بغداد الأولى عالمياً بالتلوث.. "اللون البنفسجي" يهدد العاصمة وتحذيرات من "موجات أخطر"
الرصافة بالصدارة.. تسجيل أكثر من 7 آلاف حالة طلاق في العراق خلال تشرين الأول
سلطة الطيران المدني: أولى رحلات الناقل الوطني اليوناني ستنطلق إلى العراق مطلع الشهر المقبل
وزير التخطيط يعلن النتائج النهائية للتعداد العام للسكان في العراق
تصدرت العاصمة بغداد، قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم بعد يومين متواصلين من انتشار السحب الدخانية الكثيفة، وسط تحذيرات من تكرار موجات التلوث خلال الأسابيع المقبلة، قد تدفع الحكومة إلى إعلان عطلة رسمية في الأيام التي ترتفع فيها نسب التلوث إلى مستويات خطيرة.
وبحسب المؤشر العالمي لجودة الهواء، فقد سجلت بغداد مستوى غير مسبوق من التلوث الجوي، إذ حلت للمرة الأولى في المرتبة الأولى عالميا، متجاوزة مدنا معروفة بارتفاع نسب التلوث، حيث جاءت العاصمة الهندية نيودلهي في المرتبة الثانية، تلتها العاصمة البنغلاديشية دكا في المركز الثالث.
خطر اللون البنفسجي
وحذّر الخبير البيئي حيدر محمد ، من خطر خروج المواطنين إلى الشوارع عندما يصل مؤشر جودة الهواء في بغداد إلى اللون البنفسجي، فيما أكد أن هذا المستوى يشكل خطراً مباشراً وقاتلاً على الصحة العامة.
وقال حيدر إن "اللون البنفسجي هو أعلى درجات الخطورة في مؤشر جودة الهواء العالمي، والذي يتكون من خمسة مستويات: الأخضر، الأصفر، البرتقالي، الأحمر،، ثم البنفسجي والذي يعني خطير جداً".
وأضاف أنه "عند وصول المؤشر إلى اللون البنفسجي، يجب على الدولة والمواطنين الالتزام التام بإجراءات السلامة، وأهمها منع خروج جميع الفئات العمرية من المنازل قدر الإمكان، لأن التعرض لهواء بهذا المستوى من التلوث يشكل خطراً حقيقياً على الجهاز التنفسي والصحة العامة".
وأوضح محمد أن "اللون البنفسجي يعني وجود تركيز عالٍ جداً من الجسيمات العالقة الدقيقة (PM2.5 وPM10) والمواد المسرطنة، مما يؤدي إلى أعراض فورية مثل صعوبة التنفس، العطاس المستمر، احمرار العينين والالتهابات التنفسية، وقد يصل الأمر في التعرض المتكرر إلى أمراض مزمنة وسرطان الرئة".
وأشار إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي تصل فيها بغداد إلى اللون البنفسجي، ولن تكون الأخيرة، بسبب عدة عوامل متراكمة أبرزها: حرق النفايات والمخلفات في أطراف العاصمة، انتشار المعامل غير المجازة التي تعمل بوقود ثقيل بدلاً من الخفيف، وعدم وجود فلاتر فعالة للسيطرة على انبعاثات المداخن".
وختم بالقول أن "السبب الرئيسي للروائح الكريهة والضباب الدخاني هو الجسيمات الدقيقة PM2.5 وPM1 التي تطلقها هذه المعامل غير المرخصة، ولا حل جذري إلا بإغلاقها فوراً وإلزام جميع المنشآت بوحدات معالجة الانبعاثات".
مركبات سامة
وفي سياق متصل، ذكر مرصد "العراق الأخضر" في بيان ورد لـ"سنترال"، أن "التلوث الذي شهدته بغداد أمس الثلاثاء كان الأوسع على نطاق الانتشار والأكثر خطورة خلال عام كامل، نتيجة وجود مركبات سامة ناتجة عن عمليات حرق النفايات التي لم يُوضع لها حد حتى الآن، إلى جانب انبعاثات غازات أخرى مثل ثاني أوكسيد الكبريت، مما تسبب بحالات اختناق بين المواطنين نُقل بعضهم على إثرها إلى المستشفيات، إضافة إلى زيادة حالات التحسس".
وتوقع المرصد أن "تشهد الأعوام المقبلة إعلان عطلة رسمية في أي يوم ترتفع فيه نسب التلوث إلى مستويات مهددة للصحة، في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه دون معالجة حقيقية، والاكتفاء بنصائح البقاء في المنازل وإغلاق النوافذ وتجنب الأماكن المفتوحة، كما اعتادت الجهات الرسمية".
وأكد المرصد "غياب الحلول التي أعلنت عنها الجهات المختصة لتقليل التلوث في بغداد، رغم التصريحات بشأن إغلاق معامل الطابوق والآلاف من الأنشطة المخالفة للمحددات البيئية"، مشيرًا إلى أن "قلة الغطاء الأخضر وتحول العاصمة إلى مدينة كونكريتية بشكل شبه كامل فاقما من الأزمة البيئية الحالية".
وشهدت العاصمة بغداد، خلال اليومين الماضيين، انتشار سحب دخانية كثيفة غطت سماء المدينة، وجاء هذا التلوث نتيجة تراكم عوامل بيئية خطيرة، أبرزها حرق النفايات بشكل واسع، وانبعاث غازات ضارة مثل ثاني أوكسيد الكبريت، إضافة إلى ضعف الغطاء الأخضر واتساع المساحات الخرسانية في العاصمة.
وقد أدى ذلك إلى تسجيل حالات اختناق وتحسس بين المواطنين، استدعت نقل بعضهم إلى المستشفيات، وسط تحذيرات من استمرار موجات التلوث إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة للمعالجة.