أثار الإعلان عن تزويد أوكرانيا بمقاتلات "إف 16" أمريكية الصنع تساؤلات حول التطورات المرتقبة والأهداف الإستراتيحية لحلف شمال الأطلسي وراء ذلك، وكذلك موقف موسكو، التي سبق أن هددت بمواقف تصعيدية إن أقدم الناتو على خطوة كتلك.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال إن "إرسال الطائرات يجب أن يكون إشارة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين".
وأضاف: "يوجه ذلك ذهن بوتين نحو التركيز على أنه لن يصمد بعد أوكرانيا، ولن يصمد بعدنا، وفي حال استمراره سيتعمّق الضرر الذي سيستمر في إلحاقه بروسيا ومصالحها".
وتابع "أن أسرع طريقة للوصول إلى السلام هي عبر أوكرانيا قوية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن "الولايات المتحدة حدثت سياساتها خلال الأسابيع الماضية لتتماشى مع الحقائق، أوكرانيا تتعرض لضربات من عبر الحدود، روسيا تستخدم المدفعية ومعدات أخرى".
وأضاف أن "الأوكرانيين ليست لديهم القدرة للدفاع عن أنفسهم دون المعدات الأمريكية، غيَّرنا السياسة للسماح لهم بضرب أهداف عبر الحدود".
وأكد ميلر أنه "ناقشنا دائمًا في السابق طلبات أخرى قدمتها أوكرانيا، وطرقًا لتكييف سياساتنا كي تتناسب مع الأسلحة التي نقدمها".
ونقلت قناة "الحرة" عن تقرير نشره مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية "سي إس آي إس" ومقره واشنطن، أن توفير هذه الطائرات المقاتلة لكييف من دول الناتو، سيوفر للقوات المسلحة قدرات لوقف الهجوم الروسي، ويزيد دمج أوكرانيا في "النظام الاقتصادي والدفاع الأمريكي الأوروبي".
وأوضح المركز أن تلك الخطوة تعني بالضرورة "توفير دعم أفضل للقوة الجوية الأوكرانية، وتحسين أمن مجالها الجوي، وزيادة قدرة كييف على تعريض المزيد من الأهداف الروسية للخطر".
ويشير التقرير إلى أن معرفة تأثير هذه الطائرات على العمليات القتالية قد يحتاج إلى "بعض الوقت"، وإذا ما تحقق "التفوق الجوي" ضمن النطاق المحلي، قد يليه تفوق جوي واسع النطاق، وهو ما يتطلب أن يكون هدفًا طويل المدى.
5 أهداف:
وحدد التقرير 5 أهداف إستراتيجية يمكن تحقيقها من تزويد أوكرانيا بالطائرات:
أولا: رسالة قوية بالتزام الولايات المتحدة وحلف الناتو بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن سيادتها.
ثانيا: إتاحة القدرة لأوكرانيا لفرض مزيد من التهديد على الأهداف الروسية، ما يكسبها نفوذًا على طاولة المفاوضات.
ثالثا: دمج كييف في النظام الاقتصادي والدفاعي لدول الناتو.
رابعا: الحفاظ على إمدادات المساعدات العسكرية.
خامسا: تعزيز التفوق الجوي لأوكرانيا.
وتعهد قادة الحلف خلال قمتهم، بمنح أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار يورو على الأقل "خلال العام المقبل" لمساعدتها على القتال ضد روسيا.
وكان بايدن، أعلن قبل يومين أن الحلفاء سيزودون أوكرانيا بـ 5 أنظمة دفاع جوي، بينها أربع بطاريات من نوع باتريوت وصواريخ أرض جو فعالة، خصوصًا في اعتراض الصواريخ البالستية الروسية.
ردّ روسي
وفي أول ردّ روسي على إعلان الناتو تزويد أوكرانيا بطائرات إف 16 أمريكية الصنع، أعلنت موسكو أنها تدرس "تدابير" لاحتواء ما وصفته بـ "التهديد الخطر" من الناتو.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن "هذا يفرض علينا أن نحلل بعمق شديد قرارات المناقشة التي جرت، وأن نحلل بعناية فائقة نص الإعلان الذي تم اعتماده. هذا تهديد خطير للغاية للأمن القومي لبلدنا. كل هذا سيتطلب منا تدابير رد مدروسة ومنسقة وفعالة لردع حلف شمال الأطلسي".
وقال بيسكوف إن "الناتو منخرط فعلياً بشكل كامل في الصراع الدائر حول أوكرانيا"، وإن "البنية التحتية العسكرية للحلف تتحرك باستمرار نحو حدود روسيا الاتحادية، وإن "روسيا تعتبر هذا التوسع بمثابة تهديد غير مقبول لأمنها".
وأضاف بيسكوف في تصريحات للصحفيين: "من الواضح أن التحالف يسعى إلى تحقيق أحد أهدافه الرئيسية، وهو قمع روسيا، وإلحاق هزيمة استراتيجية بها".