حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس السبت، الولايات المتحدة من تجاوز "الخط الأحمر" في دعمها لتايوان، وذلك خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن وقبل شهرين من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وجاء تحذير شي خلال اجتماعه مع بايدن في العاصمة البيروفية ليما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (آبيك)، ويأتي اللقاء بينهما قبل شهرين من تولي ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني، وسط مخاوف من حروب تجارية جديدة واضطرابات دبلوماسية.
وقال شي، إن "قضية تايوان والديمقراطية وحقوق الإنسان" إضافة إلى النظام السياسي والاقتصادي للصين ومصالحها في مجال التنمية "هي خطوط الصين الحُمر الأربعة التي يجب ألا تكون موضع تساؤل"، حسبما ذكر التلفزيون الصيني الرسمي "سي سي تي في".
وأضاف "هذه هي أهم الضمانات وشبكة الأمان للعلاقات الصينية الأميركية".
كما أكد الرئيس الصيني أيضا أن واشنطن "يجب ألا تتدخل في نزاعات ثنائية، وألا تتسامح مع أعمال استفزازية أو تدعمها" في بحر الصين الجنوبي، وفق ما ذكرت "سي سي تي في".
ودان شي، ما اعتبرها "التصرفات الانفصالية" لزعماء تايوان قائلا إنها "تتعارض مع السلام والأمن" في المنطقة.
انتقال سلس
ولم ينس شي خلال لقائه الإشارة إلى ترامب الذي انخرط خلال ولايته الرئاسية الأولى في حرب تجارية مع الصين، وقال إن الصين "ستسعى جاهدة لضمان انتقال سلس" في علاقاتها مع الولايات المتحدة وأنها مستعدة للعمل مع إدارة أميركية جديدة "للحفاظ على التواصل وتوسيع التعاون وإدارة الخلافات".
وكان شي قد دعا في رسالة تهنئة إلى ترامب بعد فوزه بالانتخابات، الولايات المتحدة والصين إلى إدارة خلافاتهما والتوافق في عصر جديد.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وقالت إنها لا تستبعد استخدام القوة لإعادة الجزيرة إلى سيطرتها. وفي السنوات الأخيرة زادت بكين ضغوطها العسكرية عبر إرسال طائرات حربية وطائرات مسيرة وسفن حول الجزيرة بشكل شبه يومي.
والولايات المتحدة هي الداعم الأمني الرئيسي لتايوان، رغم أنها لا تعترف بالجزيرة على الصعيد الدبلوماسي.
كما تطالب بكين بالسيادة على كل الشعاب المرجانية والجزر الصغيرة غير المأهولة في بحر جنوب الصين لأسباب تاريخية، متجاهلة حكم محكمة دولية صدر عام 2016 بعدم وجود أساس قانوني لمطالباتها.
ولدى كل من الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وإندونيسيا مطالب في هذه المنطقة البحرية ذات الأهمية التجارية والإستراتيجية الكبيرة. وقد شهد الوضع تصعيدا في الأشهر الأخيرة، إذ وقعت أحداث عدة بين سفن صينية وأخرى فيتنامية وفلبينية.