بغداد تجمع الكلمة وتطرح المبادرات.. العراق يقود مسار الحلول ويؤكد ريادته في القمة العربية الـ34

اليوم, 14:37
1 635

في لحظةٍ تاريخية فارقة، وعلى أرض بغداد التي استعادت مكانتها المحورية، اجتمع القادة العرب وشخصيات دولية بارزة في القمة العربية الرابعة والثلاثين، ليشهدوا انطلاقة عراقية جديدة نحو ترسيخ الأمن العربي، ودعم قضايا الأمة، وتثبيت دور العراق كقوة إقليمية جامعة ومبادِرة.

وفي كلمة شاملة ومؤثرة، قدّم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رؤية عراقية جريئة تتبنى الحلول الجذرية، وتؤسس لشراكات استراتيجية عربية ودولية، معززةً بمواقف إنسانية حازمة ومبادرات عملية.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


نمضي بإرادة الأخوّة والمسؤولية

وأكد رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، على مضي العراق بروح الاخوة والمسؤولية لإيجاد حلول جذرية تعالج أصل المشكلات في المنطقة

وقال السوداني، في كلمة له خلال افتتاح أعمال القمّة العربية بدورتها الـ 34، التي تستضيفها العاصمة بغداد، "أرحّبُ بكمْ باسمِ الشعبِ العراقيّ، وبضيوفِ قمتِنا؛ وفي مقدّمتهم رئيسِ وزراءِ مملكةِ إسبانيا بيدرو سانشيز، والأمينِ العامِّ للأممِ المتحدةِ  أنطونيو غوتيريش".

وأضاف: "تشخص أعينُ شعوبِنا العربيةِ إليكمْ اليوم، أملًا في ترجمةِ المواقفِ إلى معالجاتٍ للتحديات والمخاطر، وبانتظار خطواتٍ واقعية وعملية".

وأشار إلى، أن "العراقَ انتهج سياسة خارجيةً تقدّم الشراكةَ والتعاونَ مع الأشقاء العرب كأولوية"، مبيناً أن " سياسة العراق الخارجية تنطلقُ من مبدأِ حسنِ الجوار وعدمِ التدخلِ في الشؤونِ الداخلية، وعدم الاصطفافِ في المحاور الإقليميةِ والدولية".

وأكد رئيس مجلس الوزراء في كلمته: "ساندنا الحلول المبنيةَ على الحوار والتفاهم، وساهمنا في تقريبِ العديدِ من وجهاتِ النظرِ المتباعدة، وانتهجنا دبلوماسية منتجة".

 

فلسطين في قلب الموقف العراقي

ولفت إلى، أن "رؤيتَنا لنهايةِ الأزماتِ ومناشئ الصراعِ في المنطقة تنطلق من حصول الشعب الفلسطينيِّ على كاملِ حقّهِ في الحياةِ الحرّةِ الكريمةِ على أرضِه، وايقاف العدوان المستمر"، مستدركاً بالقول: إن "الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني قد بلغت من البشاعةِ ما لم تشهدهُ كلُّ صراعاتِ التاريخ".

وشدد بالقول: "رفضنا، ومازلنا، أفعال التهجيرِ القسريِّ للفلسطينيين، مع وجوبِ إيقافِ الاعتداءات على غزّة و الضفة الغربية والأراضي المحتلة، وفتح الأبوابِ أمام المساعداتِ الإنسانية.".

وتابع: " كلُّنا شاهدنا الصور التي يظهرُ فيها  الأطفالُ وهم مصطفون بالمئاتِ من أجلِ لُقمةٍ أو قطعةِ رغيفٍ قد يحصلون عليها أو يعودون فارغي اليد، ونتساءل، ماذا ستسجلُ ذاكرةُ هذا الجيلِ من ألمٍ وإحساسٍ بالظلم".

