العتبات المقدسة في العراق.. انطلاقة جديدة نحو ثورة عمرانية وروحية لخدمة الملايين من الزائرين
السوداني: حققنا خلال اقل من 3 سنوات الكثير من الإنجازات ونطمح للمزيد
اطلاق الدفعة 29 من مبادرة الريادة والتميز
رفع العلم الإيراني على ناقلات النفط: من “أسطول الظل” إلى دبلوماسية الردع البحري
مدرب السعودية يتحدث عن مباراة العراق: الأهم في حياتي
في خطوةٍ تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في التواجد العسكري الأمريكي بالشرق الأوسط، تستعد واشنطن، بالتنسيق مع الحكومة العراقية، للانسحاب التدريجي من عدد من مواقعها العسكرية داخل العراق، في مقدمتها قاعدة عين الأسد ومطار بغداد وقيادة العمليات المشتركة، مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة في سبتمبر/ أيلول 2025، وفقًا لما أعلنته مصادر حكومية عراقية ومستشارون أمنيون.
المستشار في مكتب رئيس الوزراء، حسين علاوي، أكد أن هذه التحركات تأتي ضمن "منهاج حكومي واضح" يهدف إلى بناء قدرات القوات المسلحة العراقية، وتحويل العلاقة مع دول التحالف إلى علاقة دفاعية – أمنية ثنائية، تحكمها أطر سياسية واقتصادية وثقافية، كما كانت قبل أحداث 2014 وسقوط الموصل.
ورقة ضغط إقليمي
تُعد قاعدة عين الأسد من أبرز المواقع العسكرية الأمريكية في المنطقة، وتحمل رمزية استراتيجية نظراً لموقعها الجغرافي وحجم القوات الموجودة فيها. إلا أن مصادر أمنية عراقية أشارت إلى أن الانسحاب منها قد لا يكون مجرد تنفيذ لاتفاق، بل جزء من "تكتيك استباقي" استعدادًا لاحتمالات تصعيد في المنطقة، خاصة في ظل تزايد التوتر بين إيران وإسرائيل.
الباحث الأمني مخلد حازم أشار إلى أن الانسحاب جاء نتيجة مباحثات طويلة بين اللجنة العسكرية العليا الأمريكية ورئاسة أركان الجيش العراقي، لكنه لفت إلى أن التوقيت الحالي يُرجّح ارتباطه بمعطيات ميدانية، واحتمالات اندلاع مواجهة إيرانية – أمريكية – إسرائيلية قد تجعل من القواعد الأمريكية أهدافًا مباشرة.
كردستان.. نقطة ارتكاز أمريكية جديدة؟
رغم انسحابها من بعض المواقع، تشير الوقائع إلى أن الولايات المتحدة تعزز وجودها داخل إقليم كردستان، وخاصة في قاعدة الحرير، ما يوضح أن واشنطن لا تتجه لتقليص نفوذها بل إلى إعادة تموضع تكتيكية، بحسب الباحث الأمني صفاء الأعسم.
ويؤكد الأعسم أن "الانسحاب لا يعني مغادرة العراق"، بل إعادة تموضع استجابة لحالة تأهب إقليمي قصوى، في ظل تقارير استخبارية تتحدث عن ضربة محتملة بين إيران وإسرائيل خلال سبتمبر المقبل، قد تنقل المنطقة إلى حافة مواجهة مفتوحة.
فراغ وغموض
وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي أوضح في تصريحات متلفزة أن "الوجود الأمريكي في سوريا لا يزال مطلوبًا"، مشددًا على أن "أمن العراق لا ينفصل عن أمن سوريا". كما نفى تلقّي بغداد أي إشعار رسمي بشأن تغيير جداول انسحاب قوات التحالف من سوريا أو العراق.
رغم أن الاتفاق ينص على بقاء مدربين ومستشارين عسكريين، إلا أن مخاوف عراقية بدأت تبرز من احتمال عودة تنظيم داعش واستغلاله لأي فراغ أمني محتمل، خاصة في المناطق الحدودية والغربية.
ويرى الباحث مخلد حازم أن السيناريوهات المطروحة كلها "أحلاها مرّ"، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تزال تمسك بخيوط مفصلية داخل العراق، خاصة في الجوانب الاقتصادية والطاقة.
بركان إقليمي يوشك على الانفجار
التحركات الأمريكية الأخيرة لا تعني انسحابًا نهائيًا من العراق، بل تموضعًا مدروسًا استعدادًا لمرحلة إقليمية أكثر اضطرابًا، قد تشهد تغيّر قواعد الاشتباك في المنطقة.
وفي وقتٍ تقف فيه المنطقة على "بركان قابل للانفجار"، يبدو أن الولايات المتحدة تعيد رسم خطوط نفوذها وتحالفاتها، لا انسحابًا من الشرق الأوسط، بل تهيئة لمواجهة مفتوحة لم تتضح ملامحها بعد.