قوى سياسية تدفع نحو ولاية ثانية للسوداني.. إنجازات الحكومة تُعيد رسم مواقف الداعمين
عقود وهمية تتحول إلى تطوّع قسري.. شبكات تجنيد في أربيل تزج بشباب العراق بمحرقة حرب أوكرانيا وروسيا
السوداني: استهداف حقل كورمور في السليمانية يعد هجوماً على العراق بأكمله
انخفاض خاميّ البصرة "الثقيل والمتوسط" مع تراجع أسعار النفط عالمياً
مسؤول إيراني يتحدث عن فوز ممداني: هذا ما يعنيه
تتزايد المؤشرات السياسية في بغداد على وجود دعم واضح داخل عدد من القوى والشخصيات المؤثرة لمنح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ولاية ثانية، وذلك استناداً إلى ما يصفه المؤيدون بأنه “حصيلة ملموسة من الإنجازات” خلال فترة حكومته، إضافة إلى تصدّره نتائج الانتخابات الأخيرة عبر تحالفه الجديد “الإعمار والتنمية”.
وكان السوداني، قد أكد خلال منتدى الشرق الأوسط للسلام والأمن بالجامعة الأميركية في دهوك، إن الولاية الثانية في رئاسة الحكومة العراقية الجديدة ليست طموحا شخصيا بل لتحمل مسؤولية إكمال المهمة لما نمتلكه من مشروع ورؤية للمرحلة المقبلة. وأضاف :"سوف نباشر بحوارات مع باقي الكتل السياسية في الفضاء الوطني للتأسيس للاستحقاقات الدستورية وتشكيل الرئاسات".
ويُعتبر تحالف الإعمار والتنمية الذي أسسه السوداني نفسه الداعم الأبرز لاستمراره في رئاسة الحكومة، إذ رسّخ هذا التحالف حضوره في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بعد تصدّره عدد المقاعد، وهو ما يمنح السوداني ثقلاً انتخابياً وسياسياً يتيح له التفاوض من موقع قوة.
ويرى التحالف أن “استكمال المشاريع الخدمية والإصلاحية” التي بدأت خلال الدورة الحالية يتطلب بقاء السوداني لضمان الاستقرار التنفيذي وعدم تعطّل ملفات البنى التحتية، الكهرباء، والإسكان.
دعم من قوى وشخصيات سياسية بارزة
وبرزت خلال الأسابيع الماضية مواقف سياسية مؤيدة لولاية ثانية، في مقدمتها موقف رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي الذي أعلن دعمه المباشر للسوداني، داعياً القوى السياسية كافة إلى “تغليب مصلحة الدولة” والاستفادة من “الاستقرار في إدارة الملفات الحساسة” الذي تحقق خلال الحكومة الحالية.
كما يبرز داخل الإطار التنسيقي جناح سياسي يرى أن استمرار السوداني “خيار ممكن وواقعي” شريطة الاتفاق على آليات الشراكة وإدارة المرحلة المقبلة، خاصة في ظل رغبة أطراف داخل الإطار بالحفاظ على توازنات الحكم.
انجازات حكومية يستند إليها الداعمون
تستند الجهات المؤيدة لولاية ثانية إلى جملة من الملفات التي تعتبرها نقاط قوة في أداء الحكومة، من بينها، تحسين قطاع الخدمات خصوصاً مشاريع شبكات الطرق والماء والصرف الصحي في المحافظات، وإصلاحات اقتصادية وإدارية مثل إطلاق برامج دعم الإنتاج المحلي وتوسيع مبادرات التشغيل، فضلاً عن استقرار أمني نسبي مكّن الحكومة من إكمال عدد من المشاريع المعطلة، بالإضافة الى إدارة متزنة للسياسة الخارجية حافظت على علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية.
ويعتبر داعمو السوداني أن الاستمرارية في القيادة التنفيذية تضفي “ثقة أكبر” للمستثمرين ولعمليات إعادة الإعمار، وتمنح الحكومة فرصة لإنجاز مشاريع طويلة الأمد يصعب إكمالها خلال دورة واحدة.
75 % من الاطار يدعم الولاية الثانية للسوداني
وكان عضو ائتلاف الإعمار والتنمية، محمد عثمان الخالدي، قد اكد الاثنين الماضي، أن 75% من قوى الإطار التنسيقي تدعم المضي بالولاية الثانية لرئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني، لثلاثة أسباب رئيسية.
وقال الخالدي، إن “من حق كل مواطن عراقي أن يرشح نفسه لمنصب رئاسة الوزراء، شريطة استيفاء الشروط القانونية، لكن وفق قراءات موضوعية، نرى أن السوداني هو الأقرب للولاية الثانية، وهو المرشح الذي يتمتع بالمؤهلات التي تجعله الأقدر على قيادة الحكومة المقبلة”.
وأضاف أن “75% من قوى الإطار تدعم الولاية الثانية للسوداني، خاصة أنه حقق إنجازات واضحة في ملف الخدمات، وتعامل مع التحديات الإقليمية بنجاح للحفاظ على أبعاد بغداد عن الحرب، إضافة إلى حصوله على أعلى الأصوات له ولكتلته في الانتخابات الأخيرة، ما يعكس وجود دعم شعبي كبير له”.
ورغم الجدل السياسي القائم، فإن مؤشرات الدعم المتصاعد للسوداني داخل قوى أساسية تفتح الباب أمام احتمالية تجديد ولايته، خصوصاً في ظل ارتكان تلك القوى على نتائج الانتخابات الأخيرة وما تصفه بـ“الإنجازات الملموسة” للحكومة.
وفي المقابل، تبقى الكلمة الفصل للتفاهمات السياسية المقبلة التي ستحدد شكل الحكومة الجديدة وطبيعة التحالفات داخل البرلمان.
وبينت النتائج النهائية لانتخابات 11 تشرين الثاني التي نشرتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أن أحزاب "الإطار التنسيقي الشيعي" حافظت على موقعها المهيمن في البرلمان المؤلف من 329 مقعدا، وأبرزها ائتلاف "الإعمار والتنمية" بقيادة السوداني الذي تصدر النتائج بحصوله على 46 مقعدا، تلاه ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي على 29 مقعدا، و"صادقون" بزعامة الشيخ قيس الخزعلي على 27 مقعدا.