تتضمن قطعاً "أمريكية الصنع".. تعرف على طائرات "شاهد 136" الإيرانية التي تم إطلاقها باتجاه اسرائيل

12:43, 14/04/2024
591

قالت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري الإيراني إن الطائرات المسيرة التي تم إطلاقها باتجاه الأراضي المحتلة هي من نوع “شاهد 136”. وإذا كان هذا الادعاء صحيحا، فهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الحرس الثوري طائراته الانتحارية المسيرة بأعداد كبيرة لمسافة تتجاوز الـ 1000 كيلومتر.

وكشف الحرس الثوري الإيراني عن هذا النوع من الطائرات بدون طيار لأول مرة في عام 2020 خلال مناورة عسكرية. ليظهر اسم هذه الطائرات لأول مرة أثناء هجوم جماعة الحوثي على منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية قبل أكثر من عام.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

ولم تنشر بعد معلومات تفصيلية ورسمية عن مواصفات هذه الطائرات، لكن بعض المصادر الإخبارية تقول إن عرض جسم شاهد 136 يبلغ 2.5 متر، وطول جسمها 3.5 مترا وهو مصنوع من مواد مركبة لها القدرة على امتصاص الموجات الرادارية. ويقال أيضًا أن مدى الطائرة بدون طيار شاهد 136 يصل إلى 2000 كيلومتر ويزن رأسها الحربي 50 كجم.

وقد تردد اسم الطائرة بدون طيار شاهد 136 مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك في الحرب الروسية الأوكرانية وفي الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي في اليمن على السفن التجارية.

وتم تصميم النسخة الأولى من هذه الطائرة الانتحارية المسيرة في عام 2011 من قبل مركز جهاد الاكتفاء الذاتي وأبحاث الصناعة التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع مراكز مثل شركة القدس لصناعات الفضاء وتم بناؤها في منشأة شهيد لصناعات الفضاء، المستقلة عن شركة تصنيع الطائرات الإيرانية.

واجتازت تلك الطائرات مرحلة الاختبارات في قاعدة نصر الجوية في كاشان. كما يقال إن مهمة الإنتاج الضخم لهذه الطائرات بدون طيار تقع على عاتق شركة صناعة الطائرات الإيرانية التابعة لوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة في شاهين شهر، أصفهان.

وتستخدم طائرات الاستطلاع الخفيفة والانتحارية بدون طيار، التي صممتها وأنتجتها شركة شاهد لصناعات الطيران وشركة تصنيع الطائرات الإيرانية، محركات وانكل بالإضافة إلى مكابس ذات اسطوانتين وأربعة أسطوانات من صنع شركات مثل ليمباخ الألمانية. منذ عام 2011، ضغطت الحكومة الأمريكية على الدول الأوروبية لمنع بيع المحركات المستخدمة في الطائرات الإيرانية بدون طيار. وفي هذا الصدد، تم أيضًا اعتقال رجلي أعمال إيرانيين ومحاكمتهما في ألمانيا عام 2014.

ودفعت الصعوبات لتوريد هذه المحركات من ألمانيا، والتي توصف بأنها مزدوجة الاستخدام، شركة شاهد إلى الاستعانة بشركة “اوج برواز ما دو نفر” برئاسة محمد أبوطالبي. تمتلك هذه الشركة، التي تتمتع بخبرة تزيد عن 10 سنوات في إنتاج محركات ثنائية الشوط للدراجات النارية محلية الصنع، البنية التحتية اللازمة لللإنتاج الضخم للمحركات المكبسية المستخدمة في الطائرات الخفيفة بدون طيار المصنوعة في إيران.

وفي عام 2021، وضعت الولايات المتحدة كلاً من شركة “أوج برواز ما دو نفر”  وشركة “كيميا بارت سوان”، وهما على التوالي أهم موردي المحركات وأنظمة الملاحة للقوى الثلاث للحرس الثوري الإيراني، على قائمة العقوبات.

وفي كانون الثاني/يناير 2023، أُضيفت أيضًا شركة “قدس لصناعات الطيران” إلى هذه القائمة؛ وعندما تم الكشف عن استخدام روسيا لطائرة شاهد 136 بدون طيار في حرب أوكرانيا، أصبح من الواضح أن هذه الشركة لعبت دورًا كبيرًا في توفير هذا النوع من الطائرات بدون طيار لروسيا.

وأعلنت أوكرانيا حينها أن الحكومة الإيرانية سلمت 1700 طائرة بدون طيار إلى روسيا، واستخدمت المئات منها لاستهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك نظام الكهرباء والمناطق السكنية في البلاد.

النقطة التي أثارت موجة من الجدل في الوقت نفسه هي أن شبكة CNN أعلنت بناءً على تقييم المخابرات الأوكرانية أنه من بين 52 قطعة أجنبية استخدمت في الطائرة الانتحارية شاهد 136، 40 قطعة صنعتها 13 شركة أمريكية مختلفة و12 قطعة صنعتها شركات من سويسرا وكندا واليابان وتايوان والصين.

وفي صيف عام 2023، نُشرت صور لطائرة بدون طيار تم إسقاطها في أوكرانيا، وأظهرت أن بعض أجزائها أيرلندية. وفيما يتعلق بهذه القضية، ذكرت صحيفة The Times of Ireland أيضًا أن الطائرة الإيرانية بدون طيار التي أسقطت في أوكرانيا كانت تحتوي على جزء مكتوب عليه “صنع في أيرلندا” ومن المحتمل أن تكون من إنتاج أحد فروع شركة تيلوتسون للشركة الأمريكية في أيرلندا.

ويقول خبراء عسكريون إن طائرات شاهد 136 بدون طيار تحتوي على كمية صغيرة نسبيا من المتفجرات، لكن قوتها التدميرية يمكن أن تزيد، خاصة بالنظر إلى طبيعتها الانتحارية.

ووفقا للمعلومات الجمركية للاتحاد الأوروبي، استوردت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقريبا جميع الأجزاء اللازمة لبناء طائراتها بدون طيار من تركيا والهند وكازاخستان وأوزبكستان وفيتنام وكوستاريكا. ولكن وفقا لوثيقة للحكومة الأوكرانية، تم الاعتراف بخمس شركات أوروبية، بما في ذلك شركة بولندية تابعة لشركة “TI Fluid Systems” البريطانية متعددة الجنسيات، باعتبارها المنتجين الرئيسيين للأجزاء المستخدمة في الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع.

وأضافت هذه الوثيقة أيضًا أنه من بين الشركات المصنعة لقطع الغيار، هناك شركات في أمريكا وسويسرا وهولندا وألمانيا وكندا واليابان وبولندا، وهي دول حليفة في فرض العقوبات على إيران. ومع ذلك، كتبت الوثيقة أن الشركات الغربية نفسها لم ترتكب خطأ، لكن الدول الأخرى التي اشترت الأجزاء، صدرتها إلى إيران.