رغم دعوات إخراج القوات الأجنبية من العراق.. الحكومة توافق على إنشاء معسكر لبعثة الناتو

22:42, 29/03/2025
2 165

مع تصاعد الدعوات ومنذ مدة ليست بالقصيرة للمطالبة بإخراج القوات الأجنبية من العراق، وهذه المطالب معززة بقانون أقره البرلمان، لكن تقارير صحفية اكدت موافقة الحكومة على إنشاء معسكر لبعثة الناتو واعطاء ضوء أخضر لبقاء طويل الأمد.

وذكر تقرير تابعه "سنترال" ان الحكومة وافقت على إنشاء معسكر لبعثة الناتو واعطاء ضوء أخضر لبقاء طويل الأمد.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

مخاطبة من الناتو

الموافقة جاءت بعد مخاطبة من قائد بعثة الناتو في بغداد الفريق لوكاس شووريس إلى مستشارية الأمن القومي بغية الموافقة على ما يلي:

ـ يجوز لبعثة حلف شمال الأطلسي في العراق زيادة أعداد أفرادها من 650 فردًا إلى 950 فردًا بعد انسحاب قوات التحالف من معسكر الاتحاد الثالث.

وبينت الرسالة بأن ذلك سيسمح لبعثة الحلف في بغداد بمواصلة المهام الأساسية والضرورية، مثل إدارة القاعدة، والخدمات اللوجستية، وأمن القاعدة، والتي تطابقها معايير الناتو والتحذيرات الوطنية للدول المساهمة بقوات.

وبحسب قائدها، سيواصل جميع أفراد بعثة الناتو في العراق العمل وفق المبادئ التوجيهية الصارمة التي وضعها الحلف وحكومة العراق، والتي بموجبها تخضع بعثة الحلف في العراق وستظل مهمة غير قتالية، كما سيلتزم الحلف وبعثته في بغداد بإرشادات الحكومة العراقية بشأن الاتصالات العامة الخاصة بمسألة عدد الأفراد، وفق ما جاء في المذكرة.


طلب إنشاء معسكر للناتو في بغداد

أما المطلب الثاني في مخاطبة الناتو إلى الحكومة العراقية فتمثل بما يلي:

ـ يجوز لحلف شمال الأطلسي في العراق إنشاء بنية تحتية في معسكر الاتحاد الثالث بهدف تحسين ظروف المعيشة والعمل لموظفيها من خلال توفير خطة تطوير للمعسكر. 

وبحسب الطلب، فأن خطة التطوير تلك واستخدام الأراضي يتطلب ترتيبًا مكتوبًا بين الحكومة العراقية والحلف، لتمكين بعثة الحلف في بغداد من استخدام بنيتها التحتية المبنية حديثًا في معسكر الاتحاد الثالث لمدة لا تقل عن خمس سنوات عند اكتماله (ثم ذكرها في النسخة الإنجليزية من الرسالة).

كما يتطلب تطوير هذه الاتفاقية تنسيقًا مفصلًا بين الناتو وهيئة التنفيذ المشتركة للسماح باستشارات الناتو. نرجو منكم التفضل بتعيين هيئة التنفيذ المشتركة كتابيًا لهذا الغرض.

وبحسب وثيقة نقل عنها التقرير، "رجا شخويرس في رسالته تقديم مستشار الأمن القومي رد للحكومة العراقية كتاباً قبل موعد (الأول من آذار 2025)، وفقاً لإجتماع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والأمين العام لحل الناتو السيد مارك روته (بحسب الرسالة)، عدت ذلك من شأنه ضمان استمرار البعثة في داء مهمتها."

وأكمل، "من الجدير بالاشارة ان هذه الوزارة سبق وان قامت بنقل مضمون كتاب مستشارية الامن القومي المرقم 9017في 29/12/2024 بمذكرتها المرقمة 57 11/54 في 2025/1/2، لاعلامهم حصول الموافقة على بقاء بعثة الحلف في بغداد في معسكر الاتحاد الثالث، فضلاً عن التأكيد على ضرورة الالتزام بالقرارات السابقة الخاصة بأن لا يتجاوز عد افرادها (650) فردا، وبهذا الصدد نرى مفاتحة مكتب مستشار الامن القومي للاستفسار عن القرار بهذا الشأن فضلاً عن اعلام مكتب السكرتير الشخصي للقائد العام للقوات لمسلحة (مع الاشارة الى ما ورد في النص الانجليزي للمذكرة ولم يرد في النص عربي لها بأن الترتيب المكتوب الذي يطلبه الحلف يتضمن استخدام معسكر الاتحاد الثالث بعد اكتمال تطوير البنية التحتية له لمدة لاتقل عن خمس سنوات) يرجى تفضل سيادتكم بالاطلاع والتوجيه .. مع التقدير".


