البحيرات والأنهار والأهوار تتقلص.. الأمم المتحدة: العراق خامس أكثر دولة في العالم معرضة للاحتباس الحراري

17:54, 27/03/2025
1 198

اكد تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الخميس، ان بيئة العراق وبكل المقاييس تتعرض لضغوط شديدة، فالبحيرات والأنهار والأهوار تتقلص، بل وتختفي تمامًا في بعض الحالات. 

وتزداد العواصف الرملية تواترًا وشدةً، مما يؤدي إلى دخول المستشفيات وإلغاء الرحلات الجوية. 


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

تدمير المشهد الطبيعي في العراق 

وقد أدت عقود من التلوث الناجم عن الصراعات، وإهمال السياسات البيئية، وضعف الحماية البيئية، وسوء إدارة الموارد الطبيعية، إلى تدمير المشهد الطبيعي في العراق.

وذكر التقرير انه "لا يمكن إنكار الآثار الضارة لتغير المناخ في العراق، وستزداد في العقود القادمة، حيث يشهد العراق بالفعل موجات حر شديدة ومتكررة، وجفافًا زراعيًا ناجمًا عن تدهور المناخ العالمي، ولهذا السبب صنّفت الأمم المتحدة العراق خامس أكثر الدول عرضة للاحتباس الحراري".

 

التحديات البيئية 

وأضاف انه "بشكل جماعي، تُشكّل هذه التحديات البيئية وضعًا حرجًا لملايين العراقيين، الذين يواجه الكثير منهم بالفعل صعوبات اجتماعية واقتصادية، حيث إن الصحة والرفاه مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بصحة ورفاه البيئة التي نعيش فيها، وعندما تعاني البيئة، نعاني نحن أيضًا".

وأوضح انه "وعلى سبيل المثال، في عام 2018، تسببت أزمة المياه في البصرة في دخول ما يقرب من 120 ألف شخص إلى المستشفيات، ودفعت آلاف المواطنين إلى الانضمام إلى احتجاجات حاشدة ضد السلطات الحكومية المحلية والفيدرالية".

وردّت السلطات بقطع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في العراق، واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة المئات، وإجراء اعتقالات تعسفية، قبل أن تُفرج في النهاية عن المتظاهرين دون توجيه أي اتهامات.

 

الأراضي الزراعية في العراق مهددة

وبين انه "في الوقت الحالي فإن ندرة المياه ودرجات الحرارة القصوى والتصحر تهدد نسبةً هائلةً من الأراضي الزراعية في العراق، مما يؤدي إلى زيادة معدلات فشل المحاصيل".

ففي دراسة أجراها المجلس النرويجي للاجئين عام 2023، قال 60 بالمائة من المزارعين الذين تمت مقابلتهم إنهم يزرعون مساحات أقل من الأراضي أو يضطرون إلى استخدام كميات أقل من المياه بسبب الجفاف الشديد. 

في عام 2023، أبلغ العراق عن انخفاض في حصاد 8 من أصل 10 محاصيل رئيسية، بما في ذلك الخضراوات والبقوليات. 

وتابع انه "مع فشل المحاصيل يؤدي إلى ارتفاع أسعار علف الماشية، ويُعدّ صغار المزارعين والمجتمعات البدوية الأقل قدرة على استيعاب الصدمات التي تُحدثها هذه الأزمة على دخولهم".

كما أنهم غالبًا ما يكونون الأكثر تضررًا من الفقر وأكثر عرضةً له، ومع انكماش الأراضي الصالحة للزراعة وتبخر مجاري المياه المخصصة لصيد الأسماك، من بين عوامل اقتصادية أخرى، يتزايد عدد العراقيين الذين ينتقلون إلى المدن بحثًا عن عمل، وفق التقرير.

 

الهجرة بسبب الجفاف

واعتبارًا من آذار 2024، سجّلت المنظمة الدولية للهجرة وجود أكثر من 140 ألف عراقي نازح في سياق الجفاف وتدهور الأراضي، وإذا لم تُلبَّ احتياجات المهاجرين والنازحين داخليًا بشكل كافٍ، فقد يزيد ذلك الضغط على الخدمات، ويرفع أسعار المواد الغذائية، ويفاقم التوترات الاجتماعية، مما يؤدي إلى الاحتجاجات وحتى العنف".

وأشار التقرير الى انه "في الوقت نفسه، يحتاج العراق إلى البدء في معالجة التدهور البيئي الحالي والتكيف مع الأضرار المتوقعة لتغير المناخ، وهذه أجندة شاقة، لكنها يمكن أن تشمل استثمارات في البنية التحتية الذكية مناخيًا؛ وأنظمة وسياسات عادلة لإدارة الأراضي والمياه؛ وفرص عيش مستدامة ومتنوعة؛ بالإضافة إلى أنظمة الإنذار المبكر والتأهب للكوارث".