في ظل الاستعدادات الموسمية لأداء مناسك الحج، تبرز هيئة الحج العراقية كواحدة من أبرز الجهات التنظيمية التي يقع على عاتقها مسؤولية كبرى في ضمان سلاسة وكرامة رحلة الحجاج العراقيين إلى الديار المقدسة، وقد شهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في الهيكل التنظيمي للهيئة، سواء من حيث الأداء الإداري، أو التنسيق اللوجستي، أو تقديم الخدمات للحجاج قبل وأثناء وبعد أداء المناسك.
فمنذ لحظة مغادرة أولى قوافل الحجاج من المطارات العراقية، بدا واضحًا مدى الجهد المسبق الذي بُذل في تنظيم الحجوزات، وترتيب التفويج، وتوزيع البعثات الإرشادية والطبية بشكل يضمن راحة الحاج العراقي وسلامته.
خدمات بمستوى استثنائي
وقد وفرت الهيئة هذا العام خدمات سكنية متطورة وقريبة من الحرمين الشريفين، فضلاً عن منظومة نقل حديثة اعتمدت على حافلات مكيّفة ومجهزة بكوادر خدمية مرافقة، لتأمين تنقل الحجاج بين مكة والمدينة والمشاعر المقدسة بأعلى درجات الأمان والراحة.
كما عملت الهيئة على تخصيص فرق طبية موزعة على الفنادق والمخيمات، بالإضافة إلى توفير عيادات متنقلة على مدار الساعة، بالتعاون مع وزارة الصحة العراقية، ما ساهم في التعامل الفوري مع الحالات الطارئة.
انضباط وتنظيم
ومن أبرز ملامح النجاح هذا العام، الانضباط العالي الذي اتسم به أداء بعثة العراق، حيث لم تُسجل أية حالات تكدس أو تأخير في نقل الحجاج، وذلك بفضل نظام التفويج الذكي الذي اعتمدته الهيئة وفق توقيتات دقيقة وبتنسيق مباشر مع السلطات السعودية.
وقد عبّر العديد من الحجاج العراقيين عن ارتياحهم الكبير وامتنانهم للخدمات المقدمة، مشيدين بـ"التعامل الإنساني الراقي والتنظيم الدقيق الذي فاق التوقعات".
وفي كل موسم حج، تحصل هيئة الحج العراقية على ثناء كبير من الحجاج ومن الجهات المعنية، ما يجعلها نموذجاً يُحتذى به إقليمياً في مجال تنظيم حملات الحج، هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة تخطيط دقيق، وكوادر مدرّبة، وروح وطنية عالية تسعى لخدمة الحجاج العراقيين بكل تفانٍ واهتمام.