اكتشاف أثري جديد في جنوب العراق يكشف عن نظام زراعي ضخم بُني خلال فترة ثورة الزنج

11:39, 3/06/2025
1 044

لطالما ساد الاعتقاد بأن نظامًا من آلاف التلال والقنوات عبر سهل فيضي جنوب العراق هو بقايا نظام زراعي ضخم بُني بواسطة عمال السخرة.

ووجد فريق دولي من علماء الآثار أدلة جديدة تدعم هذه النظرية.

أجرى الفريق اختبارات لتحديد تواريخ بناء بعض الهياكل الترابية الضخمة، ووجد أنها امتدت لعدة قرون، بدءًا من فترة ثورة العبيد الشهيرة في القرن التاسع الميلادي. نُشرت نتائج البحث يوم الاثنين في مجلة Antiquity.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


يُعرف العبيد من تلك الحقبة اليوم باسم "الزنج"، وهو مصطلح عربي من العصور الوسطى يُطلق على ساحل شرق إفريقيا السواحلي، على الرغم من وجود نظريات مختلفة حول أصول معظمهم في إفريقيا.

قاموا بثورة واسعة النطاق في العراق عام 869 ميلاديًا في عهد الدولة العباسية، تُعرف اليوم باسم "ثورة الزنج". استمرت الثورة لأكثر من عقد حتى استعادت الدولة العباسية السيطرة على المنطقة عام 883 ميلاديًا.

يعيش العديد من أحفاد هؤلاء المستعبدين الآن في مدينة البصرة الساحلية الجنوبية في العراق الحديث.

وعلى الرغم من كونهم جزءًا من نسيج العراق الحديث، إلا أن "تاريخهم لم يُكتب أو يُوثق جيدًا في تاريخنا"، كما قال جعفر الجوثري، أستاذ الآثار في جامعة القادسية في العراق، والذي كان جزءًا من فريق البحث. كما شارك باحثون من جامعتي دورهام ونيوكاسل في المملكة المتحدة، وجامعة رادبود في هولندا، وجامعة البصرة في العراق.

وتابع: "لهذا السبب يُعد هذا الاكتشاف مهمًا للغاية، والخطوة التالية هي حماية بعض هذه الهياكل الضخمة على الأقل للأعمال المستقبلية. إنه تراث أقلية". قام الباحثون أولاً بمراجعة صور الأقمار الصناعية الحديثة وصور قديمة من ستينيات القرن الماضي تُظهر بقايا أكثر من 7000 سلسلة جبلية ضخمة من صنع الإنسان عبر سهل شط العرب الفيضي.

يشير حجم الشبكة ونطاقها إلى "استثمار بشري واسع النطاق"، وفقًا للتقرير المنشور في مجلة Antiquity. وقد اختيرت مواقع من مختلف أنحاء النظام لتحليلها باستخدام الكربون المشع والتأريخ الضوئي المُحفَّز.

تعود جميع قمم التلال الأربعة التي أُخذت عينات منها إلى الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع ومنتصف القرن الثالث عشر الميلادي، مما يُشير إلى أن بنائها كان خلال فترة استخدام عمالة العبيد في المنطقة، ويُقدم دليلاً على أن استخدام عمالة العبيد استمر على الأرجح لعدة قرون بعد الثورة الشهيرة.

تُظهر نتائجهم أن "هذه المعالم كانت قيد الاستخدام لفترة أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقًا، وبالتالي، فهي تُمثل جزءًا مهمًا من تراث المناظر الطبيعية العراقية"، كما كتب الباحثون.

يأتي هذا الاكتشاف في وقت يشهد فيه العراق انتعاشًا في علم الآثار، وهو بلد يُشار إليه غالبًا باسم "مهد الحضارة"، حيث تعطلت أعمال التنقيب الأثري بسبب عقود من الصراع الذي أوقف أعمال التنقيب وأدى إلى نهب عشرات الآلاف من القطع الأثرية.

في السنوات الأخيرة، عادت الحفريات إلى طبيعتها، وأُعيدت آلاف القطع الأثرية المسروقة إلى الوطن.

المصدر: huntingdondailynews