الموافقة على انشاء معسكر للناتو

بعد المخاطبة آنفة الذكر، حصلت "العهد نيوز" على وثيقة جديدة تظهر تقديم قائد بعثة الناتو إلى العراق شكره إلى الحكومة العراقية بالقول: "تهدي بعثة الناتو في العراق تحياتها إلى مستشار الأمن القومي قاسم محمد الأعرجي المحترم وتتشرف بتوجيه الشكر إلى حكومة العراق على مذكرتها الشفوية المؤرخة ٢ كانون الثاني ٢٠٢٥، والتي وافق من خلالها دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على وجود بعثة الناتو في العراق الدائم والطويل الأمد في معسكر الاتحاد الثالث إذ يلاحظ أن البعثة ينبغي ألا يتجاوز عدد أفرادها ٦٥٠ فردا".


طلب زيادة القوات إلى من 650 إلى 950

بعد موافقة الحكومة على انشاء معسكر لبعثة الناتو في العراق، لم تتردد الأخيرة في تقديم طلب جديد يقضي بزيادة عدد أفرادها من 650 إلى 950.

إذ أظهرت الوثائق طلب بعثة الناتو تزويدها بموافقة خطية (مكتوبة) على ما يلي:

ـ أن بعثة الناتو في العراق قد تزيد أعداد الأفراد من 650 إلى 950، بعد انسحاب قوات التحالف من معسكر الاتحاد الثالث، كما تم تحديده من قبل هيئة التنفيذ المشتركة في ٦تشرين الأول ٢٠٢٤ و۱۹کانون الثاني ٢٠٢٥. 

وزعمت البعثة، أن تحقيق ذلك سيسمح لها بمواصلة المهام الأساسية والضرورية، مثل إدارة القاعدة واللوجسنيات وأمن القاعدة، وفقا للمعاير المطلوبة لمنظمة حلف شمال الأطلسي والمحاذير الوطنية للدول المساهمة بقوات.

وتابعت، "سيواصل جميع أفراد البعثة العمل في إطار المبادئ التوجيهية الصارمة التي وضعتها منظمة حلف الناتو وحكومة العراق، حیث کانت بعثة غير قتالية وستظل كذلك، وستمثل بعثة الناتو في العراق وحلف الناتو للمبادئ التوجيهية لحكومة العراق فيما يتعلق بالأعلام العام بشأن مسألة عدد الأفراد في البعثة".

ـ أن بعثة الناتو في العراق قد تعمل علی انشاء بنية تحتية في معسكر الاتحاد الثالث، من أجل تحسين ظروف المعيشة والعمل لموظفيها، من خلال توفير خطة تطوير معسكر الاتحاد الثالث، تتطلب خطة التطوير هذه والاتفاق بشأن الاستثمار في معسكر الاتحاد الثالث واستخدام أراضيه ترتیبا مكتوب لاستخدام الأراضي بين الناتو وحكومة العراق، يتطلب تطویر هذا الترتيب تنسيقا مفصلا بين الناتو وهيئة التنفيذ المشتركة للسماح باستثمارات الناتو. 

وأتمت، "لذا نطلب من معاليكم بتوجيه خطي (كتابة) الى هيئة التنفيذ المشترك فيما يخص هذا الغرض!".


طلب البعثة من مستشارية الأمن القومي

وتظهر الوثيقة الرابعة، وجود طلب من البعثة لمستشارية الأمن القومي، نص على ما يأتي: "یرجی من معالي مستشار الأمن القوعي تقدیم رد الحكومة العراقية خطيا (كتابة) قبل الموعد المحدد في 1 اذار ٢٥٠٢ وفقا للاجتماع الذي عقد بیين دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته".

وأضافت، |وهذا من شأنه أن يضمن قدرة بعثة الناتو في العراق على مواصلة مهمتها، حيث تغتنم بعثة الناتو في العراق هذه الفرصة لتعرب مجددا لمعالي مستشار الامن القومي المحترم عن فائق تقدیرها واحترامها".


الحكومة توافق على مطالب البعثة!

بعد المطالب أعلاه، أظهرت الوثيقة الأخيرة من مجموعة الوثائق، موافقة وزارة الخارجية العراقية على مطالب بعثة الناتو البقاء في العراق.

وجاء في الوثيقة، "تهـدي وزارة خارجية جمهوريـة العـراق أطيـب تحياتهـا الـى بعثـة حلـف شـمال لاطلسـي فـي بـغـداد وتتشـرف اعلامهـا حصـول الموافقـة عـلى بقـاء بعثـة حلـف شـمال الاطلسـي فـي معسـكر الاتحـاد الثالـث ـ قـرب قيـادة العمليـات المشـتركة، وتطلـب تزويدها بـاجراءاتكم المستقبلية بهـذا الشـأن، كمـا تۆكـد علـى بعثـتكم المـوقرة ضرورة الالتزام بالقرارات السابقة بأن لا يتجاوز عدد افراد البعثة (650) فرد".


تاريخ تواجد بعثة الناتو في العراق

بدأ تواجد حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق عام 2004 بناءً على طلب من الحكومة العراقية المؤقتة ووفقًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1546. 

وتمثلت مهمة البعثة في تقديم التدريب والمشورة لقوات الأمن العراقية بهدف تطوير هياكلها ومؤسساتها التدريبية، مما يمكن العراق من بناء قوة أمنية فعالة ومستدامة تلبي احتياجات الدولة.  

وفي عام 2011، انتهت مهمة البعثة الأولى للناتو في العراق، ومع ذلك، استؤنفت الأنشطة التدريبية وبناء القدرات تدريجيًا في عام 2014 بناءً على طلب بغداد، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي واجهها العراق في تلك الفترة.  

وفي فبراير 2021، أعلن الأمين العام للناتو عن قرار بزيادة حجم بعثة الناتو في العراق من 500 فرد إلى ما يصل إلى 4,000. 

وتهدف هذه الزيادة إلى تعزيز قدرات البعثة في تقديم المشورة والمساعدة في مجالات التدريب وإصلاح القطاع الأمني، وذلك بناءً على احتياجات وتوجيهات الحكومة العراقية.   


مواقع بعثة الناتو

تتوزع أنشطة بعثة الناتو في العراق على عدة مواقع، بما في ذلك:

ـ المقر الرئيسي: يقع داخل المنطقة الدولية في بغداد، حيث يتم تنسيق الأنشطة وتقديم المشورة للوزارات العراقية المعنية.

ـ الرستمية: دعم الأكاديمية العسكرية العراقية وكلية الأركان المشتركة. 

ـ معسكر التاجي: تدريب ضباط الصف العراقيين وطواقم المعارك. 

ـ معسكر دبلن: تقديم التدريب للشرطة الفيدرالية العراقية.  

في مايو 2023، تولى الفريق خوسيه أنطونيو قيادة بعثة الناتو في العراق، مؤكدًا أن وجود الناتو في البلاد يأتي بناءً على طلب الحكومة العراقية لدعم إصلاح القطاع الأمني، وأن البعثة تركز على تقديم المشورة والتدريب دون أي مهام قتالية.  

وفي فبراير 2025، تم تعيين الجنرال لوكاس شخويرس قائدًا لبعثة الناتو في العراق، حيث أكد أن مهمة البعثة غير قتالية وتقتصر على تقديم المشورة والمساعدة في التدريب وملفات أخرى لتحقيق 32 هدفًا تم تحديدها بالتنسيق مع الحكومة العراقية.


هل العراق يحتاج فعلا لتدريب الناتو؟

يؤكد المحلل السياسي علي فضل الله، أن قرار الحكومة العراقية هو إخراج كافة القوات الأجنبية بناء على المطالب الشعبية والبرلمانية، وهذا يشمل أيضا قوات حلف الناتو لأنها جزء من القوات الأجنبية.

ويرى فضل الله، أن "هذه القوات تعمل على تنفيذ مخططات الجانب الأمريكي، لذلك فإن العراق طالب بإخراج كل القوات من أراضيه من دون استثناء ضمنها قوات الناتو".

من جانبه، يتهم الخبير الأمني والعسكري عقيل الطائي، قوات حلف (الناتو) بعدم تطبيق أي بنود من الاتفاقية الاستراتيجية مع العراق، متسائلاً: أين قوات الناتو من القصف التركي المستمر على الأراضي العراقية؟.

وبحسب العديد من أعضاء مجلس النواب، فإن سبب تواجد قوات حلف الناتو داخل العراق يعود الى تنفيذ مصالح خاصة بالولايات المتحدة الامريكية، مشيرين الى ان "هنالك ضرورة ملحّة لأنهاء التجاوزات التي ترتكبها قوات الناتو المسلحة في خرق سيادة العراق".

إلى ذلك، أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون ابراهيم السكيني، أن "استمرار الناتو في العراق ليس سوى ذريعة لفرض وجودها داخل الأراضي العراقية، فيما أشار الى ان هذه الدورات التدريبية المزعومة هي استنزاف لأموال العراق".

من جهته، يؤكد المحلل السياسي صباح العكيلي، أن "التواجد الأمريكي والدول الاخرى في العراق يحدث بذريعة قوات الناتو".