العراق يعود لواجهة التشريع الأميركي مع تحرّك الكونجرس لإلغاء تفويضات الحرب

اليوم, 20:30
19

أعاد الكونجرس الأميركي طرح العراق في صدارة نقاشاته الدفاعية، مع إلغاء تفويضَي حرب 1991 و2002، ضمن مشروع قانون دفاعي أوسع يعيد رسم أولويات واشنطن العسكرية ويحدّ من سلطات استخدام القوة.

ومشروع القانون الذي سيتم التصويت عليه خلال الأسبوع الجاري، يتعامل مع الصين باعتبارها التهديد الأكبر للولايات المتحدة، ويتضمن دعماً عسكرياً لإسرائيل، إضافةً إلى إلغاء تفويضين قديمين لاستخدام القوة العسكرية في العراق، كما يفرض قيوداً على خطط تقليص القوات الأميركية في أوروبا.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


ويعيد مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني، تشكيل المنافسة الاقتصادية والعسكرية بين الولايات المتحدة والصين، من خلال فرض قيود جديدة على الاستثمارات، وحظر مجموعة واسعة من التقنيات الصينية من سلاسل توريد البنتاجون، وتوسيع الجهود الدبلوماسية والاستخباراتية لتعقب النفوذ العالمي لبكين.

ويخوّل مشروع القانون الضخم، المؤلف من 3 آلاف صفحة، زيادة بنسبة 4% لرواتب الجنود الأميركيين، ويوسّع صلاحيات البنتاجون، ويوجه استثمارات جديدة في منظومة الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" وبرامج تحديث القدرات النووية.

كما يمدد التشريع، دعم البنتاجون لعمليات إنفاذ القانون على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، ويعزز الوضع الأمني الأميركي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك تمويل برامج التعاون الأمني مع تايوان.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد طلب في مايو الماضي، موازنة دفاعية بقيمة 892.6 مليار دولار للسنة المالية 2026، وهي نفس ميزانية عام 2025 تقريباً، ولكن المشروع رفع الموازنة إلى 901 مليار دولار.

ولا يغير المشروع اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب" كما دعا إليه ترمب، بل يلتزم بالتسمية الحالية "وزارة الدفاع".

 

حظر شركات صينية ومراقبة أنشطة بكين

ويشمل مشروع القانون المقدم باتفاق بين الحزبين، حظراً على التعاقدات مع شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية، وخاصة مزوّدي تقنيات التسلسل الجيني المرتبطين بالجيش أو أجهزة الأمن الصينية.

وتضيف بنود أخرى في مشروع القانون، قيوداً على شراء وزارة الحرب الأميركية، لمنتجات مثل البطاريات المتقدمة، مكونات الطاقة الشمسية، الشاشات الإلكترونية، والمعادن الحيوية المستخرجة من "كيانات أجنبية مثيرة للقلق".

وتلزم هذه البنود البنتاجون أيضاً، بالتخلص التدريجي من أجهزة الكمبيوتر والطابعات والمعدات التقنية المصنوعة في الصين.

ويوجه مشروع القانون، وزارة الخارجية، إلى إرسال فريق جديد من "ضباط الشؤون الصينية الإقليميين"، إلى السفارات حول العالم لرصد الأنشطة التجارية والتكنولوجية والبنية التحتية الصينية، بما في ذلك مبادرة "الحزام والطريق".

كما يفرض مشروع القانون، تقارير نصف سنوية تقارن الوجود الدبلوماسي العالمي للصين بذلك الخاص بالولايات المتحدة.

ويوجه مشروع القانون البنتاجون إلى تعزيز تموضعه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، عبر تمديد مبادرة الردع في المحيط الهادئ وتوسيع التدريب المشترك والمبادرات الصناعية مع الحلفاء، بما في ذلك تايوان والفلبين.

 

دعم إسرائيل

ويضم مشروع القانون عدة بنود متعلقة بإسرائيل، مثل منع البنتاجون من المشاركة في معارض دفاعية دولية تستبعد تل أبيب.

