يوم القدس العالمي.. ثورة كبرى لنصرة الشعب المحاصر في غزة الصمود

11:32, 27/03/2025
1 010

يستعد العالم الإسلامي لإحياء ذكرى يوم القدس العالمي، الذي دعا إليه السيد الخميني منذ انطلاق الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، إذ تتواصل الاستعدادات في أنحاء العالم لإحياء آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، حيث أعلنت جمعيات وأحزاب وفعاليات سياسية وثقافية في أكثر من خمسين دولة استعدادها للخروج بمسيرات مليونية مثل كل عام تشدد على دعم القضية الفلسطينية والتنديد بالعدوان المتواصل على غزة وبقية البلدان والشعوب المقاومة.

 

ويأتي يوم القدس العالمي هذا العام، في وقت يشهد العالم الإسلامي أعنف عدوان ضد غزة واليمن وقبلهما في لبنان، إضافة الى تطورات سياسية تشهدها المنطقة لا سيما سيطرة الجماعات المسلحة على المشهد في سوريا، وتواصل زحف الكيان الصهيوني نحو الأراضي السورية بهدف ضمها للكيان الغاصب، وهو ما يجعل المنطقة في حالة فوضى افتعلها الغرب لتحقيق أهدافه بالشرق الأوسط، سيما ما يُعرف بدولة إسرائيل الكبرى.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

المسيرات المليونية التي تستعد الكثير من البلدان للخروج بها يوم غد الجمعة من بينها الجمهورية الإسلامية والعراق واليمن ولبنان وغيرها من البلدان الإسلامية، سترفع شعارات منددة بالعدوان ضد غزة واليمن ولبنان، وستنقل للعالم أجمع الوحشية التي تمارس ضد شعوب المنطقة سيما المقاومة منها، إذ ستشارك العشرات من وسائل الإعلام العالمية بنقل هذه المسيرة المهمة، التي جعلت القضية الفلسطينية حاضرة في كل مكان بالعالم.

 

وحول هذا الموضوع يقول المحلل السياسي صباح العكيلي: "ونحن نستذكر يوم لقدس العالمي، نجد ما يحدث في القضية الفلسطينية من متغيرات كبيرة على مستوى المواجهة مع الكيان الصهيوني، بالإضافة الى بروز محور المقاومة كقوة في المنطقة قادرة على مجابهة الاستكبار".

 

وأضاف العكيلي، أن "ما قدمه محور المقاومة الإسلامية هو بذرة الإمام الخميني التي زرعها في الامة الإسلامية وأكملها الإمام الخامنئي"، منوهاً بأن "يوم القدس العالمي هو جزء من الصحوة الإسلامية التي جعلت للقضية الفلسطينية عنواناً وحمت مقدسات الأمة".

 

وأشار الى أن "يوم القدس العالمي يُجدد فيه العهد للمقاومة الإسلامية في المنطقة سيما بعد مواجهتها لأكبر الجيوش في العالم من حيث التطور التكنولوجي والعسكري، واستطاعت أن تفشل مخططاته".

 

وأوضح أن "محور المقاومة يرى زوال الكيان الصهيوني قريباً، وبالتالي يجب أن لا تُترك قضية الامة الفلسطينية"، مبيناً أن "ضربات المقاومة المتمثلة بعمليات الصادق الأولى والثانية بالإضافة الى عمليات أنصار الله وحزب الله والمقاومة العراقية أظهرت قوة المحور وقدرته على مواجهة الاستكبار".

 

وبين العكيلي أنه "في يوم القدس العالمي تؤكد الشعوب الحرة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والتمسك بالمقاومة كقوة قادرة على حماية الشعوب من التمدد الغربي".

 

ويُعتبر يوم القدس العالمي يومًا للتذكير بالمقدسات المنهوبة والواقعة تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني، فهذا اليوم يُعد تذكيرا للأمة الإسلامية عموما والعربية خصوصا بقضيه فلسطين في وقت تغاضت الكثير من البلدان العربية عن قضية الأمة بل تآمرت مع الكيان الغاصب من أجل الحصول على قبول ورضا دول الاستكبار العالمي لحماية وجودها السياسي المهدد، إذ تعاني البلدان المُطبِّعة نقمة شعوبها نتيجة اتِّباع سياسة الخضوع والخنوع لأمريكا والكيان الصهيوني.

 

وفي العراق يستعد الآلاف من مختلف المحافظات الى إحياء يوم القدس العالمي بمسيرات مليونية تجوب الساحات الرئيسية في مراكز المدن، للتعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية، ويجري التأكيد في كل عام على التمسك بالمقاومة الإسلامية كخيار وحيد لمواجهة العدو الأمريكي والصهيوني، وعدم الرضوخ للمطالبات الغربية التي تريد تجريد العراق من قوته العسكرية.

 

ويحظى يوم القدس في العراق باهتمام الشعب العراقي والطبقة السياسية ووسائل الإعلام التي تواكب المسيرات المليونية في المحافظات كافة، إذ يعبر العراقيون عن موقفهم الرافض للمشاريع الصهيونية والأمريكية في البلاد وبقية بلدان المنطقة، كما يجري التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال الأمريكي والانسحاب الكامل لتحقيق السيادة التامة.

 

وتشارك شعوب العالم الشعب الفلسطيني إحياء يوم القدس هذا العام، وغزة تواجه الحرب الأعنف والأطول والأشرس في تاريخ الصراع مع الاحتلال، بصمود ومقاومة أسطورية مدعومة من جبهات الإسناد المتسلحة بالإيمان والحكمة والشجاعة، إضافة لمسيرات التضامن خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، دعماً لعدالة القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفة الغربية.

 

وتتميز مسيرات يوم القدس العالمي هذا العام بارتفاع وتيرة المشاركة في مختلف القارات الخمس لنصرة غزة والقدس والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، انطلاقاً من الوقوف مع الكرامة الإنسانية التي هي أساس الحياة واختيار للطريق الثوري الصحيح الذي ينمو عاما بعد عام، من خلال ثقافة الوعي التي أصبحت تترجم بتحركات متواصلة ومنظمة من قبل الشعوب وقادة جماهيريين وأصحاب رأي، ينظرون إلى يوم القدس العالمي بأنه المناسبة الأهم على الصعيد الإنساني والفكري والسياسي للتحرك نصرة للقدس وفلسطين.