الفياض وعلاوي أبرز حلفائه.. السوداني يعلن ائتلافه الانتخابي وترقب حذر للقوى السياسية قبل موعد الاقتراع

اليوم, 12:36
1 325

مع قرب موعد الانتخابات وبدء القوى السياسية بتحضيراتها للمعترك الانتخابي، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عن دخوله في ائتلاف انتخابي موسع باسم "ائتلاف الإعمار والتنمية".

ويضم الائتلاف إلى جانب "تيار الفراتين" الذي يتزعمه السوداني، عدداً من الكتل السياسية، ضمنها تحالف العقد الوطني؛ الذي يترأسه رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


ائتلاف الإعمار والتنمية

ووفقاً لبيان لمكتب السوداني، فإنّ "مجموعة من القوى والتيارات الوطنية العراقية تتشرف بأن تعلن لعموم أبناء شعبنا العراقي، عن تشكيل (ائتلاف الإعمار والتنمية)، لخوض الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل". 

وأوضح البيان أنه "اجتمعت في هذا الائتلاف، قوى سياسية ووطنية، وهي تيار الفراتين (بزعامة السوداني)، وتحالف العقد الوطني (فالح الفياض)، وائتلاف الوطنية (إياد علاوي)، وتحالف إبداع كربلاء (محافظ كربلاء نصيف الخطابي)، وتجمّع بلاد سومر، وتجمّع أجيال (النائب محمد الصيهود)، وتحالف حلول الوطني (مجموعة من نشطاء الحراك المدني)".

وأضاف بالقول "لقد وضعنا نُصب الأعين مصلحة العراق والعراقيين أولاً، واستهدفنا استدامة الإعمار وتعزيز الاقتصاد الوطني، واستكمال البُنى التحتية والمشاريع الاستراتيجية، وترسيخ ما تحقق من الأمن والاستقرار والعلاقات مع المحيط الإقليمي والعربي والعالمي". 

وتابع أن الائتلاف يأتي "على ما أُنجز من خطوات كبيرة خلال العامين الماضيين، في ظل ما شهده العمل الحكومي من خدمات وتطوير وخلق للفرص، ورعاية للأسرة وشرائح المجتمع كافة، آخذين بعين الاهتمام تلبية تطلّعات المواطن في كل مكان".

 

الاعلان الرسمي

ويأتي إعلان السوداني عن تحالف "الإعمار والتنمية" قبل نحو ستة أشهر من إجراء الانتخابات المقررة في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ويسبق معظم الأحزاب المكوناتية في البلاد، التي يبدو أنها اختارت التريث في الإعلان، لا سيما وأن الحوارات لا تزال مستمرة في ما بينها، بالإضافة إلى التردد من إعلان أي تحالف في ظل ضبابية المشهد من جرّاء احتمالات عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى المشاركة في الانتخابات، خصوصاً وأنه كان قد دفع أخيراً أنصاره لتحديث سجلاتهم وبياناتهم الانتخابية.

من جهته، قال عضو من تيار الفراتين إنّ "الخيارات السياسية للسوداني ظلت محدودة خلال الفترات الماضية، سيما مع الهجمات السياسية والمخططات العلنية والمتشفية بقمة بغداد التي عقدت الأسبوع الماضي، كلها أدت إلى برود العلاقة بين السوداني من جهة، وتحالف قوى الإطار التنسيقي"، متوقعاً أن "تشن معظم الأحزاب الشيعية هجوماً على تحالف السوداني، ولا نعلم كيف ستؤول الأمور في المستقبل القريب".

 

شعبية لافتة

من جهته، قال المستشار لدى الحكومة العراقية عائد الهلالي، إن "للسوداني شعبية لافتة، وقد حققها بفضل المنجزات التي قدمتها حكومته، وإن الإعلان عن تحالفه الانتخابي هو حق من حقوق أي مواطن عراقي أن يكون حاضراً في المشهد السياسي والانتخابي".

وتابع بالقول انه "لا نعرف ما إذا كان هذا التحالف سيضم مستقبلاً أطرافاً أخرى أم أنه سيكون محدداً للتكتلات والأحزاب التي ورد ذكرها في البيان".

وبين أنّ "التنافس الانتخابي المقبل قد يكون محتدماً، خصوصاً وأن تحالف السوداني أخذ طرفين من أطراف تحالف قوى الإطار التنسيقي، بالتالي فإن مستقبل الإطار قد يكون مهدداً بالتفكك وقتياً، بمعنى أن الإطار قد يتفكك في الانتخابات لكنه يعود مرة ثانية للاتحاد بعد إعلان النتائج".

 

الإطار التنسيقي

بدوره، رأى الباحث في الشأن السياسي عبد الله الركابي، أن "التحالفات التي ستُعلن في الوقت الحالي لن تكون بالضرورة صامدة أمام التحديات والإغراءات المستقبلية، فقد تتفكك تحالفات انتخابية وتولد أخرى، خصوصاً وأن تحالف الإطار التنسيقي لن يسمح بأن ينافسه تحالف قوي"، مشيراً إلى أن "الإطار التنسيقي هو الحاكم الشيعي الأقوى حالياً في ظل غياب التيار الصدري، وأن وجود محمد شياع السوداني خارج عباءة الإطار يعني تهديداً لكيان تحالف الإطار".

ولفت الركابي إلى أن "جميع القوى الشيعية بل حتى السنية غير مستعدة لخوض الانتخابات إلا قبل التأكد من احتمالية عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أو عدمها، لأن عودة الصدر، إن حدثت، ستعيد ترتيب التحالفات، مع العلم أن الصدر لن يتحالف مع أي طرف".

 

زخم كبير لتشكيل الأحزاب

وسبق أن كشفت مصادر عراقية، عن تجاوز عدد الأحزاب في بلاد الرافدين عدد مقاعد مجلس النواب في الوقت الحالي، في دلالة على زخم كبير لتشكيل الأحزاب والكيانات بغية المشاركة في العملية السياسية. 

وبلغ عدد الأحزاب 333، وهناك أكثر من 50 حزباً قيد التأسيس، وهو أكبر من عدد أعضاء مجلس النواب العراقي والبالغ 329 عضواً، ورغم العدد المرتفع والذي قد يرتفع أيضاً خلال الفترة المقبلة، إلا أن معظم هذه الأحزاب بلا جماهير ومناصرين لها على أرض الواقع، ولا تمثل وسيلة للتربح السياسي والضغط للحصول على مكاسب من الدولة العراقية، وفق تفسيرات لمراقبين.

وشهد العراق بعد الاحتلال الأميركي في عام 2003، خمس عمليات انتخاب تشريعية، أولاها في عام 2005 (قبلها أجريت انتخابات الجمعية الوطنية التي دام عملها أقل من عام)، وآخرها في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وتمّ اعتماد قانون الدائرة الواحدة لكل محافظة في النسخ الأربع الأولى، والانتخابات الأخيرة في عام 2021 أُجريت وفق الدوائر المتعددة، بعد ضغط قوي من الشارع والتيار الصدري لإجراء هذا التعديل الذي كان يعارضه "الإطار التنسيقي".