المقاطعة "بوابة الفاسدين".. العراق على حافة الانهيار السياسي إما صناديق الاقتراع أو الفوضى؟
تناولت فحم أركيلة.. وفاة طفلة تبلغ من العمر سنة ونصف في النجف
صحيفة أمريكية: استقرار العراق له أهمية كبيرة على الشرق الأوسط والمواطنين بالولايات المتحدة
عمليات بغداد تنفذ حملة دهم وتفتيش في ٣٣ منطقة ملاحقة الخارجين عن القانون
انخفاض طفيف باسعار النفط العراقي في الاسواق العالمية
في خضمّ أجواء سياسية متوترة، وأوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، يعود الحديث بقوة في العراق عن "مقاطعة الانتخابات" كخيار تطرحه بعض الأطراف السياسية، هذه الدعوات لم تأتِ بمعزل عن السياق الإقليمي، بل تزامنت مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، الأمر الذي يضاعف من حساسية المشهد العراقي، ويجعل أي خطوة غير محسوبة بمثابة مغامرة قد تكلّف البلاد الكثير.
السوداني شدد في أكثر من مناسبة على أن المشاركة ليست خياراً ثانوياً، بل واجباً وطنياً يحمي المسار الدستوري ويمنع الانزلاق إلى فراغ سياسي خطير.
تناقضات صادمة في خطاب المقاطعين
المفارقة أن القوى الأكثر صخباً في الدعوة إلى المقاطعة، هي نفسها من تمتلك نفوذاً داخل الحكومة الحالية، عبر وكلاء وزارات ودرجات خاصة، هذا التناقض بات مادة جدل واسعة؛ فكيف لمن يشارك في السلطة أن يرفع شعار "إفشال الانتخابات" بحجة محاربة الفساد؟ مراقبون اعتبروا أن هذه الازدواجية لا تخرج عن كونها محاولة منظمة لإضعاف العملية الانتخابية وتقويض ثقة المواطن بها من الداخل.
مراقبون للمشهد السياسي يرون أن المقاطعة في هذه المرحلة قد تقود إلى "كارثة سياسية" حقيقية، فالابتعاد الشعبي عن صناديق الاقتراع سيؤدي إلى تراجع الشرعية الديمقراطية، ويفتح الباب أمام قوى الفساد لتعيد إنتاج نفسها بسهولة، مستفيدة من ضعف المشاركة لتثبيت نفوذها، والأخطر من ذلك أن المقاطعة قد تترك فراغاً سياسياً يضعف مؤسسات الدولة، ويتيح للقوى الخارجية مساحة أوسع للتأثير على القرار العراقي.
ما بين المشاركة والمقاطعة: معركة المستقبل
الأطراف الداعية للمشاركة الواسعة تؤكد أن الانتخابات تمثل الفرصة الوحيدة لإحداث التغيير، "صوت المواطن هو السلاح الحقيقي لمواجهة الفاسدين"، تقول القوى المؤيدة، محذرة من أن الانسحاب من العملية السياسية يعني تسليم القرار لمن لا يؤمنون بالديمقراطية أصلاً، هذه الأطراف ترى أن المعركة اليوم ليست بين أحزاب وتيارات، بل بين إرادة الإصلاح من جهة، والفوضى والفساد من جهة أخرى.
البعد الإقليمي وتأثيره على الداخل
لا يمكن فصل هذه الدعوات عن محيط العراق المضطرب، فمع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ومحاولات بعض القوى الإقليمية استثمار ضعف الداخل العراقي لصالح أجنداتها، يصبح الاستقرار السياسي الداخلي أكثر إلحاحاً. المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات قد تشكّل رسالة واضحة بأن العراق متمسك بمساره الديمقراطي، مهما بلغت الضغوط الخارجية.
ليبقى السؤال الأهم: هل سينجح الشارع العراقي في تجاوز دعوات المقاطعة، ويتوجه نحو صناديق الاقتراع كخطوة لحماية مستقبله السياسي؟ أم أن خطاب المقاطعة سيجد طريقه إلى الناس ويُضعف المشاركة الشعبية؟ حيث سيكون كل صوت بمثابة رصاصة تُطلق إما في صدر الفساد، أو في صدر الديمقراطية نفسها.