من الاحتلال إلى السيادة.. أطول بعثة أممية تنتهي أعمالها في العراق نهاية 2025

اليوم, 13:17
285

مع اقتراب نهاية عام 2025، تطوي بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) صفحتها الأخيرة بعد مسيرة امتدت لأكثر من اثنين وعشرين عاماً، بدأت عقب سقوط نظام المقبور صدام في عام 2003. 

وشكلت هذه البعثة جزءاً أساسياً من المشهد السياسي والتنموي العراقي، حيث اضطلعت بدور محوري في تقديم الدعم والمشورة في مراحل مختلفة من التحول السياسي، وإعادة الإعمار، والتنمية المستدامة.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

وداع بعثة استثنائية

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسته الخاصة لبحث تطورات الأوضاع في العراق، حيث قدّم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسّان، إحاطته الأخيرة قبيل انتهاء مهمة بعثة يونامي.

وقال الحسّان خلال احاطته إن "العراق انتصر على الإرهاب بفضل شعبه والدعم الدولي، وتجاوز ظروفاً صعبة في طريقه نحو الاستقرار”، مشيداً بقدرة البلاد على إدارة انتخابات شفافة وبنسبة مشاركة مرتفعة، وتوقع عدم تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة".

ودعا الحسّان " الحكومة العراقية إلى محاسبة المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف حقل كرومور"، مؤكداً "أهمية معالجة جميع الانتهاكات التي تمس أمن البلاد".

وأعرب عن أمله في "حل المسائل العالقة بين حكومتي بغداد وأربيل"، مشيراً إلى أن "العراق أظهر التزاماً واضحاً بإعادة مواطنيه من مخيم الهول”.

وفي ختام الإحاطة، هنّأ الحسّان العراق على "انتخابه عضواً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة"، معتبراً  ان "هذا التطور دليلاً على التقدم الذي أحرزته البلاد على المستوى الدولي".


مرحلة جديدة

بدوره أشاد المندوب الدائم لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير لقمان الفيلي، يوم الثلاثاء، بالدور الذي اضطلعت به بعثة يونامي في العراق، مشيراً إلى أن إنهاء مهامها يمثل بداية لمرحلة جديدة من العلاقة مع الأمم المتحدة.

وقال الفيلي خلال كلمة في مجلس الأمن إن "بعثة يونامي لم تكن مجرد بعثة سياسية خاصة، بل كانت بعثة ديناميكية مؤثرة وفعالة استطاعت التكيف وإعادة توجيه مسارها لتلبية احتياجات العراق المتغيرة حين بدأ بالتعافي والانتقال إلى دولة معتمدة على نفسها".

وأوضح أن "نشاط البعثة تحول بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة ليركز أكثر على مساندة الوزارات الحكومية إلى مواءمة أهداف التنمية الوطنية العراقية مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030".

ومن خلال هذا التعاون، وفقاً للسفير العراقي، كانت بعثة يونامي داعمة للعراق في الانتقال من جهود إدارة الأزمات إلى جهود التخطيط التنموي طويل الأمد والاعتماد على الذات "واليوم ومع انتهاء ولاية البعثة ينظر العراق بامتنان إلى ذلك التاريخ المشرف الحافل بالتعاون ويفتخر بتلك الشراكة الناجحة بينه وبين الأمم المتحدة".

واعتبر الفيلي أن "إنهاء مهمة يونامي في العراق يمثل بداية لمرحلة جديدة من العلاقة بين العراق والأمم المتحدة عبر برامج مشتركة نحو شراكة داعمة تركز على التنمية المستدامة".

وبيّن أن "هذه البرامج تتسق تماماً مع جهد العراق وسعيه تجاه توسيع أطر التعاون الدولي المتوازن الذي ينسجم مع أولوياته الوطنية في مجالات الإصلاح الإداري والاقتصادي وبناء القدرات ويتطلع العراق إلى علاقة تعاون قطاعي جديد مع الأمم المتحدة تقوم على أسس شراكة متوازنة والاحترام المتبادل".


يذكر أن مجلس الأمن الدولي، قرر في 31 آيار/مايو 2024، إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) أواخر العام 2025، وذلك استجابة لطلب تقدمت به الحكومة العراقية.

