي حدث خلال محاضرة بايدن في جامعة هارفارد؟ سرعان ما طغت على خطاب بايدن، الذي ألقاه أمام حوالي 50 طالبًا في كلية كينيدي، لحظتان انتشرتا على وسائل التواصل الاجتماعي. أولًا، أثناء حديثه عن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، أشار خطأً إلى أوكرانيا باسم العراق. اضطر مستشاره القديم مايك دونيلون، وهو الآن زميل في جامعة هارفارد، إلى التدخل وتصحيحه.
لماذا كانت هناك احتجاجات خلال زيارة بايدن لجامعة هارفارد؟
خارج المبنى، قوبل بايدن بصخب من حوالي اثني عشر متظاهرًا مؤيدًا للفلسطينيين، تابعين لمجموعة تُدعى "هارفارد خارج فلسطين المحتلة". قرع المتظاهرون الطبول وقرعوا الأجراس وهم يهتفون:
"بايدن، بايدن، لا يمكنك الاختباء. أنت ترتكب إبادة جماعية".
يُسلط هذا الاحتجاج الضوء على التوتر المتزايد في الجامعات حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ورد فعل الحكومة الفيدرالية. تضغط إدارة ترامب على الجامعات لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد معاداة السامية، وتطالب أيضًا بإلغاء سياسات التنوع والإنصاف والشمول، التي يجادل العديد من الجمهوريين بأنها تُساهم في الاضطرابات الجامعية.
في الداخل، واجه الطلاب صعوبة في سماع بايدن وسط الضوضاء. على الرغم من الاضطرابات، حاول بايدن تشجيع الطلاب، قائلاً لهم:
"لقد تدخّلت جامعة هارفارد بطريقة لم يقم بها أحد. يجب أن تكونوا شاكرين حقًا".
