صوت العراق يعلو مجدداً.. قمة بغداد تثير آمالاً واسعة على المستويين البرلماني والشعبي

اليوم, 10:09
2 222

في واحدة من أهم المحطات السياسية للمنطقة، تتأهب بغداد لاحتضان زعماء الدول العربية يوم السبت القادم في قمة استثنائية تجسد تحولاً جوهرياً في مكانة العراق الإقليمية.

وتحمل هذه القمة في طياتها رسائل عميقة تؤكد التزام العراق بدوره المحوري في بناء مستقبل المنطقة.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

وقد مهدت لها الحكومة العراقية بذكاء من خلال استضافة اجتماع البرلمان العربي، في إشارة واضحة إلى نهج استراتيجي متكامل يعيد ترسيم خارطة العلاقات العربية.

 

رؤية عربية

عضو البرلمان المصري وعضو اللجنة التشريعية في البرلمان العربي، الدكتورة شادية الجمل، قالت إن "انعقاد القمة العربية في بغداد يُعدُّ تغيراً نوعياً وجديداً في مسار الأمة العربية، ويعكس انفتاح العراق على جميع الدول الشقيقة".

وأشارت، إلى أن "استضافة بغداد لاجتماع البرلمان العربي قبل القمة تُعدُّ مؤشراً على ذكاء الدبلوماسية العراقية، إذ يمثل ذلك تمهيداً مهماً للقاء قادة 22 دولة عربية، وهو نجاح يُحسب للعراق على المستويين السياسي والتنظيمي". 

وأضافت، أن "العراق، بهذا الحدث، يبعث برسالة واضحة إلى العالم بأن تاريخه عريق وأن حضارته الممتدة عبر آلاف السنين ستبقى دائماً حاضرةً في صناعة مستقبل المنطقة.

 

العراق طرف فاعل

من جهتها، رأت عضو البرلمان العربي، ممثلة دولة فلسطين مي الكيلة، أن "القمة العربية في بغداد تُعدّ فرصة ستراتيجية لإعادة النظر في التعامل مع الكيان الصهيوني"، موضحة أن "البرلمان العربي رفع توصيات إلى القمة تدعو إلى مراجعة شاملة للاتفاقيات والمعاهدات، وتوحيد الموقف العربي تجاه الاحتلال والانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني".

وأشارت، إلى أن "العراق اليوم ليس مجرد دولة مضيفة، بل هو طرف فاعل في رسم ملامح جديدة للمشهد العربي"، مشددة على أن "عودة العراق إلى الساحة الإقليمية بهذه القوة تعني الكثير، وتفتح الباب أمام تحولات استراتيجية لصالح المصلحة العربية المشتركة." 

وتابعت، أن "هذه القمة تأتي في ظل تحديات إقليمية متصاعدة، من استمرار الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، إلى الصراعات الممتدة في المنطقة، مروراً بالتحولات الاقتصادية والتكنولوجية التي تتطلب تكاملاً عربياً حقيقياً". 

ورأت الكيلة، أن "بغداد تسعى من خلال هذا الحدث إلى التأكيد على سيادتها واستقلال قرارها السياسي، إلى جانب دعوتها لتعزيز الشراكات العربية في مجالات التنمية والتعليم والتكنولوجيا والطاقة". 

وأوضحت، أن "انعقاد القمة العربية في بغداد يمثل أكثر من مجرد اجتماع سياسي، فهو شهادة دولية على تحسّن الوضع العراقي، ودليل على رغبة عربية مشتركة في توسيع آفاق العمل الجماعي".

 

ترحيب عراقي

وتواصل بغداد استعداداتها لاستضافة القمة على مستوى الزعماء العرب، وسط ترحيب سياسي واسع يؤكد أهمية هذا الحدث في ترسيخ موقع العراق كمحور للحوار والاستقرار في المنطقة.

وقال النائب جواد اليساري، إن "استضافة القمة العربية في بغداد هي دليل واضح على أهمية العراق في محيطه العربي والإقليمي، كما تعكس ثقة الدول العربية بقدرة العراق على لعب دور محوري في تعزيز الاستقرار وصياغة قرارات مصيرية تمس أمن الأمة". 

وأوضح، أن "التحضيرات الجارية لعقد القمة تعكس الجدية العراقية في احتضان القضايا العربية، وحرصه على إعادة بناء منظومة العلاقات العربية المشتركة على أسس الاحترام والسيادة والتكامل".

وأكد اليساري، أن "القمة العربية المرتقبة في بغداد تحمل العديد من الرسائل، أبرزها تأكيد استقرار العراق واستعادته لعافيته بعد سنوات من التحديات، وعودته إلى الواجهة كفاعل إقليمي قادر على جمع الكلمة العربية، وسط ظروف إقليمية ودولية معقدة تتطلب مواقف موحدة". 

ولفت، إلى أن "الشارع العراقي والعربي يعوّل على أن تكون قمة بغداد منصة لإعادة ترتيب الأولويات، وتعزيز أواصر التعاون العربي، وفتح آفاق جديدة للتكامل في مجالات الأمن، الاقتصاد، والطاقة". 

 

استثمار الحدث

من جهته، قال النائب سردي النايف، إن "انعقاد القمة في بغداد يجسد عودة العراق إلى واجهة التأثير الإقليمي، ويبرهن على قدرته في لعب دور الوسيط الفاعل بين الدول"، مشيراً إلى أن "المرحلة الحالية تتطلب تعزيز الانفتاح السياسي والاقتصادي بما يحقق مصالح البلاد ويعزز شراكاتها الخارجية". 

وأضاف، أن "القمة تمثل فرصة ستراتيجية لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والأمن"، داعياً الحكومة إلى "استثمار هذا الحدث في بناء علاقات طويلة الأمد مع الدول المشاركة، وتنمية الاقتصاد الوطني عبر مشاريع تنموية مشتركة". 

ولفت النايف، إلى أن "العراق بات يحظى بثقة متزايدة من قبل المجتمع الدولي، وهو ما انعكس في اختيار بغداد كمقرٍّ لعقد هذا النوع من اللقاءات"، مشدداً على "أهمية إنجاح القمة تنظيمياً وسياسياً لإظهار الصورة الحقيقية للعراق المستقر والطامح نحو المستقبل.