"معركة الوجود" .. العراق بين فوضى سجون داعش ومحاولات إضعاف الحشد!
الخسفة... هاوية الموت الجماعي.. حين حوّل "داعش" الإرهابي نينوى إلى مقبرة للإنسانية
"البرود الانتخابي" في كردستان.. تنافس معلّق بين أزمة الرواتب وصراع الأحزاب
وفاة الطبيبة بان تفتح باب الغموض.. تصريحات صادمة وتراجع مفاجئ واتهامات بضغوط سياسية
انفجار سياسي في بغداد.. تصريحات السفير البريطاني تهدد سيادة العراق وتشعل معركة قانون الحشد الشعبي
في الوقت الذي يسابق فيه العراق الزمن لإغلاق ملف مخيم "الهول" في سوريا، تتعاظم المخاوف من تحول سجون تنظيم داعش الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إلى قنابل موقوتة تهدد أمن المنطقة، خصوصاً مع تصاعد الجدل حول مستقبل "الحشد الشعبي" والدعوات المتكررة لحلّه أو تقليص دوره.
النائب محمد كريم حذر من "تحول هذه السجون إلى قواعد خلفية محتملة لعمليات فرار وتجنيد إرهابيين"، مشيراً إلى أن "أي انفلات أمني أو استغلال سياسي لهذا الملف قد يُعيد داعش إلى الداخل العراقي عبر عمليات تسلل ودعم لوجستي".
وبحسب الباحث في الشؤون الاستراتيجية، عماد علو، فإن "أي انهيار في ملف سجون داعش لن يقتصر على سوريا، بل سيمتد إلى الأمن الإقليمي كله"، مؤكداً أن "العراق سيكون أول المتضررين بحكم الجغرافيا والتداخل الأمني والسكاني".
الحشد الشعبي.. صمام أمان مهدد
ومع هذه التطورات، يبرز ملف "الحشد الشعبي" كعنصر حاسم في معادلة الأمن. فالحشد، الذي كان له الدور الأبرز في دحر داعش خلال معارك 2014–2017، يمثل اليوم خط الدفاع الأكثر جاهزية وانتشاراً على الحدود مع سوريا.
لكن محاولات بعض الأطراف الإقليمية والدولية الدفع باتجاه حل الحشد أو تقليص نفوذه، تثير مخاوف من فراغ أمني خطير قد يتزامن مع احتمالية انفلات سجون داعش. ويرى مراقبون أن "إضعاف الحشد في هذا التوقيت بالذات يعادل فتح الطريق أمام التنظيم للعودة مجدداً"، لاسيما أن القوات النظامية العراقية لا تزال تواجه تحديات لوجستية واستخبارية في مسك الحدود الطويلة والمعقدة.
تحذيرات من "كارثة مزدوجة"
مصادر أمنية عراقية أكدت أن "الجمع بين استمرار ملف مخيمات وسجون داعش في سوريا، ومحاولات إضعاف الحشد الشعبي، يعني تهديد الأمن القومي العراقي بشكل مباشر، وقد يؤدي إلى عودة دوامة العنف التي حاول العراق التخلص منها بشق الأنفس".
التحذيرات الدولية والعراقية تتقاطع عند نقطة واحدة: أن أي تفكك في منظومة الأمن الحدودية، بالتزامن مع انفلات ملف سجون داعش، سيحوّل العراق إلى ساحة مفتوحة لعودة التنظيم، فيما لن تقف تداعيات هذه الأزمة عند حدود العراق، بل ستطال مجمل أمن المنطقة.
ويقف العراق اليوم أمام "سباق مع الوقت": إغلاق ملف "الهول" وإعادة الاندماج المجتمعي للنازحين من جهة، وضمان بقاء الحشد الشعبي كقوة ردع ميدانية على الحدود من جهة أخرى. فالتفريط بأي من هذين الملفين يعني إشعال "قنبلة الهول" التي ستنفجر ليس في سوريا وحدها، بل في عمق العراق أولاً.