الفصائل على خط الانتظار.. التصعيد الإيراني - الإسرائيلي يهدد بجر العراق إلى حرب مفتوحة

أمس, 18:00
1 063

في خضم التصعيد المتسارع بين طهران وتل أبيب، تقف الفصائل العراقية المسلحة على خط الانتظار، ترقب اللحظة التي قد تُستدعى فيها لدخول ساحة مواجهة إقليمية مفتوحة، فالحرب التي تتسع رقعتها بين إيران وإسرائيل لم تعد مجرد مواجهات جوية أو ضربات محسوبة، بل باتت تنذر بتحول شامل قد يخلط أوراق المنطقة برمتها. 


ومع احتدام الصراع، تزداد التوقعات بأن العراق، الذي ظل حتى وقت قريب ساحة لرسائل متبادلة، قد يتحول إلى جزء مباشر من ميدان النار، سواء عبر أراضيه أو من خلال فصائل ترتبط عقائدياً وسياسياً بمحور المقاومة. 

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



وفي الوقت الذي تُستخدم فيه الأجواء العراقية كممر للضربات المتبادلة، تبرز مخاوف من أن يتحول ذلك "المرور" إلى "تمركز"، وأن يتورط العراق تدريجياً في صراع لا تحمد عقباه، وسط صمت رسمي وتحركات ميدانية تزداد غموضاً.


التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل ستكون له انعكاسات مباشرة على العراق، خصوصاً مع استخدام الأجواء العراقية في تنفيذ الهجمات، هذا ما يؤكده اللواء الركن المتقاعد عماد علاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية.


ويقول علاوي إن "الطائرات المسيرة والمقذوفات المستخدمة في العمليات المتبادلة تمر عبر الأجواء العراقية، وهو ما يمثل خرقاً واضحاً للسيادة من قبل الطيران الإسرائيلي، الذي يستخدم الأجواء العراقية لأغراض المراقبة والرصد، وتوجيه ضربات إلى أهداف حيوية داخل العمق الإيراني".


وأشار إلى أن "الحكومة العراقية قدمت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بشأن هذا الانتهاك، مطالبة بإدانة الخرق الإسرائيلي للأجواء العراقية، واتخاذ إجراءات تمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات".


ومع ذلك، يبقى الشغل الشاغل داخل العراق، هو موقف فصائل المقاومة، إذ تتبادر الى الاذهان تساؤلات مهمة: كيف سيكون الموقف؟


وهددت كتائب حزب الله في العراق، اليوم الأحد، باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة في حال تدخلت واشنطن عسكرياً في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، فيما وجهت رسالة إلى الحكومة العراقية والإطار التنسيقي.


وقال الأمين العام للكتائب، أبو حسين الحميداوي، إن "الجمهورية الإسلامية لا تحتاج إلى أي دعم عسكري من أحد لردع الكيان الصهيوني المجرم، فهي تملك من الرجال والإمكانات ما يكفي لتمريغ أنف نتنياهو بالتراب وكبح جماح طغيان هذا الكيان الغاصب".


وأضاف الحميداوي: "في الوقت الذي تواجه فيه إيران العدوان الصهيوني بشجاعة وصمود، فإننا نراقب عن قرب تحركات جيش العدو الأمريكي في المنطقة؛ وإذا ما أقدمت أمريكا على التدخل في الحرب، فسنعمل بشكل مباشر على مصالحها وقواعدها المنتشرة في المنطقة دون تردد".


ودعا الحميداوي الحكومة العراقية، والإطار التنسيقي، ومن سماهم "المخلصين من المتصدين"، إلى "تحمّل المسؤولية واتخاذ موقف شجاع كي لا تتسع رقعة الحرب"، مطالباً بـ"غلق سفارة الشر الأكبر (السفارة الأمريكية)، وطرد قوات الاحتلال الأمريكي من البلاد، كونها التهديد الأوضح والأخطر لأمن العراق واستقرار المنطقة".


وفي هذا الصدد، أكد عضو المكتب السياسي لحركة النجباء، حسين عباس، أن التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل لا يُعدّ مفاجئاً للمراقبين، إلا أن ما يميز المرحلة الحالية هو أن الصراع اتخذ طابعاً وجودياً يمس هوية الطرفين على المستوى الأيديولوجي والعقيدة العسكرية، ما يجعل مآلاته غير قابلة للتكهن، رغم أن موازين القوة حتى الآن تبدو في حالة توازن نسبي. 


وقال عباس، إن "الصراع الحالي لم يكن مفاجئاً وهو سيحدد المستقبل بنحو استراتيجي لكل طرف؛ كونه اصبح وجودياً ويمس هوية كل طرف على البعد الايديولوجي والعقيدة العسكرية وهو صراع معقد لا يمكن التكهن بمآلاته ونتائجه، الا ان المعطيات تشير بأن هناك تدافع في القوة وهي على كفة توازن لهذه اللحظة".


وأضاف: "لا يمكن ان نقول بأن العراق يتمتع بقدرته على تحييد ارضه وحتى بعض الفصائل المقاومة النافذة كونها مرتبطة بأيديولوجيا الرفض للهيمنة الصهيوامريكية في المنطقة وهذا التركيب المعقد يجعل من العراق بحال او اخر طرفاً في الصراع بنسبية كل طرف وحال مع تقلبات ومتطلبات هذا الصراع".


وحول دور الفصائل، مضى عباس بالقول: "لا يقتصر دور الفصائل مقاومة العراقية في مثل هذا الصراع على الوقوف ساكنة بحكم توجهاتها الفكرية وهي بذات الوقت تنتظر ظروف تكون فيها اكثر تأثيراً في هذا الصراع ولعب دور حاسم والى الآن لم تتهيأ الظروف الفاعلة لدورها".


وبشأن موعد تدخل الفصائل العراقية، اكد انه سيتم "عندما يكون لها تأثير منتج في معادلة الصراع وهي مستعدة له وتحدده ظروف الصراع ومعطياته على الارض"، مبيناً ان "ساحة الصراع اليوم تفرض نمطاً من الوحدة والتكاتف لهذه الفصائل المقاومة يتلائم وطبيعة السلاح المؤثر والدور المنتج وكون الصراع يُعد وحسب شكله وموضوعه صراعاً غير مفتوح للاطراف المتعددة وهو الى الآن بين طرفين فيما لو تغيرت الظروف بتدخل اطراف بشكل مباشر لمساعدة المحور الصهيوامريكي فأن فصائل المقاومة سيكون لها دورها الفاعل الذي يعزز نظرية وحدة الساحات".


وكانت "إسرائيل" قد شنت فجر الجمعة (13 حزيران 2025)، هجوما جويا على إيران، استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية من بينها منشأة "نطنز" ومقرات للحرس الثوري في طهران وأصفهان، وردت إيران بإطلاق مُسيرات ثم موجات من الصواريخ الباليستية على "إسرائيل".