 

مواقف ثابتة تجاه الأزمات العربية

وجدد رئيس مجلس الوزراء، دعوته إلى "عملٍ عربيٍّ جادٍّ ومسؤولٍ لإنقاذِ غزّة، وإعادةِ تفعيلِ دور (الأونروا) في القطّاع وفي الضفة الغربية"، مؤكداً "دعم العراق إلى وقف إطلاق النارِ في جنوبِ لبنان، وندينُ الاعتداءاتِ المتكررةَ على سيادةِ هذا البلدِ الشقيق".

وأضاف: "نجددُ مواقفَنا الداعمةَ لوحدة سوريا، وسيادتِها، ونرفضِ أيِّ اعتداءٍ أو هيمنةٍ على أيِّ أرضٍ سورية، كما ولن نبخلَ بأيِّ جهدٍ لدعمِ الأشقاءِ في سوريا لإقامةِ دولةِ المواطنةِ وبناءِ نظامٍ دستوريٍّ ديمقراطيّ، عبر عمليةٍ انتقاليةٍ تضمنُ حقوقَ الشعبِ السوريّ، وحريةَ الأديانِ لجميعِ مكوناته، وتحاربُ الإرهابَ".

وثمن رئيس مجلس الوزراء: "قرار الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ برفعِ العقوباتِ عن سوريا، ونأملُ أن تسهم هذه الخطوةُ في التخفيفِ من معاناةِ الشعبِ السوري الشقيق".

وأكد، أن "العراقُ يقف مع وحدةِ اليمنِ وسيادتِه، وإنهاءِ الصراعِ والانقسام، من أجلِ وقف معاناة الشعبِ اليمنيّ، وتلبيةِ حاجاته الإنسانية"، مشدداً على "ضرورةِ الحفاظِ على وحدة السودان الشقيق، وإيجاد حلولٍ مستدامة، في ظل أزمةٍ إنسانيةٍ حادّةٍ يجبُ وقفُها".

وأوضح، أن "رابطَ الأخوّةِ مع ليبيا الشقيقة يستدعي منّا وقفةً من أجلِ وضعِ حلٍّ شاملٍ مبنيٍّ على الحوار، لتعزيزِ الاستقرارِ وإنهاءِ الانقسامِ الداخليّ".

 

دعم الحوار الأمريكي الإيراني

ورحب رئيس مجلس الوزراء، وأبدى دعمه "للمفاوضاتِ الأمريكيةِ الإيرانية، منطلقين من رؤيةٍ تؤمنُ بالسِّلمِ والتعايش والتواصل المنتج".

وأردف بالقول: "علينا أن نمضي نحو حلولٍ جذرية تعالجُ أصلَ المشكلات، وأن نستحضر أولويةَ الأمنِ العربيِّ المترابطِ، وتشجّيع آلياتِ العملِ المؤسسيةِ الداعمةِ للاستقرارِ".

وتابع: "كما علينا أن نتحرّكَ ضمن خططٍ تدعمُ تكاملَ المنظومةِ العربية، وتوحد جهود مكافحةِ الإرهابِ والاتجارِ بالبشر، وتحدّي المخدراتِ والتغيراتِ المناخية، وكلّ ما يعززُ استقرارَ البيئاتِ العربيةِ وتماسكَها الاجتماعي".

 

18 مبادرة عراقية 

وأعلن رئيس مجلس الوزراء، عن " 18 مبادرةً طموحةً لتنشيطِ العملِ العربيِّ المشترك، وفي مقدمتِها مبادرةُ تأسيسِ الصندوقِ العربيِّ لدعمِ جهودِ التعافي وإعادةِ الإعمارِ ما بعدَ الأزماتِ والصراعاتِ والحروب"، مؤكداً "إسهامَ العراقِ بمبلغِ (20 مليونَ دولار) لإعمارِ غزّة، و(20 مليونَ دولار) لإعمارِ لبنانَ الشقيق".

وبين، أن "قمتَنا الـ34 ليست مجردَ لقاء، بل بدايةٌ لمشروعٍ نأملُ أن يشكّلَ انعطافةً وانطلاقةً جديدة، تضمن مستقبل شعوبِنا".

