من العشوائيات إلى المدن الجديدة.. هل تنجح خطط الحكومة في إنهاء أزمة السكن؟
بين الواقع والوهم.. صناعة الشائعات تهدد انتخابات 2025
الفياض يؤكد لقائد الشرطة الإيرانية أهمية الارتقاء بمستوى التعاون الاستخباري
بين الواقع والوهم.. صناعة الشائعات تهدد انتخابات 2025
26 مليار دولار في مهب الريح.. نفط كردستان بين صفقات أنقرة وصمت بغداد
بينما تعمل الجهات المختصّة في العراق على استكمال تحضيراتها لإجراء الانتخابات النيابية في 11 تشرين الثاني المقبل، تجرى بشكل موازٍ لها عمليات تبدو منظمة لصناعة الشائعات، بعضها من داخل العراق وأخرى من خارجه، بغرض زعزعة ثقة بعض العراقيين بقدرة النظام السياسي القائم على بلوغ ذلك التاريخ.
الواقع الديمقراطي وفخ الإشاعات
وتشدّد هذه الشائعات على أن هذا التغيير سيكون في أيلول الحالي، وهو ما يدفع عراقيين آخرين إلى التمسّك بهذا النظام، خصوصاً مع تمكّن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في فترة تسنّمه هذه المسؤولية 2025-2022، من تحسين الأداء الحكومي لوزارته ورفع وتيرة الخدمات والمنجزات المتعلقة بالاستثمار والانفتاح على العلاقات العربية والدولية، بشكلٍ خفّض، إلى حد ملحوظ، حالات الهشاشة الأمنية التي رافقت الرئاسات التي سبقته.
واللافت حالياً أن وسائل إعلام محلية عديدة تروج، بشكل واضح، كل إيجابيات السوداني وأنشطته، بصيغة خبرية يومية، فيما ترقب قوى أبرزها الإطار التنسيقي، بحذر شديد، سياق الأحداث المتعلقة بتطوّر حظوظ رئيس الوزراء الحالي في الفوز في الانتخابات المرتقبة.
تتحدّث معظم البرامج الحوارية عبر وسائل الإعلام العراقية ووسائل التواصل الاجتماعي عن "عملية أميركية مرتقبة" أو "تغيير برعاية ودعم أميركي قادم"، وأن هناك رغبة أميركية حقيقية في تغيير وجوه القيادات السياسية في العراق، من دون تقديم مصادر رسمية أو تفاصيل واضحة، والكل يتحدّث تحت شعار "عندي معلومات"، وهو تعبير لا يُعوّل عليه فعلياً، في غياب شفافية المعلومات وظل التعتيم، تنتشر القصص والتقارير المفبركة من دون تحقق، ما يؤدّي إلى وقوع الجمهور في فخ الإنشاء الإعلامي، وليس التقرير الواقعي.
التدخل الخارجي.. "فزاعة قديمة" بثوب جديد
نعود إلى دوافع الشائعات في هذه الفترة تحديداً في العراق، ولعل الأبرز فيها تضخيم الانقسام السياسي، وتأجيج الخوف من "الوصاية الأميركية"، لتشكيل ضغط إعلامي؛ حيث يجرى تسريب مثل هذه الشائعات، بغرض رصد ردّات الفعل الشعبية أو اختبار قابلية المجتمع العراقي لقبول تحوّلات سياسية ذات توجهات مختلفة عن الوضع القائم منذ عام 2003.
أما الدافع الأخير فهو نفسي، ويرتبط بصانع الإشاعة نفسه؛ ففي غياب شفافية المعلومات وظل التعتيم، تنتشر القصص والتقارير المفبركة من دون تحقق، ما يؤدّي إلى وقوع الجمهور في فخ الإنشاء الإعلامي، وليس التقرير الواقعي.
وبالرغم من عدم وجود حديث أميركي رسمي عن ترشيحات أو تغييرات تدفع بها واشنطن ضمن المشهد السياسي العراقي المقبل، إلا أن قوى معارضة للنظام السياسي توجد قياداتها خارج العراق، تؤكد أنها تملك الأدوات اللازمة للتغيير، وأن لديها أتباعاً كثيرين في العراق، وأنها تسعى، كإجراء نهائي، للحصول على "تفاهمات" مع الإدارة الأميركية حول ساعة الصفر وإجراءات اليوم التالي للتغيير، كما انتشرت مقاطع فيديو عبر وسائل إعلام ومنصّات اجتماعية، تُظهر قائد أحد ما يسمى بتشكيلات المعارضة العراقية مع وسم يقول: "يقود التغيير بدعم دولي شامل".
يبقى القاسم المشترك لكل الشائعات استغلال اسم الولايات المتحدة ودونالد ترامب شخصياً في الشائعات، وهو ما جعل بعض هذه الشائعات أداة دعائية شديدة التأثير.
ويبقى سبيل التصدّي لهذه الموجة من الشائعات يعتمد على شفافية الحكومة العراقية، فمن واجبها تفنيد الشائعات بجملتها من خلال وسائل إعلام مهنية يثق بها المجتمع العراقي، لضمان ألا تتحوّل الانتخابات المقبلة إلى ساحة للتلاعب الإعلامي للتأثير على توجهات الناخبين بدل أن تكون لحظة ديمقراطية فاصلة.