عجزوا عن هزيمة الحوثيين.. فانهار التحالف واقتتلوا فيما بينهم.. الإمارات والسعودية ينهشان بعضهما

اليوم, 12:19
901

اليمن لم يعد ساحة حرب تقليدية ولا ملفاً عالقاً بانتظار تسوية، بل تحوّل اليوم إلى مسرح صدام مباشر بين حلفاء الأمس، بعد أن انفجر الخلاف السعودي-الإماراتي إلى العلن بالنار.


تصعيد عسكري ورسائل سياسية بالنار

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

واستهدف وما يسمى بالتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، الثلاثاء، كمية كبيرة من الأسلحة والمركبات القتالية التي كانت تُفرَّغ في البلاد من سفن قادمة من ميناء الفجيرة الإماراتي. ووصفت الخارجية السعودية الخطوات التي قامت بها أبو ظبي بأنها "بالغة الخطورة".


القصف السعودي الذي نُفّذ اليوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية عابرة، بل رسالة سياسية قاسية تؤكد أن الرياض قررت كسر الصمت ووضع حد لما تعتبره تمدداً إماراتياً خارج سقف التحالف.


فبعد سنوات من العمل المشترك تحت ما يسمى “دعم الشرعية”، بنت أبوظبي نفوذاً مستقلاً في الجنوب عبر قوى محلية ومليشيات وموانئ وجزر، ما خلق دولة موازية داخل دولة منهكة.


قرارات يمنية غير مسبوقة ضد أبوظبي والانتقالي


وطالب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي -اليوم الثلاثاء- كل القوات الإماراتية بالخروج من جميع الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة، في حين شن ما يسمى بتحالف دعم الشرعية في اليمن قصفا جويا على أسلحة وعربات قتالية بعد وصولها على متن سفينتين إلى ميناء المكلا في محافظة حضرموت.


وقال العليمي -في خطاب متلفز- إن "مجلس القيادة الرئاسي اليمني قرر إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وفرْض حظر جوي وبري على جميع الموانئ والمنافذ لمدة 72 ساعة".


وأضاف أن المجلس اتخذ هذه القرارات بهدف حماية المدنيين والمركز القانوني للدولة، وذلك بعد تأكد قيام الإمارات بشحن سفينتين محملتين بالسلاح من الفجيرة إلى ميناء المكلا.


وجدد العليمي دعوته لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بتحكيم العقل والانسحاب من حضرموت والمهرة، مطالبا قوات "درع الوطن" بالتحرك وتسلم كل المعسكرات في محافظتي حضرموت والمهرة.


والسبت الماضي، أعلن التحالف -في بيان- أنه قرر التحرك عسكريا ضد انتهاكات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت شرقي البلاد، استجابة لطلب من رئيس المجلس الرئاسي اليمني العليمي.


وكانت قوات "الانتقالي الجنوبي"، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، نفذت تحركات عسكرية مفاجئة أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت على إثرها السيطرة على حضرموت والمهرة، قبل أن تؤكد رفضها دعوات محلية وإقليمية للانسحاب.


ويأتي هذا الانفجار في الخلاف في وقت فشل فيه التحالف الذي تقوده السعودية، ومعه الإمارات، في تحقيق أي حسم عسكري حقيقي ضد أنصار الله الحوثيين طوال ما يقرب من عقد كامل من الحرب، رغم التفوق الجوي والدعم الدولي والإقليمي. فبعد سنوات من القصف والعمليات والتحالفات المتبدلة، لم يتمكن هذا التحالف من إنهاء المعركة أو فرض معادلة نصر، ليتحوّل العجز عن هزيمة الخصم المشترك إلى صراع داخلي بين أطرافه، حيث ارتدت البنادق من جبهات الحوثيين إلى صدور الحلفاء أنفسهم، في مشهد يلخص فشل المشروع العسكري بأكمله وانهيار أهدافه المعلنة.



انهيار التحالف ودخول مرحلة «الحرب داخل الحرب»


ومع اقتراب أي حل سياسي شامل، لم يعد الصراع مع أنصار الله الحوثيين وحده هو المشكلة، بل بات الصدام على النفوذ والقرار والسيطرة هو العنوان الحقيقي. الضربات السعودية اليوم جاءت لتقول إن مرحلة إدارة الخلافات تحت الطاولة انتهت، وإن اللعب على أكثر من مشروع داخل اليمن لن يمر من دون رد.


ما يجري الآن ليس تصعيداً تكتيكياً، بل أخطر منعطف منذ بداية الحرب، حيث تتحول البنادق إلى تصويبها داخل الجهتين التي تتدخلان كثيراً في الشأن اليمني، في لحظة تؤشر بوضوح إلى أن التحالف القديم انهار، وأن اليمن دخل مرحلة “الحرب داخل الحرب”، حيث لا تحكمها الشعارات ولا البيانات، بل المصالح التي تتصادم بالنار.


قالت الحكومة اليمنية إنها "تؤيد قرارات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بإخراج الإمارات من اليمن، وتثمن المواقف التاريخية للمملكة العربية السعودية لاحتواء التصعيد في حضرموت والمهرة وحماية مصالح الشعب اليمني".


وأكدت الحكومة اليمنية أنها تدين تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي، وتدعوه إلى الانسحاب فورا وتسليم المواقع للسلطات المحلية في حضرموت والمهرة.