الطريق الحلقي الرابع.. مشروع حيوي أُهمل لسنوات حتى اختنقت بغداد بالزحام

اليوم, 12:56
1 163

لأعوام طويلة، ظلّ الطريق الحلقي الرابع عنواناً لمشروع مؤجل، تدور حوله التصريحات أكثر مما تدور فيه عجلات التنفيذ. اليوم، تعود القضية إلى الواجهة مجدداً مع تأكيدات رسمية من وزارة الإعمار والإسكان بدخول المشروع مرحلة التنفيذ الفعلي من الناحية الفنية، في وقت يبقى فيه التمويل والتعقيدات المتراكمة أبرز العناوين التي أخّرت واحداً من أهم مشاريع بغداد الاستراتيجية.


المشروع جاهز فنياً بانتظار التخصيصات

وفي هذا الصدد، أكد وزير الإعمار والإسكان والبلديات العامة بنكين ريكاني أن مشروع الطريق الحلقي دخل فعلياً مرحلة التنفيذ بعد استكمال جميع التحضيرات الفنية والمخططات الهندسية، مشيراً إلى أن الانطلاق بالأعمال الميدانية مرتبط بتوفير التخصيصات المالية اللازمة.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


وأوضح ريكاني أن المشروع يُعد من المشاريع الاستراتيجية ذات الأثر الاقتصادي والخدمي الكبير، كونه يمثل حلاً جذرياً للاختناقات المرورية، ويسهم في تحفيز حركة النقل والتجارة داخل العاصمة، فضلاً عن دوره في تنظيم التوسع الحضري.


وشدد الوزير على أن المرحلة الحالية تتطلب سياسات اقتصادية وخدمية واضحة وتوحيد الجهود الحكومية، بعيداً عن الإرباك الذي رافق أداء بعض المؤسسات في السنوات الماضية، والذي انعكس سلباً على كفاءة الإنفاق وتنفيذ المشاريع.



الطريق سيحيط بغداد ويربط جميع مداخلها


وكان المتحدث باسم وزارة الإعمار نبيل الصفار قد أكد سابقاً، أن الطريق الحلقي الرابع يُعد مشروعاً مكملاً لمشاريع فك الاختناقات المرورية، مبيناً أن هذه المشاريع ستسهم في تقليل الزخم داخل العاصمة، فيما يوفر الطريق الحلقي محاور سير تسهّل الدخول إلى بغداد والخروج منها.


وقال الصفار إن الطريق سيربط جميع مداخل بغداد الرئيسية بشكل حلقة تحيط بالعاصمة، موضحاً أن العمل جارٍ حالياً في فتح المسارات من قبل شركتي آشور وحمورابي في مقطعين رئيسيين؛ الأول بطول 26 كم من طريق سريع أبي غريب باتجاه طريق دورة–يوسفية مروراً بعدة مناطق، والثاني بطول 30 كم من طريق دورة–يوسفية وصولاً إلى نقطة التقاء قناة الشرطة مع نهر ديالى.


وأشار إلى أن الأعمال تتضمن إزالة التجاوزات والمشيدات، بالتزامن مع عمل لجان تعويض أصحاب الأراضي غير المتجاوزين وفق قانون الطرق والجسور النافذ.



معرقلات مزمنة وأثر تنموي مزدوج


رغم اكتمال التصاميم وتحديد المسارات، واجه المشروع تأخيراً طويلاً بسبب نقص التمويل، وتعدد التجاوزات، وغياب التخطيط الموحد للبنى التحتية، وهو ما أشار إليه ريكاني بوصفه سبباً رئيسياً لارتفاع كلف التشغيل والصيانة في مشاريع أخرى، داعياً إلى اعتماد سياسات أكثر انضباطاً في التنفيذ.


ويمتد الطريق الحلقي الرابع بكلفة تُقدّر بنحو 3 مليارات دولار، ويهدف إلى تخفيف الأزمات المرورية، وفتح مناطق جديدة قابلة للتطوير العمراني، وربط المدن السكنية الحديثة، ما يمنحه أثراً مزدوجاً على الاقتصاد والحياة اليومية للمواطنين.


ويرى مختصون أن إنجاز المشروع سيشكل نقطة تحول في خريطة بغداد المرورية والعمرانية، شريطة الالتزام بالجدول الزمني وحسم ملف التمويل والمعرقلات الإدارية بشكل نهائي.



وبين جاهزية فنية مؤكدة وتصريحات حكومية داعمة، يبقى الطريق الحلقي الرابع مشروعاً مفصلياً ينتظر الانتقال من مرحلة الكلام إلى مرحلة الإنجاز، ليغلق واحدة من أطول حلقات التأجيل في ملف مشاريع بغداد الاستراتيجية.