انهيار وانكسار يصيبان "داعش".. الأمن يمسك الأرض ويتجه لملاحقة مافيات المخدرات

14:20, 24/06/2024
735

تهديد عصابات "داعش" من جانب شن الهجمات ضد المدنيين وعناصر الأمن تراجع منذ مطلع العام الحالي إلى أدنى معدلات لها في عموم المدن العراقية، نتيجة عمليات ناجحة للقوات العراقية نفذتها في شمال وغرب ووسط البلاد.

 

هذا التراجع قابله ارتفاع في معدلات الجريمة المنظمة، إضافة إلى حرب مافيات المخدرات، التي تحولت حالياً إلى أبرز التحديات الأمنية في العراق. 


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 وفي الأشهر الأخيرة، كثفت القوات العراقية عملياتها الأمنية لمنع تحركات عناصر "داعش" خصوصاً بالمحافظات الشمالية الغربية، وقد أعلنت قيادة الجيش أخيراً أن أعداد "الإرهابيين" الموجودين في العراق حالياً لا يزيد عن 400 عنصر.

 

ومنذ مطلع العام الحالي، أجرت القيادات الأمنية مراجعة شاملة للخطط العسكرية، وعملت على تغيير التكتيكات العسكرية المتّبعة في مناطق "داعش" في العراق من أجل تطوير المواجهة.

 

 ووفق مصادر أمنية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإنه "جرى اتّباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بالطريقة التي تُضعف من قدرات عناصر التنظيم وتحدّ من حركتهم، كما كُثّفت الضربات الجوية التي تستهدف مخابئ وتحركات عناصر التنظيم".

 

 "داعش" فقد قدرته العسكرية

 وعن تهديد "داعش" في العراق اعتبر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي، أن "تنظيم داعش الإرهابي أصبح لا يشكّل أي تهديد على العراق وأمنه. التنظيم على وشك الانتهاء في العراق، وعمليات ملاحقة خلاياه الإرهابية مستمرة، وهناك ضربات نوعية ضد تلك الخلايا واستهداف قادة التنظيم البارزين". 

 

وكشف الخفاجي أن "تنظيم داعش فقد كل قدراته العسكرية ولهذا لم يعد يشكّل تهديداً، والقوات الأمنية العراقية بمختلف صنوفها تسيطر على كامل الوضع الأمني، وأي تحركات لخلايا هذا التنظيم في أي منطقة يجرى رصدها ومعالجتها، وهناك تطور كبير في عمل الأجهزة الاستخبارية والأمنية في ملاحقة خلايا داعش وكشف ما تبقّى لهم من مخابئ".

 

ولفت إلى أن "ملفات المخدرات والجريمة المنظمة والنزاعات العشائرية لها أولوية أمنية حالياً في العراق، وهناك جهود كبيرة تبذل من أجل الحد من هذه الظواهر"، مضيفاً أن "الأجهزة الأمنية تمكنت خلال الفترة الماضية من القبض على الكثير من المتهمين بهذه الجرائم وتفكيك شبكات لتجارة المخدرات والجريمة المنظمة وغيرها، كما أن هناك نجاحاً كبيراً في الحد من النزاعات العشائرية بمختلف المحافظات العراقية".

 

 وكانت وزارة الداخلية العراقية قد باشرت منذ شهرين حملة واسعة في بغداد، بهدف اعتقال المطلوبين والمتورطين في جرائم النصب والاحتيال وتجارة المخدرات والممنوعات، وعصابات السرقة والجريمة المنظمة. ووفقاً لأرقام أصدرتها الوزارة في أوقات سابقة، فقد اعتُقل المئات منهم حتى الآن.

 

 ارتفاع ملحوظ بقضايا الجريحة المنظمة

بدوره، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم المحمداوي، إن "تنظيم داعش فَقَد كل قدراته العسكرية وقياداته الميدانية، ولهذا أصبح لا يشكل أي تهديد حقيقي على العراق والعراقيين"، مضيفاً حول تهديد "داعش" في العراق أنه "رغم ذلك فإن عمليات متابعة ما تبقّى من هذا التنظيم مستمرة يومياً من دون أي توقف، مع استمرار القطعات العسكرية في حالة تأهب لأي طارئ". 

 

وأوضح المحمداوي أن "هناك ارتفاعاً ملحوظاً بقضايا الجريمة المنظمة، وهذا الأمر يتطلب بذل جهود أكبر من قبل كافة الأجهزة الأمنية والاستخبارية لملاحقة تلك العصابات، إضافة إلى الاستمرار في ملاحقة مافيات تجارة المخدرات، فقد أصبحت هذه الآفة خطراً يهدد المجتمع العراقي ولا يقل خطورة عن الإرهاب والإرهابيين". 

 

وأضاف: "إننا في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان نتابع يومياً مع القادة الأمنيين والعسكريين الوضع الأمني في عموم العراق، وهناك استقرار أمني كبير خصوصاً في ظل تراجع تهديدات الإرهابيين، مع العمليات الأمنية المكثفة لملاحقة تجارة المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة، ولهذا نتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة استقراراً أكبر، وتراجعاً ملحوظاً في عمليات الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات وغيرها".

 

"داعش" لا يشكل تهديداً

 في المقابل، رأى الخبير في الشأن العسكري مؤيد الجحيشي، في تصريح، في أنه "رغم تراجع عمليات تنظيم داعش، فهذا لا يعني أن التنظيم انتهى في العراق وأصبح لا يشكل تهديداً، لأنه ما زال يشكل تهديداً مع بقاء خلاياه في مناطق مختلفة من العراق، ويجب استمرار التعامل الحذر مع هذا الوجود".

 

 واعتبر الجحيشي أن "تنظيم داعش دائماً ما يستغل الفرصة لتنفيذ عملياته ضد القوات الأمنية أو المدنيين، ولهذا يجب بقاء القوات الأمنية في حالة الإنذار خصوصاً في قواطع عمليات المناطق الصحراوية، حتى لا تكون صيداً سهلاً للإرهابيين". وأضاف أن "عصابات الجريمة المنظمة، وكذلك مافيات تجارة المخدرات، تمثل حالياً تهديداً كبيراً وخطيراً على أمن العراق واستقراره، خصوصاً أن لديها دعماً وغطاء من قبل بعض الأطراف والشخصيات النافذة، وتهديد تلك العصابات والمافيات لا يقل خطورة عن تهديد تنظيم داعش، ويجب التعامل معها بحزم وقوة لضبط الأمن والاستقرار بشكل حقيقي".