قبل موسم الصيف.. الولايات المتحدة تشعل أزمة الكهرباء في العراق بالغاز الإيراني

أمس, 21:57
1 225

يواجه العراق أزمة كهرباء معقدة تتفاقم بسبب القيود الاقتصادية الأمريكية، التي تستهدف استيراد الغاز الإيراني الضروري لتشغيل نحو 40% من محطات التوليد في البلاد. 

هذا الحصار المفروض على قطاع الطاقة يأتي في وقت يستعد فيه العراق لموسم الصيف، حيث يزداد الطلب على الكهرباء بشكل هائل، مما يعمّق معاناة المواطنين.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

سياسة الابتزاز 

وتستخدم الولايات المتحدة ملف الطاقة كأداة للضغط السياسي، حيث تمنع بغداد من استيراد الغاز الإيراني ضمن استراتيجيتها لإبقاء العراق في دائرة التبعية الاقتصادية. 

هذه الخطوة تُعد استمرارًا لنهج واشنطن في فرض هيمنتها على الموارد العراقية، متجاهلة التداعيات الكارثية لهذا القرار على الحياة اليومية للمواطنين.

 

بدائل محدودة 

وبهذا الشأن أكد نائب رئيس لجنة الكهرباء النيابية، وليد السهلاني، أن "البدائل الحالية للغاز الإيراني لن تكون كافية لسد الاحتياجات المتزايدة من الكهرباء، خاصة مع اقتراب فصل الصيف"، مشددًا على ضرورة "تكثيف الجهود الدبلوماسية لاستثناء العراق من هذه العقوبات".

وأضاف أن "مشاريع الطاقة المتجددة قد تساهم في الحل، لكنها غير قادرة على تعويض النقص الحاصل في المدى القريب بسبب تحديات مالية وفنية تعيق تنفيذها بالسرعة المطلوبة".

 

صيف ساخن.. وغضب شعبي متوقع

ومع استمرار الحصار الأمريكي وتراجع القدرة الإنتاجية للكهرباء، يتوقع أن يشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة، كما حدث في السنوات السابقة. 

النائبة سهيلة السلطاني حذرت من "كارثة إنسانية محتملة"، مؤكدة أن "الإدارة الأمريكية تمارس سياسة العقاب الجماعي بحق العراقيين، دون مراعاة للأوضاع المعيشية المتدهورة".

وأضافت أن "غياب البدائل الحقيقية سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، حيث لا تزال الحكومة عاجزة عن إيجاد حلول ناجعة لتأمين الطاقة بعيدًا عن الضغوط الخارجية".

 

غياب الإرادة السياسية

ولا تقتصر الأزمة على الضغط الأمريكي فقط، بل تعكس ضعف الإرادة السياسية في العراق، حيث تتجنب الأحزاب الحاكمة المواجهة الحقيقية لهذا التحدي المصيري. 

ورغم الشعارات التي تُرفع عن الاستقلال والسيادة، فإن الواقع يظهر عجزًا مستمرًا في اتخاذ قرارات حاسمة لتحرير العراق من قيود الهيمنة الاقتصادية.

ويمتلك العراق ثروات هائلة تؤهله ليكون قوة اقتصادية مستقلة، لكن استمرار الضغوط الخارجية وسوء الإدارة الداخلية يبقيانه رهينة للأزمات. 

وبينما تتحكم الولايات المتحدة بمفاصل الاقتصاد العراقي، يبقى المواطن هو الخاسر الأكبر، يتجرع مرارة الانقطاع المستمر للكهرباء، بينما تتجاهل الطبقة السياسية معاناته.