العراق يضع خطة للحد من الموجات الغبارية.. الآليات تنشر الطين فوق الكثبان الرملية في الصحاري

اليوم, 10:13
352

في أعماق صحراء العراق الجنوبية، تقوم الجرافات والحفارات بنشر طبقات من الطين الرطب فوق الكثبان الرملية، ضمن جهود أوسع لمكافحة العواصف الرملية المتزايدة التواتر.

لطالما عانى العراق من العواصف الرملية والترابية، إلا أنها أصبحت في السنوات الأخيرة أكثر تواتراً وشدة، نتيجة لتأثر البلاد بتغير المناخ.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


وقد غطت العواصف الرملية والترابية، الناجمة عن الجفاف الشديد وارتفاع درجات الحرارة وإزالة الغابات، المدن والقرى بضباب كثيف بلون المغرة، وأدت إلى توقف الرحلات الجوية، واكتظاظ المستشفيات بالمرضى الذين يعانون من صعوبة في التنفس.

وقد حذرت السلطات العراقية من أن هذه العواصف الخانقة ستزداد حدة، مما يزيد من الحاجة المُلحة لمعالجة جذور المشكلة.

في منطقة صغيرة نسبياً بين مدينتي الناصرية والسماوة، غير بعيدة عن آثار سومرية قديمة، يعمل العمال بجدّ على تثبيت التربة بوضع طبقة من الطين الرطب بسماكة تتراوح بين ٢٠ و٢٥ سنتيمتراً.

ويشمل المشروع أيضاً زراعة شتلات مقاومة للحرارة، مثل البرسوبس والكونوكاربوس، لزيادة تثبيت التربة.

"الهدف الرئيسي هو الحد من تأثير العواصف الترابية العابرة للحدود، والتي قد تصل إلى الكويت والمملكة العربية السعودية وقطر"، هذا ما قاله عدي طه لفتة من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، الذي يقود المشروع لمكافحة العواصف الرملية بالخبرة العراقية.

قال لافتا: "إنها منطقة حيوية رغم صغر مساحتها، ونأمل أن تُسهم في الحد من العواصف الرملية الصيف المقبل".

ومن الأهداف قصيرة المدى حماية طريق سريع جنوبي شهد العديد من حوادث المرور بسبب ضعف الرؤية أثناء العواصف الرملية.

وتُقدّر وزارة البيئة أن العراق يواجه حاليًا حوالي 243 عاصفة رملية سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 300 يوم رملي بحلول عام 2050 ما لم تُتخذ إجراءات تخفيفية جذرية.

وفي عام 2023، تعاونت السلطات العراقية مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في المناطق التي حُدّدت كمصادر رئيسية للعواصف الرملية.

ويُنفّذ المشروع عدة أساليب في ثلاث مناطق جنوبية، تشمل حفر قنوات مائية وتوفير الكهرباء لضخ المياه من نهر الفرات، وتجهيز الأراضي القاحلة للزراعة.

يتمثل أحد الأهداف الرئيسية للمشروع في زيادة المساحات الخضراء وتمكين المزارعين من استدامة أراضيهم بعد أن أدت موجات الجفاف ونقص المياه المزمن إلى تقليص المساحات الزراعية بشكل كبير.

قال قحطان المهانا، من وزارة الزراعة، إن تثبيت التربة يمنح الجهود الزراعية في المناطق الرملية فرصة للاستمرار.

وأضاف أن العراق يمتلك خبرة واسعة وناجحة في مكافحة التصحر والعواصف الرملية من خلال تثبيت الكثبان الرملية.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي، نفّذت البلاد مشاريع مماثلة، ولكن بعد عقود من الاضطرابات، تراجعت أهمية التحديات البيئية إلى حد كبير.

ومع التأثير الشديد لتغير المناخ مؤخرًا، "استؤنف العمل"، كما قال نجم عابد طارش من جامعة ذي قار.

وأضاف طارش: "نحرز تقدمًا بطيئًا ولكنه ثابت".

المصدر: ترجمة سنترال