وينص القرار الذي تم تبنيه بالإجماع في مجلس الأمن، على تمديد ولاية البعثة التي تم إنشاؤها عام 2003، لفترة أخيرة مدتها 19 شهراً حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2025.

وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد شياع السوداني قد طلب رسمياً في 21 آيار/ مايو 2024، في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنهاء ولاية بعثتها لتقديم المساعدة إلى العراق "يونامي" بشكل نهائي اعتباراً من 31 كانون الأول/ ديسمبر 2025، على أن تقتصر جهودها خلال الوقت المتبقي على استكمال أعمالها فقط في ملفات الإصلاح الاقتصادي، وتقديم الخدمات، والتنمية المستدامة، والتغير المناخي، وغيرها من الجوانب التنموية.


البعثة الأطول تاريخياً

العراق 2003 - 2025

بعثة الامم المتحدة الخاصة في العراق "يونامي" تشكلت بموجب قرار مجلس الامن الدولي بالرقم 1500 الذي صدر 14 اب 2003 اي بعد سقوط النظام السابق باربع اشهر وهي بعثة مؤقتة لمدة سنة هدفها ان تعطي الاستشارة للامم المتحدة ومساعدة النظام العراقي الجديد في رسم شكل اعادة الاعمار والمسائل العالقة قبل سقوط النظام البعثة رسم طريق عملها القرار 1283 الذي صدر في 15 تموز 2003 والذي حدد وضع العراق كبلد محتل من قوات متحالفة وان على هذه الدول احترام سيادة العراق وانتقال الحكم للعراقيين وتعيين ممثل خاص للأمين العام للامم المتحدة .

البعثة كان المفروض تنتهي اعمالها في 14 اب 2004 وينتهي دور الامم المتحدة لكن الحكومات العراقية المتعاقبة كانت تطلب من مجلس الامن تمديد مهمة هذه البعثة برسالة من رئيس الحكومة.

وعلى غرار العراق، شهدت دول عديدة نشر بعثات أممية مؤقتة لمعالجة أوضاع النزاع أو الاحتلال أو الأزمات الإنسانية، منها:


جمهورية بنن الشعبية 

1977-1980 

تقرر، يوم 8 شباط/فبراير 1977، إرسال بعثة مجلس الأمن الخاصة، المؤلفة من ثلاثة من أعضاء المجلس للتحقيق في عدوان مرتزقة مسلحين على كوتونو يوم 16 كانون الثاني/يناير 1977 وللإبلاغ باستنتاجاتها.


بوتسوانا

1985-1988

عقب هجوم جنوب أفريقيا على مطار غابورون يوم 14 حزيران/يونيه 1985، طلب الأمين العام إرسال بعثة يوم 21 حزيران/يونيه 1985 بغرض تقييم الأضرار التي أحدثتها الأعمال العدوانية التي قامت بها جنوب أفريقيا، واقتراح التدابير اللازمة لإِقْدَار بوتسوانا على استقبال اللاجئين الجنوب أفريقيين وتقديم المساعدة لهم، ولتحديد مستوى المساعدة الذي يلزم بوتسوانا بالتالي.


بوتسوانا 

1975-1980

فيما يتصل بشكوى بوتسوانا من انتهاكات نظام الفصل العنصري غير المشروع في روديسيا الجنوبية لسيادتها الإقليمية، قرر مجلس الأمن يوم 13 كانون الثاني/يناير 1977 إرسال بعثة لتقييم احتياجات بوتسوانا الضرورية لإنجاز مشاريعها الإنمائية في تلك الظروف.


غينيا

1969-1971

فيما يتعلق بالحالة التي أوجدتها الهجمات المزعومة التي قامت بها القوات البرتغالية على إقليم غينيا، أرسل الأمين العام بعثة خاصة تابعة لمجلس الأمن إلى جمهورية غينيا يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1970 للإبلاغ عن الحالة السائدة هناك.


ليسوتو

1981-1984

كخطوة أولى نحو تنفيذ القرار 527 (1982)، الذي طلب إلى الأمين العام الدخول في مشاورات مع ليسوتو ووكالات الأمم المتحدة لضمان رفاهية اللاجئين في ليسوتو ولرصد تنفيذ القرار، زار الأمين العام ليسوتو في كانون الثاني/يناير 1983 للتشاور مع حكومة ليسوتو.


