العتبات المقدسة في العراق.. انطلاقة جديدة نحو ثورة عمرانية وروحية لخدمة الملايين من الزائرين
السوداني: حققنا خلال اقل من 3 سنوات الكثير من الإنجازات ونطمح للمزيد
اطلاق الدفعة 29 من مبادرة الريادة والتميز
رفع العلم الإيراني على ناقلات النفط: من “أسطول الظل” إلى دبلوماسية الردع البحري
مدرب السعودية يتحدث عن مباراة العراق: الأهم في حياتي
عقد أمناء العتبات المقدسة في العراق – الممثَّلين بالعتبات الحسينية والعباسية والكاظمية والعسكرية – اجتماعاً في العتبة العلوية المقدسة، لمناقشة سبل تطوير البنية التحتية للمراقد المطهّرة، والتوسّع في إنشاء صحون جديدة تستوعب الأعداد المتزايدة من الزائرين خلال المناسبات الدينية الكبرى.
وأوضح أن الهدف من هذه المشاريع هو توفير بيئة خدمية وروحية تليق بالزائرين، وتسهيل أدائهم للزيارة بانسيابية وأمان، مؤكداً أن الاجتماعات الدورية بين أمناء العتبات تمثّل ركيزة أساسية لتنسيق الجهود المشتركة وتبادل الخبرات في إدارة الزيارات المليونية وتطوير الخدمات في مجالات الضيافة والنقل والإرشاد وتنظيم الحشود.
مشاريع قرآنية وثقافية لخدمة المجتمع
وبيّن آل ضياء الدين أن العتبة العباسية تولي اهتماماً كبيراً بالمشاريع القرآنية، وقد ناقش الاجتماع آليات تعزيز البرامج الخاصة بالقرآن الكريم وتنشيط الحراك المعرفي، لاسيما بين الفئات العمرية الصغيرة، بهدف ترسيخ ثقافة التلاوة والتدبر والتطبيق العملي للتعاليم القرآنية.
كما تناول الأمناء المشاريع الثقافية والاجتماعية للعتبات، وأكدوا على أهمية تفعيل آليات جديدة تجعل هذه المشاريع أكثر تأثيراً في خدمة الفرد والأسرة والمجتمع، مع التركيز على معالجة الظواهر السلبية والدخيلة التي تهدد البنية القيمية للمجتمع العراقي وصون هويته الإيمانية الأصيلة.
وأشار إلى أن مبادرات العتبات لا تقتصر على الجانب الديني، بل تمتد إلى المجالات الإنسانية والاجتماعية والتربوية، انسجاماً مع رسالتها في بناء الإنسان الواعي الملتزم بالقيم والمبادئ الإسلامية.
مركز للتكامل والتنسيق بين العتبات
من جانبه، أوضح الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة، السيد عيسى الخرسان، أن احتضان النجف الأشرف لهذا اللقاء يعكس روح التكامل والتكاتف بين إدارات العتبات، ويؤكد عمق التعاون المشترك في خدمة زائري أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
وأضاف أن هذا اللقاء يعبّر عن وحدة الهدف والمهمة بين خدّام المراقد المقدسة، من خلال العمل الجماعي لتقديم أفضل الخدمات على جميع المستويات التنظيمية والخدمية والثقافية.
وبيّن الخرسان أن التعاون المستمر بين العتبات في كربلاء والكاظمية وسامراء والنجف يمثل نموذجاً يُحتذى به في الإدارة الدينية والخدمية المتكاملة، ويسهم في رفع مستوى الأداء والارتقاء بالخدمات المقدمة للزائرين، خصوصاً خلال الزيارات المليونية التي تتطلب جهوداً استثنائية وتنسيقاً متواصلاً بين المؤسسات.
رؤية موحدة لخدمة الزائرين
وأكد المجتمعون في ختام اللقاء ضرورة بلورة رؤية موحدة للتوسعة العمرانية المستقبلية للعتبات المقدسة، تراعي خصوصية كل مرقد شريف، وتستند إلى أسس هندسية ومعمارية حديثة تحافظ على الطابع الروحي والتراثي للمكان.
كما شددوا على أهمية الاستمرار في عقد الاجتماعات الدورية لتقييم الأداء وتبادل الخبرات وتطوير آليات العمل، بما يواكب حجم الزيارات المليونية المتزايدة عاماً بعد آخر.
واختُتم الاجتماع بالتأكيد على أن خدمة الزائر شرف ومسؤولية تتطلب تكاتف الجهود وتوظيف جميع الإمكانات المادية والبشرية، من أجل أن تبقى العتبات المقدسة منارات إيمانية وثقافية تعكس الصورة المشرقة للعراق وهويته الدينية الأصيلة.