واختتمَ رئيس مجلس الوزراء كلمتهُ مخاطبًا الحضور بالقول: إن "بغدادَ تعتزُّ بوجودِكم على أرضِها، وهي تقفُ شامخةً، قويّةً، تسهمُ في صناعةِ الحلولِ ومواجهةِ التحديات".

 

إشادة أممية

أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت، بالتقدم العظيم الذي يشهده العراق.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة خلال افتتاح اعمال مجلس جامعة الدول العربية بدورته 34 إن "الإقليم والعالم كله يواجه تحديات كبيرة بدءاً من غزة، ولا شيء يبرر العذاب الجماعي للشعب الفلسطيني، ونرفض التهجير المستمر لسكان قطاع غزة"، لافتاً إلى أن "سلامة الأراضي اللبنانية وسيادتها يجب أن تحترم، والسيادة والاستقلال في سوريا ضروريان".

وأضاف أنه "يجب أن يكون هنالك حوار يمني ـ يمني، وضرورة مواجهة العنف في السودان، فيما يجب مساعدة الصومال لتعزيز الأمن والاستقرار فيها، كما نتواصل مع الفاعلين الدوليين لإنهاء النزاعات في ليبيا لتحقيق الاستقرار"، مشيداً بـ "التقدم في العراق وتوفير المساعدات الإنسانية وتمكين حقوق الإنسان"، مؤكداً: "ملتزمون بدعم حكومة العراق وشعبه".

 

شراكة استراتيجية مع العرب

أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، اليوم السبت، ان العلاقات بين الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تعبر عن الروابط العميقة بينها.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه في كلمة خلال افتتاح اعمال مجلس جامعة الدول العربية بدورته 34، "أعبر عن امتناني لشعب العراق وحكومته على حفاوة وكرم الاستقبال"، لافتاً إلى أن "العلاقات بين الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تعبر عن الروابط العميقة بينها، وان القضية الفلسطينية في قلب رهانات مؤسساتنا، كما أن تعاوننا في هذا الصدد تعزز في القمة العربية والاسلامية في 2023 و 2024".

وأضاف أنه "نتمنا في هذه القمة أن توضع كل المجهودات قيد التنفيذ وأن ترى النورمن اجل ضمان حقوق الشعب الفلسطيني على ارض الواقع، ونود أن نرى دولة فلسطينية قائمة بحد ذاتها"، مشيراً إلى أن "التحديات الحالية تدعوا منا ان نعزز الشراكة الاستراتيجية بين منظمة التعاون الأسلامي والجامعة العربية التي تتأسس على رؤية مشتركة للمستقبل من اجل تحقيق طموحات شعوبنا بتحقيق الأمن والأستقرار".

 

لا يمكن الصمت

طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدور سانشيز، اليوم السبت، بإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور.

وقال سانشيز، خلال كلمته في افتتاح أعمال مجلس جامعة الدول العربية بدورته (34) "شاكر لكم على دعوتي لحضور القمة العربية، وأهنئ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على الازدهار الاقتصادي في العراق"، مشيراً الى أن "فلسطين تنزف أمام أعيننا، وما يحدث في غزة لا يمكن غض الطرف عنه".

وتابع أن "هنالك أرقاماً مهولة وغير مقبولة تنتهك مبدأ القانون الدولي الإنساني، وعلينا أن نوقف دوامة العنف هذه".

وأضاف أنه "اقترح تركيز جهودنا على 4 أولويات: الأولى إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور، ومضاعفة الضغط على الاحتلال لوقف المذبحة في غزة، مع المضي قدماً لحل سياسي نحو السلام، وأيضاً تعزيز الحوار الأوروبي والعربي والإسلامي لحل مشكلات المنطقة".

وأشار الى أن "إسبانيا ملتزمة بكل ما بوسعها للمضي قدماً نحو السلام".