الولاءات الحزبية الضيقة تفضح البيشمركة.. الهركي يقوّض "قوات بارزاني" ويكشف ضعفهم الأزلي

اليوم, 10:47
869

في تطور خطير، تحوّل خلاف عشائري قديم حول تحويل مجرى مياه زراعية في قضاء خبات التابع لمحافظة أربيل إلى اشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات البيشمركة، وتحديداً “الزيرفاني”، وبين عشيرة الهركي، في واحدة من أسوأ الأزمات الأمنية التي يشهدها إقليم كردستان منذ سنوات.


جذور الأزمة.. صراع قديم يتجدد

بدأ النزاع بين عشيرتي الهركي وكوران حول مجرى ماء زراعي. لكن ما كان يُفترض أن يكون خلافاً بسيطاً بين مزارعين، تصاعد بسرعة مذهلة بسبب تورط قيادات عسكرية من البيشمركة، من بينهم خورشيد هركي وبشار مشير آغا، اللذان حوّلا النزاع إلى مواجهة قبلية مسلحة.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


الشرارة الأولى وتحوّل خبات إلى ساحة معركة


اندلع الصراع بشكل علني يوم السبت، الموافق 5 يوليو/تموز 2025، بعد تصاعد الخلاف بين الجانبين. وعلى الرغم من تدخل حكومة أربيل وإحالة القضية إلى المحكمة، إلا أن الهدوء لم يدم طويلاً. ففي 8 يوليو/تموز، انفجر الوضع مجدداً بشكل أعنف، لتتحول خبات إلى ساحة معركة مفتوحة.



مع بزوغ فجر الثلاثاء، شهدت خبات اشتباكات عنيفة تحولت إلى “قتال شوارع” بين قوات الزيرفاني ومسلحي عشيرة الهركي. دوي الرصاص والانفجارات دوّى في الأرجاء، وسُجل سقوط قتلى وجرحى، فيما احترقت آليات عسكرية وتحولت إلى هياكل متفحمة تناقلتها وسائل الإعلام.


الولاءات المتضاربة داخل البيشمركة


الاشتباكات كشفت هشاشة البنية التنظيمية داخل البيشمركة، التي تواجه اليوم معضلتين: السلاح الثقيل الموجه ضدها، والولاءات العشائرية والحزبية المتضاربة داخل صفوفها. تحول الجيش الكردي، الذي يُفترض أن يكون رمز الوحدة، إلى ساحة لتصفية الحسابات الداخلية.


خورشيد هركي: من حليف البارتي إلى خصم عنيد


خورشيد هركي، الضابط السابق المقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي)، تحول اليوم إلى خصم عنيد. في الماضي، استُخدم كأداة لتعزيز نفوذ الحزب في مناطق مثل كلك. الأسلحة التي يهاجم بها اليوم قوات الزيرفاني، كانت في السابق تُمنح له من المؤسسة ذاتها لدعم نفوذ البارتي.