العراق يعود لاعباً محورياً في المنطقة.. السوداني يفرض معادلة جديدة للسلام
بسبب انفلونزا الطيور.. الزراعة تمنع استيراد الدجاج من 39 دولة
الوسطاء يوقعون وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
لجنة الإصلاح الضريبي: الأمانات الضريبية تُصفى بشكل دوري ولا تسحب إلا بقرار مجلس الوزراء
الكشف عن موقف ليفاندوفسكي من الانتقال إلى الدوري السعودي
في لحظة مفصلية يعيشها الشرق الأوسط، حمل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني صوت العراق عالياً في قمة شرم الشيخ للسلام بشأن غزة، مؤكداً أن العراق أصبح رقماً صعباً في معادلات المنطقة، وأن العدوان على الشعب الفلسطيني يجب أن يتوقف فوراً.
موقفٌ عراقيٌ شجاع، عكس ثقة القيادة بنفسها، واستقلال قرارها الوطني، وقدرتها على التأثير في المواقف الدولية.
رؤية عراقية متوازنة من أجل السلام
دعا السوداني المجتمع الدولي إلى خفض التوتر في المنطقة والعالم، والتركيز على الجهود الإنسانية لإنهاء معاناة الفلسطينيين، مشدداً على أن العراق ينحاز للسلام العادل ويدعم كل مسار يحقق الاستقرار ويحمي المدنيين.
وقال رئيس الوزراء، إن "الدولة العراقية اليوم أكثر اتزاناً وحكمة في مواقفها الخارجية، وتتحرك بثقة ومسؤولية للدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها فلسطين".
قمة دولية كبرى يحضرها العراق بثقل سياسي
انعقدت القمة برئاسة مشتركة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من 31 من قادة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
وكان حضور العراق بارزاً ومؤثراً، حيث شارك بفعالية في جميع جلسات القمة، مقدّماً طرحاً متوازناً جمع بين الواقعية السياسية والثبات على المبادئ.
تحركات دبلوماسية واسعة تعزز مكانة العراق
على هامش القمة، عقد رئيس الوزراء سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات من دول عربية وأوروبية وآسيوية، بينهم ملك الأردن عبدالله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب قادة دول أوروبية عدة.
اللقاءات أكدت أن العراق عاد بقوة إلى الساحة الدولية، وأن مواقفه باتت تحظى بالاحترام والتقدير لما تحمله من توازن ومسؤولية.
موقف عراقي شجاع وحاسم
وفي موقف وطني مشرف، أعلن رئيس الوزراء أن العراق سينسحب من القمة في حال شارك رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، ما أكد التزام بغداد بمبادئها الثابتة ورفضها لأي شكل من أشكال التطبيع أو التعامل مع الكيان المعتدي.
هذا الموقف العراقي الصريح حظي بتأييد عدد من الدول المشاركة، وأسهم في منع حضور نتنياهو للقمة، ليؤكد مجدداً أن العراق يمتلك قراره السيادي المستقل ولا يخضع لأي ضغوط خارجية.
وفي لقاء جمعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقش السوداني آفاق التعاون المشترك والتحضيرات لعقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.
ماكرون أشاد بجهود الحكومة العراقية في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وأكد أن الشركات الفرنسية الكبرى ستكون حاضرة في مشاريع العراق المستقبلية.
كما تناول اللقاء التحضير لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تستضيفه باريس، بدعم مباشر من العراق وفرنسا.
شراكة استراتيجية مع الإمارات
كما التقى السوداني نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حيث أكد الجانبان حرصهما على تعزيز الشراكة الاقتصادية وتنفيذ مشروع طريق التنمية كمنفذ إقليمي يربط الشرق بالغرب.
اللقاء شدد أيضاً على أهمية دعم الجهود الإنسانية لإعادة إعمار غزة، وتعزيز الأمن الإقليمي عبر التنمية والاستثمار المشترك.
وزارة الخارجية بدورها، أوضحت أن مشاركة رئيس الوزراء جاءت استجابة لدعوة من الولايات المتحدة ومصر، لتأكيد حضور العراق الفاعل في القضايا المصيرية للمنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأكدت أن العراق اليوم شريك أساسي في صناعة السلام الإقليمي، وصوته بات يُستمع إليه في المحافل الدولية.
العراق يستعيد دوره القيادي
من جانبه، صرّح المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي بأن مشاركة رئيس الوزراء تمثل عودة العراق القوية إلى واجهة المشهد العربي والإقليمي.
وقال العوادي، إن السوداني حمل معه رؤية واضحة للسلام والاستقرار، ودافع عن حق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، مبيناً أن موقف العراق من القضية الفلسطينية ثابت وغير قابل للمساومة.
وأضاف أن مشاركة العراق في القمة تعكس نضوج سياسته الخارجية وقدرته على بناء علاقات متوازنة مع الجميع دون التفريط بالثوابت الوطنية.
بهذه المشاركة الواسعة والمواقف الجريئة، يؤكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن العراق عاد فاعلاً ومحورياً في محيطه العربي والدولي، وأن سياسته الجديدة تقوم على الاستقلال، والتوازن، والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعوب.