خيانة مزدوجة.. جنود أميركا تحت سلاح الصهاينة وصمت واشنطن
الحكومة تشرع بحملة كبرى لإزالة التجاوزات المائية والمضخات والبحيرات غير القانونية
للأسبوع الثالث.. خاما البصرة الثقيل والمتوسط يغلقان على خسارة
المتحدثة باسم البيت الأبيض بشأن الجهة التي اختارت مكان لقاء بوتين وترامب المرتقب: "أمك"
إيران تعلن انتهاء القرار 2231 وتعتبر إعادة تفعيل العقوبات الأممية غير قانونية
في مشهدٍ يهزّ صورة "المدافع عن الحريات" التي تتغنى بها واشنطن، روى جنود أميركيون متقاعدون شاركوا في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، تفاصيل احتجازهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي والاعتداء عليهم، مؤكدين أن حكومتهم الأميركية تركتهم لمصيرهم، دون حماية أو حتى سؤال عن مصيرهم.
الجنود الذين قاتلوا يوماً تحت راية بلادهم، وجدوا أنفسهم ضحايا لذراع حليفها الأقرب — إسرائيل — بينما اكتفت الخارجية الأميركية بالصمت المطبق.
احتجاجات أمام الخارجية والسفارة الإسرائيلية
شهدت العاصمة واشنطن وقفات احتجاجية متتالية يومي الخميس والجمعة، شارك فيها قدامى محاربين أميركيين وناشطون مناهضون للحرب على غزة، أمام وزارة الخارجية الأميركية والسفارة الإسرائيلية، مطالبين بالكشف عن أسباب تواطؤ الصمت الأميركي تجاه اعتداء واضح على مواطنيها.
الجنود الغاضبون نظموا مؤتمراً صحافياً سردوا فيه ما تعرضوا له من اختطاف وضرب وإهانة أثناء اعتراض أسطولهم الإنساني، مؤكدين أن واشنطن لم ترسل إليهم حتى وفداً للاطمئنان عليهم إلا بعد ثلاثة أيام من الاحتجاز.
قالت جيسيكا كلودفيلتر، من قدامى المحاربين في سلاح مشاة البحرية، والتي خدمت في سرب طائرات الرئيس الأسبق باراك أوباما، إنها اختُطفت من على متن السفينة وسُحبت تحت تهديد السلاح، مؤكدة أن السفارة الأميركية تجاهلتهم تماماً.
"عندما ذكرنا لهم اسم الطفل الأميركي محمد إبراهيم المعتقل في سجون الاحتلال، لم يستطيعوا النظر في أعيننا... اختاروا الصمت بدل الدفاع عنا"، قالت جيسيكا بأسى.
وأضافت أن ما حدث "طعنة في كرامة كل جندي أميركي خدم بلاده"، مؤكدة أن "الولايات المتحدة لم تعد تحمي أبناءها إذا كان الجلاد إسرائيلياً."
"الخارجية الأميركية خانت جنودها"
من جانبه، اتهم فيل توتنهام، من قدامى البحرية الأميركية، وزارة الخارجية بخيانة واجبها الأخلاقي والقانوني، لأنها لم تتحرك للإفراج عن الأميركيين المحتجزين.
وقال خلال الوقفة الاحتجاجية وهو يقرأ رسالة من والدة الطفل الأميركي المحتجز محمد إبراهيم:
"انضممت إلى الأسطول لأمنع الموت عن الأبرياء، لكنني اكتشفت أن إنسانيتنا لا تعني شيئاً في حسابات السياسة الأميركية."
وأضاف أن الفلسطينيين "يدفعون ثمن سبعين عاماً من الظلم، بينما تدفع واشنطن ثمن صمتها على جرائم الاحتلال من سمعتها وهيبتها أمام العالم."
"نحن بعثة إنسانية نحمل دواء وغذاء فقط، فلماذا تركتنا حكومتنا؟ ولماذا سمحوا لإسرائيل بضربنا؟"
وانتقدت الدعم الأميركي المالي لإسرائيل، قائلةً:
"أكثر من 20 مليار دولار قدّمتها واشنطن لإسرائيل منذ أكتوبر 2023... بينما يعيش ملايين الأميركيين بلا مأوى. أليست هذه الأموال أولى بفقراء بلادنا؟"
"جواز السفر الأميركي بلا قيمة أمام إسرائيل"
القائد في الأسطول داين هانتر روى بدوره كيف شعر بأن جوازه الأميركي لا يساوي شيئاً أمام جبروت الاحتلال.
"عندما جاء مسؤولو القنصلية الأميركية، لم يُسمح لهم حتى بتقديم الماء لنا. اكتفوا بالاعتذار وقالوا إن التعليمات تمنعهم من المساعدة."
وأضاف بمرارة:
"إسرائيل تعلم أن واشنطن لن ترفع صوتها ضدها، حتى لو كانت الضحية مواطنين أميركيين. فالمصالح والمال أقوى من كرامة الناس."
أميركا تدفع المليارات لحماية إسرائيل... وتترك جنودها يُضربون!
القصة التي رواها هؤلاء المحاربون ليست حادثة عابرة، بل صفعة في وجه "الهيبة الأميركية"، إذ تكشف أن من خدموا رايتها العسكرية باتوا اليوم يشعرون بأن وطنهم يبيع ولاءه لحلفائه على حساب كرامة مواطنيه.
فبينما كانت إسرائيل تمارس "القرصنة" ضد سفن إنسانية تحمل الغذاء والدواء لغزة، اكتفت واشنطن بالصمت... وكأنها شريكة لا متفرجة.
"ولاؤنا للإنسانية... لا للهيمنة"
بصوت متهدّج، أنهى أحد المحاربين حديثه قائلاً:
"كنا نظن أن خدمة الوطن تعني أن الوطن سيحميك... لكننا اكتشفنا أن الولاء في واشنطن ليس للجنود ولا للإنسان، بل لمن يدفع أكثر ويمتلك النفوذ والسلاح."