رغم الضغوط والتهديدات.. “أسطول الصمود” يبحر نحو غزة لكسر الحصار وإيصال رسالة العالم الحر

16:51, 1/10/2025
893

في تحدٍ جديد للحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، يواصل “أسطول الصمود العالمي” رحلته البحرية باتجاه شواطئ غزة، رغم محاولات عرقلته من قبل البحرية الإيطالية وضغوط سياسية متزايدة تمارسها حكومة روما تحت ذريعة “الحفاظ على الأمن”.


وقد أعلن منظمو الأسطول، في بيان صدر مساء أمس، عن انطلاق سفينة “الضمير” من ميناء أوترانتو الإيطالي، وهي سفينة مخصصة لنقل الأطباء والصحفيين الدوليين، لتوثيق المهمة الإنسانية ولتوفير الدعم الطبي عند وصولها إلى القطاع المحاصر.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



محاولات إيطالية للتراجع عن الالتزام


وأكد البيان أن وزارة الخارجية الإيطالية أبلغت القائمين على الأسطول أن الفرقاطة البحرية التي تراقبهم ستوجّه قريباً نداءً عبر الراديو يمنح المشاركين “الفرصة للانسحاب” والعودة إلى اليابسة قبل الوصول إلى ما تسمّيه السلطات الإيطالية “المنطقة الحرجة”.


ووصف المنظمون هذه الخطوة بأنها محاولة لتخريب المهمة الإنسانية، و”تقسيم الصفوف”، معتبرين أنها “جبن يتخفى وراء دبلوماسية زائفة”، وأن على إيطاليا لو كانت جادة في حماية الأرواح أن تؤمن للأسطول عبورًا آمناً بدلاً من الضغط عليهم للانسحاب.


رسالة إلى العالم.. كسر الصمت على الحصار


وأضاف البيان أن كل المشاركين على متن الأسطول على دراية كاملة بالمخاطر التي قد تواجههم، وأنهم ماضون في طريقهم رغم كل التحديات، مؤكدين أن “حصار غزة غير قانوني وصمت العالم لم يعد يُحتمل”.


ويحمل الأسطول معه إمدادات إنسانية ومساعدات طبية عاجلة لسكان غزة، في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعاً كارثية على المستويات الصحية والمعيشية نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار الخانق الذي يطال أكثر من مليوني إنسان.


وليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها ناشطون دوليون كسر الحصار البحري على غزة، فقد سبق أن انطلقت أساطيل مشابهة أبرزها “أسطول الحرية” عام 2010 الذي تعرض لهجوم دموي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أدى إلى استشهاد عشرة ناشطين أتراك كانوا على متن السفينة التركية “مافي مرمرة”، ما أثار حينها موجة غضب دولية.


اليوم، يأتي “أسطول الصمود” كرسالة متجددة من ناشطين وأطباء وصحفيين يمثلون ضمائر الشعوب الحرة، لإعادة تسليط الضوء على مأساة غزة، والتأكيد أن العالم المدني لن يقف مكتوف الأيدي أمام حصار وصفته الأمم المتحدة مراراً بأنه “جريمة جماعية بحق الإنسانية”.


وبينما تواصل البحرية الإيطالية ضغوطها وتصدر الحكومة تصريحات تدعو الأسطول إلى التوقف، يتمسك المشاركون بمسارهم نحو غزة، مؤكدين أن محاولات الترهيب لن تثنيهم عن مهمتهم الإنسانية.


وفي الوقت الذي يترقب فيه العالم مسار “أسطول الصمود”، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سينجح النشطاء في الوصول إلى شواطئ غزة أم يتكرر سيناريو المواجهات السابقة؟