ويُجيز المشروع التمويل الأميركي لمنظومات "القبة الحديدية"، و"مقلاع داود"، و"آرو" الإسرائيلية، في إطار برامج الدفاع الصاروخي المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

تسعى إدارة دونالد ترامب إلى الحصول على موافقة من الكونجرس لبيع أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار إلى إسرائيل، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصدر مطلع.

كما يشمل القانون تمديد التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل للتصدّي للطائرات المسيرة.

وينص المشروع على تحسين فعالية الاستجابة وتبال البيانات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك في ضوء هجمات إيران بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على إسرائيل.

 

دعم أوكرانيا

ويشمل المشروع تقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، ويتعلق الأمر بإعادة تفويض 400 مليون دولار سنوياً كمساعدات أمنية حتى السنة المالية 2027.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده مستعدة لشراء الدفعة القادمة من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة.

ويلزم مشروع القانون إدارة ترمب، بالحصول على تقارير دورية بشأن مساهمات الحلفاء في دعم كييف.

 

إلغاء تفويضين بشأن العراق

ويتضمن المشروع أيضاً، إلغاء تفويضين باستخدام القوة في الشرق الأوسط، وهما "تفويض حرب الخليج 1991" و"تفويض غزو العراق 2002"، والذين ظلا قائمين.

واعتبر مشرعون إلغاء القانونين "انتصاراً صغيراً" لمن يطالبون بتقييد السلطات الواسعة للرئيس في شنّ الحروب.

ويظل تفويض "استخدام القوة" لعام 2001 سارياً، ويعتبر الأساس القانوني الرئيسي لـ"الحرب على الإرهاب".

ويشير المعارضون لاستخدام تفويض عام 2002، إلى أن ترمب برر الضربة التي قتلت القائد السابق لـ"فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني عام 2020 في بغداد من خلال هذا التفويض، معتبرين أنه دليل على "إمكانية إساءة استخدامه".

وقال مسؤول في الحزب الجمهوري، إن إلغاء القانونين لن يؤثر على صلاحيات ترمب بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة.

 

أنشطة إيران

وينص المشروع القانون الأميركي كذلك، على تحسين مراقبة أنشطة إيران في تخصيب اليورانيوم، وتحذير الأميركيين الذين يواجهون تهديدات بسبب "مخططات اغتيال إيرانية".

ويدعو المشروع، إلى "تقييم التهديد الذي يواجهه الحلفاء والشركاء ضمن نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)"، بما يشمل "الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، والمسيرات التي تطلقها إيران أو الجماعات المرتبطة بها".

 

قيود على خفض القوات الأميركية في أوروبا

ويمنع مشروع القانون، وزارة الدفاع، من خفض عدد القوات المتمركزة أو المنتشرة بشكل دائم في أوروبا، إلى أقل من 76 ألف جندي لأكثر من 45 يوماً، إلا بعد أن يُقدم وزير الدفاع (الحرب) بيت هيجسيث وقائد القيادة الأميركية في أوروبا، شهادة إلى الكونجرس، تؤكد أن ذلك يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، وأنه تم التشاور مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو". كما يجب عليهما تقديم تقييمات لتداعيات هذا القرار.

ويطبق مشروع القانون الشروط نفسها لمنع الولايات المتحدة من التخلي عن دور "القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا"، وهو منصب يشغله ضابط أميركي يتولى في الوقت ذاته قيادة "القيادة الأوروبية" منذ عقود.

قلل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، من مخاوف جديدة بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه المنظمة العسكرية عشية اجتماع وزراء خارجية الحلف.

كما وضع المشرعون قيوداً مماثلة على خفض عدد القوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية، إلى أقل من 28 ألفاً و500 جندي، وهو بند أقره مجلس الشيوخ بالفعل.

ويأمل قادة مجلس النواب الأميركي، التصويت على المشروع خلال الأسبوع الجاري، إذ يتعيّن مروره أولاً عبر لجنة القواعد، قبل طرحه على الجلسة العامة لمجلس النواب.

وقد يصل إلى اللجنة بحلول، الثلاثاء، وبعد ذلك يتجه إلى مجلس الشيوخ للتصويت، ثم إلى مكتب ترمب للتوقيع عليه.