بوتين يدخل على خط حراك السوداني لترتيب العلاقة بين أردوغان والأسد ويفضّل أنقرة على بغداد

16:00, 12/07/2024
306

تصطدم جهود رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في عقد لقاء مباشر بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد في العاصمة بغداد بطموح روسي وآخر ايراني.

وجاء في تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أنه "بينما يعمل السوداني من أجل ترتيب لقاء بين أردوغان والأسد، فإن الرئيس الروسيفلاديمير بوتين، يفضل الوساطة الروسية في هذا المجال، وأن يكون مثل هذا اللقاء في أنقرة وليس في بغداد".


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 ولفت التقرير إلى أن "السوداني يكثف منذ نيسانأبريل الماضي، جهوده للتوسط من أجل التوصل إلى صفقة لاستعادة العلاقاتالدبلوماسية بين أنقرة ودمشق".

وأشار التقرير إلى زيادة التوترات داخل تركيا مع استضافتها لنحو 3.6 مليون نازح سوري على أراضيها، ما فاقم من الصعوباتالاقتصادية في تركيا، مضيفاً أن أنقرة صارت تعتقد أن الوقت قد حان لبدء محادثات مع دمشق لتسهيل العودة النهائية للاجئين السوريين،وتشكيل تحالف ضد الفصائل الكوردية المسلحة في شرق سوريا.

وذكّر التقرير بأن اجتماعات كانت عقدت في موسكو بين وزيري الدفاع ورئيسي المخابرات في تركيا وسوريا، وذلك بوساطة روسية، خلالعامي 2022 و2023. إلا أنها لم تؤد إلى انفراج بسبب شروط الأسد المسبقة، حيث أنه يطالب بالانسحاب الكامل للقوات التركية من شمالسوريا قبل الدخول في أي مفاوضات.

ونقل التقرير عن الخبير في الشؤون الروسية المقيم في موسكو أوميت نظمي هازير، قوله إن الأسد كان متردداً في التعامل مع أردوغان لأنهكان يشتبه في أن أنقرة يمكن أن تستخدم مثل هذا الاجتماع لصالحها خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام الماضي في تركيا.

وتابع هازير قائلاً "إلا أن الوضع تبدل حالياًكما أن تدهور الاقتصاد السوري يشكل عاملاً في هذا الإطار".

وبحسب التقرير، فإن حكومة السوداني حققت تقدماً كبيراً في جهود الوساطة الخاصة بها، حيث أنها أقنعت الأسد بالتخلي عن شروطهالمسبقة والمطالبة فقط بالتزام تركيا بالانسحاب النهائي من سوريا.

وبعدما لفت التقرير إلى التصريحات من جانب وزير الدفاع التركي يشار غولر في حزيرانيونيو الماضي، بالإضافة إلى تصريحات إيجابيةمن جانب الأسد وأردوغان من أجل إنهاء الخلاف، أشار التقرير إلى أن أنقرة فتحت في نهاية حزيرانيونيو الماضي، معبراً حدودياً معالمناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية وبدأت في تطهير طريق سريع مهم يمكن أن يربط تركيا بسوريا والخليج.

ونقل التقرير عن مصادر قولها إن سوريا وتركيا ستجريان مفاوضات في بغداد تحت رعاية الحكومة العراقية، مشيرة إلى أن السودانييسعى أيضاً إلى استضافة أول اجتماع شخصي بين أردوغان والأسد منذ أكثر من عقد من الزمن، وأن يتم اللقاء في بغداد.

كما نقل التقرير عن مسؤول تركي سابق قوله إن السوداني يعتقد أن بمقدوره استغلال مثل هذا الاجتماع بين أردوغان والأسد لتعزيز موقفهبين العراقيين قبل الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل.

وبحسب مصدر، فإن "بوتين لا يؤيد مثل هذه الفكرة، وهو يؤيد عقد اجتماع في تركيا".

ونقل التقرير عن المصدر قوله إن هذا هو السبب وراء دعوة أردوغان للأسد علناً لعقد اجتماع في تركيا بوساطة روسية، مذكراً بأن الرئيسالتركي قال قبل أيام إن "بوتين لديه نهج لعقد اجتماعات في تركياورئيس الوزراء العراقي لديه أيضاً وجهات نظره حول هذه القضية".

وبحسب هازير، فإن موسكو لا تريد أن تفقد دورها في المفاوضات لتسهيل تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، بعد أن شاركت فيها منذالبداية، مضيفاً أنه "بالنسبة لروسيا، فإن إنجاز تحقيق عملية التطبيع تحت قيادة العراق يحمل مخاطر مشاركة جهات فاعلة أخرى".

ولفت التقرير إلى أن العديد من الخبراء قالوا إن إيران وروسيا، الداعمين الرئيسيين لدمشق، تتنافسان على النفوذ داخل سوريا.

كما ذكر التقرير بأن مسؤولاً إيرانياً كبيراً قال لنظرائه الأتراك في الشهر الماضي، إن الإيرانيين يضغطون أيضاً على دمشق لرفع شروطهاالمسبقة للحوار مع الحكومة التركية.

وبحسب مصدر مقرب من المفاوضات، فإن الإيرانيين لا يريدون أن يتم تهميشهم بينما تحقق الجهود العراقية تقدماً.

ونقل التقرير عن هازير قوله إنه بينما يعتبر العراق طرفاً فاعلاً أكثر حيادية لتسهيل مفاوضات المصالحة، غير أن موسكو تتمتع بنفوذ أكبرلحل القضايا العالقة، مضيفاً أن "روسيا التي تتعامل مع المشكلة الأوكرانية، تريد تسوية الأزمة السورية وتخفيف أعبائها، إلا أنها تريد أنتقوم بذلك من خلال زيادة هيمنتها في سوريا".