ناميبيا

1972-1974

وفقا للقرار 309 (1972) المؤرخ 4 شباط/فبراير 1972، الذي طلب بمقتضاه إلى الأمين العام بدء الاتصال بالأطراف المعنية لإيجاد الظروف الضرورية لتمكين شعب ناميبيا من ممارسة حقه في تقرير المصير وفي الاستقلال، زار الأمين العام جنوب أفريقيا وناميبيا في فترة ما بين 6 و10 آذار/مارس 1972 وواصل اتصالاته حتى شهر كانون الأول/ديسمبر 1973.


السنغال

1969-1971

بخصوص شكوى السنغال من الانتهاكات المزعومة لسلامتها الإقليمية من طرف القوات المسلحة البرتغالية النظامية المرابطة في غينيا-بيساو، أرسل مجلس الأمن البعثة يوم 15 تموز/يوليه 1971. وكلِّفت البعثة بالتحري في الحوادث التي أُبلغ بها مجلس الأمن، ودراسة الوضع على طول الحدود بين غينيا (بيساو) والسنغال ورفع تقرير إلى مجلس الأمن، مع تقديم توصيات ترمي إلى ضمان السلم والأمن في هذه المنطقة.


الصحراء الغربية

1975-1980 

وفقا للقرار 377 (1975) المؤرخ 22 تشرين الأول/أكتوبر 1975 الذي طُلب بمقتضاه إلى الأمين العام الدخول في مشاورات فورية مع الأطراف لتمكين مجلس الأمن من اتخاذ التدابير الملائمة للتعامل مع الحالة الراهنة بخصوص الصحراء الغربية، زار الأمين العام المغرب وموريتانيا والجزائر وإسبانيا في فترة ما بين 25 و28 تشرين الأول/أكتوبر 1975 قصد تسهيل التسوية السلمية للحالة فيما يتصل بالصحراء الغربية.


زامبيا

1972-1974

نظرا لاستفزازات روديسيا الجنوبية وأعمالها العدوانية وكذا لتدخلات جنوب أفريقيا المتواصلة في روديسيا الجنوبية، تقرر، يوم 2 شباط/فبراير 1973، إرسال بعثة خاصة تابعة لمجلس الأمن، مكونة من أربعة من أعضاء المجلس، لتقييم الحالة في المنطقة واحتياجات زامبيا التي تلزم للحفاظ على نظم بديلة للاتصالات الطرقية والسككية والجوية والبحرية من أجل السير العادي لحركة المرور.


كمبوديا / فيتنام

1964-1965

عقب الأحداث التي تسبب فيها توغّل جيش جمهورية فييت نام في الإقليم الكمبودي، قرر مجلس الأمن يوم 4 حزيران/يونيه 1964 إرسال بعثة، تتكون من ثلاثة من أعضاء المجلس، إلى مملكة كمبوديا وجمهورية فييت نام وإلى الأماكن التي وقعت فيها آخر الحوادث، بغية النظر في التدابير الكفيلة بمنع تكرار تلك الحوادث.


فلسطين المحتلة

1969-1971

وفقا للقرار 298 (1971) المؤرخ 25 أيلول/سبتمبر 1971، قرر الأمين العام تعيين بعثة لمجلس الأمن، تتكون من ثلاثة من أعضاء المجلس، بخصوص الحالة التي أوجدتها التدابير غير القانونية المزعوم أن إسرائيل اتخذتها في القدس قصد تغيير الوضع القانوني للمدينة المقدسة وطابعها. 

وفي ضوء عدم تقيد إسرائيل بما قرره مجلس الأمن، لم يمكن الأمين العام من إنجاز مأموريته بموجب ذلك القرار.


إيران / العراق

1985-1988

أرسلت بعثة الأمين العام المؤلفة من أخصائيين عددا من المرّات في فترة ما بين عامي 1985 و1988 بخصوص ادعاءات استعمال إيران والعراق للأسلحة الكيميائية في الحرب الإيرانية العراقية، لإجراء تحقيقات موقعية في إيران والعراق من أجل جمع وفحص الأدلة ورفع تقرير إلى الأمين العام بناءً على ذلك.