السوداني: نجحنا خلال 3 سنوات من عمر الحكومة بتحقيق الكثير من المنجزات رغم كل التحديات
السوداني يعيد الحياة لمطار الموصل الدولي.. غداً افتتاح بوابة نينوى نحو العالم
بشرى للإعلاميين.. العمل تطلق مبادرة لشمولهم بالضمان الاجتماعي وإجبار المؤسسات على تسجيلهم
تراجع أسواق الذهب الأجنبي والعراقي في الأسواق المحلية
اليوم .. الزوراء يواجه استقلال دوشنبه الطاجيكي بدوري أبطال آسيا 2
تُعدّ أزمة الازدحامات المرورية في بغداد واحدة من أكثر المشكلات اليومية التي تؤرق سكان العاصمة منذ سنوات طويلة. فمع ازدياد عدد السيارات وضيق الطرق وتهالك البنى التحتية، أصبح التنقّل داخل المدينة يستغرق أضعاف الوقت المعتاد. من هنا، أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مشروعاً وطنياً واسعاً لفكّ الاختناقات المرورية وتحسين حركة السير في العاصمة.
الرؤية والأهداف
انطلقت المبادرة من قناعة الحكومة بأن تحسين الواقع الخدمي هو جزء من إعادة هيبة العاصمة ورفع معاناة المواطنين. وقد أكد السوداني أكثر من مرة أن معالجة الازدحامات ليست عملاً تجميلياً، بل مشروع بنيوي يهدف إلى توسيع الممرات وفتح الطرق المغلقة وإنشاء جسور وأنفاق جديدة تربط مناطق بغداد ببعضها بشكل أكثر سلاسة.
الهدف الأساس هو تقليل زمن الرحلات اليومية للمواطنين، وتحسين بيئة المدينة، ودعم النشاط الاقتصادي عبر تسهيل حركة البضائع والموظفين والخدمات.
مراحل المشروع
المرحلة الأولى (2023):
أطلق السوداني الحزمة الأولى من المشاريع في مارس 2023، وضمت أكثر من 15 مشروعاً موزعة على جانبي الكرخ والرصافة. شملت هذه الحزمة إنشاء مجسّرات جديدة في مناطق مثل ساحة النسور وتقاطع الفنون الجميلة، فضلاً عن تطوير مداخل العاصمة وفتح طرق مغلقة منذ سنوات.
كما تم التأكيد على تنفيذ الأعمال بأيدٍ عراقية وخبرات هندسية وطنية، لضمان الاستدامة وتقليل الكلف.
المرحلة الثانية (2024):
مع نجاح المرحلة الأولى وبدء ظهور نتائجها الأولية، أطلقت الحكومة الحزمة الثانية نهاية عام 2024. شملت هذه المرحلة مشاريع أكثر تعقيداً من الناحية الهندسية، مثل تطوير تقاطع معسكر الرشيد–الزعفرانية، وإنشاء أنفاق تربط الطرق الداخلية لتخفيف الضغط عن الجسور القديمة.
كما جرى العمل على تحسين ضفاف نهر دجلة وتكسيتها بالحجر، في خطوة لتجميل العاصمة وإيجاد متنفس حضري جديد.
المتابعة والتنفيذ
تابع رئيس الوزراء بنفسه سير الأعمال ميدانياً، وأجرى زيارات متكررة لمواقع التنفيذ للوقوف على نسب الإنجاز وإزالة العقبات الإدارية والفنية. كما وجه بتوفير البدائل المرورية المؤقتة لتقليل تأثير الإغلاقات أثناء الإنشاء، وبالتنسيق بين وزارات الإعمار والنقل والداخلية وأمانة بغداد لضمان سير العمل دون تأخير.
التحديات التي تواجه المشروع
رغم الدعم الحكومي الكبير، واجهت المشاريع عدة تحديات، أبرزها تعارض الخدمات تحت الأرض مثل أنابيب المياه والكهرباء، وصعوبة تنفيذ الأعمال في مناطق مزدحمة بالسكان والأسواق. كما يتطلب المشروع تنسيقاً عالياً بين الجهات المحلية والمركزية لتفادي التأخير وضمان الجودة في التنفيذ.
النتائج المتوقعة
من المتوقع أن تُحدث هذه المشاريع تحسناً ملموساً في حركة المرور داخل بغداد خلال السنوات المقبلة. فالجسور الجديدة ستربط المناطق بشكل أسرع، والأنفاق ستخفف الضغط عن الساحات الرئيسية، كما أن فتح الطرق المغلقة سيُعيد انسيابية مفقودة منذ سنوات.
بالإضافة إلى ذلك، ستسهم هذه الجهود في تحسين المظهر العام للعاصمة وتعزيز ثقة المواطن بأداء الدولة في مجال الخدمات.
إن مشروع فكّ الاختناقات المرورية الذي يقوده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يمثل خطوة جريئة وطموحة لمعالجة واحدة من أكثر مشكلات بغداد تعقيداً. فهو ليس مجرد سلسلة من الإنشاءات، بل رؤية متكاملة لتحديث البنية التحتية وجعل العاصمة أكثر تنظيماً وحداثة.
ورغم التحديات، فإن الالتزام الحكومي والمتابعة الميدانية يعطيان مؤشراً على أن بغداد قد تكون على أبواب مرحلة جديدة من التحوّل الحضري الذي طال انتظاره.