في خطوة استثنائية تعكس عمق الالتزام العراقي بدعم القضية الفلسطينية، احتضنت العاصمة بغداد “مهرجان جائزة فلسطين العالمية للآداب”، بحضور سياسي وثقافي رفيع تقدّمه رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، وممثل رئيس الوزراء وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني، إلى جانب مشاركة نيابية وسياسية واسعة.
مهرجان يجمع العالم لأجل فلسطين
تأسس المهرجان عام 2019، ويُعد جائزة أدبية عالمية تُنظم كل عامين بالتعاون مع اتحادات الكتاب والنقابات الثقافية في الدول الإسلامية ودول أخرى. ويهدف إلى تسليط الضوء على الأعمال الأدبية التي تتناول القضية الفلسطينية، المقاومة، وتحرير القدس الشريف.
هذا العام، فتح المهرجان أبوابه أمام المشاركات الأدبية المنشورة بين عامي 2021-2024، وشملت أقسام:
• الرواية
• القصة القصيرة
• قصص الأطفال
• المذكرات
• الديوان الشعري
• النصوص المسرحية
وتبلغ قيمة الجوائز المقدمة للفائزين 90 ألف دولار، لتشجيع الإبداع الأدبي في خدمة فلسطين.
الأدب فضاء لفضح جرائم الاحتلال
وسط مشاركة واسعة من دول متعددة، برزت أعمال أدبية وثقافية تناولت وحشية الاحتلال الصهيوني وجسّدت بطولات الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة. المهرجان تحول إلى منصة إبداعية لفضح جرائم الاحتلال وتسليط الضوء على صمود الفلسطينيين بوجه سياسات القمع والتهجير.
وشهد المهرجان ابداعاً كبيراً لعدد من الرسامين الذين صنعوا صورة المقاومة بطرق مختلفة لايصال رسالة الى العالم، بأن الدعم للمقاومين والفلسطينيين لن يتوقف أبداً.
تكريم الشهداء… بصمة الوفاء للمقاومة
في لفتة وفاء استثنائية، شهد المهرجان تكريمًا لعوائل شهداء بارزين على طريق القدس، منهم:
• الشهيد الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي
• الشهيد القائد في حزب الله عماد مغنية
• الشهيد المقاوم علي كركري
كما تم تكريم عوائل شهداء قادة المقاومة الذين قدموا أرواحهم في سبيل تحرير فلسطين.
تصريحات داعمة وصدى مؤثر
ألقى ممثل رئيس الوزراء ووزير الثقافة أحمد فكاك البدراني كلمة مؤثرة قال فيها: "شباب فلسطين يُذبحون كل دقيقة وكل ساعة منذ سنين، لكنهم أثبتوا للعالم أن الحق لا يموت.
البدراني وفي حديث لعدد من وسائل الإعلام بينها "سنترال" قال إن "المهرجان يتحدث عن فلسطين الجرح العربي النازف منذ عشرات السنين"، مبيناً أن "الكلمة تجسد معاناة فلسطين باختصار، ولرب كلمة أقوى من مدفع لأنها قادرة على إثارة وثورة الشعوب وتحفز اصحاب القيم والمبادئ والاخلاق".
وأضاف، :"رأينا الكثير من الادباء الكبار من الدول العربية والاسلامية متحمسين جدا لهذا الموضوع، وهؤلاء سينقلون التجارب الى دولهم لمناشدة الضمير الانساني والدولي للحد من الاعتداء على الفلسطينيين، ووقف نزيف الدم الفلسطيني الذي اوغل به الاحتلال كثيراً".
من جانبه، قال وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي: "فلسطين تستحق كل الجوائز، وشعبها البطل يستحق كل أشكال الدعم والتكريم.”
عوائل الشهداء كانت لهم كلمات مؤثرة وداعمة، حيث أكد محمد كركي نجل الشهيد علي كركي في حديث خاص لـ"سنترال"، أن فعاليات “مهرجان جائزة فلسطين العالمية للآداب”، لها أهمية كبرى بما تمثله من تصويب للبوصلة بالاتجاه الصحيح نحو فلسطين المحتلة، وقضية المقاومة وفلسطين، بما تجمعه من مختلف اطراف الجهاد وليس فقط الجهاد المسلح".
وأشاد كركي، بـ "اختيار عبارة "طوفان الكلمة" في المهرجان"، مبيناً أن "هناك من شارك بالقلم والريشة ومن يكتب رواية ووصف ما يقوم به العدو تجاه الشعب الفلسطيني".
وشدد كركي بالقول، :"نقول للصديق والعدو اننا ثابتون بهذا الخط، والفعاليات تتأقلم مثل ما تربينا عليه، وستكلل هذه الجهود بالنجاح".
إلى ذلك، أشارت زينب عقيل شاكر من لبنان، في حديث خاص لـ"سنترال"، إلى أن "المهرجان له أهمية قصوى بعد طوفان الأقصى، خاصة أننا نواجه معركة شرسة على محور المقاومة والشعوب التي رفعت شعار المقاومة وقاومت بالدم والكلمة".
وبينت، أن "ميدان المقاومة بالكلمة لا يقل اهمية عن المقاومة على الارض، لأن حفظ القضية الفلسطينية من خلال الشعر والادب، يؤدي الى ترسيخ القضية لدى الشعوب والاجيال القادمة".
واوضحت، :"كعوائل شهداء جئنا الى هنا لتكريم الادباء، ونقول لهم ان الميدان الذي ينخرطون به لا يقل أهمية عن ميدان الشهادة والدم، ونقول لهم نجن الآن في اعتى معركة بوجه الامبراطوية الاعلامية ووجه السردية الاسرائيلية"، مشددة على أن "الاعلام استطاع كسر السردية الاسرائيلية لدى الغرب".
إشادة كبيرة لدور العراق
مدير الامانة العامة لجائزة “مهرجان جائزة فلسطين العالمية للآداب”، مختار حداد قال لـ"سنترال"، إن "العراق لعب دوراً كبيراً في دعم الشعب الفلسطيني واسناد الشعب الفلسطيني".
وأضاف حداد، أن "المشاركات جيدة جداً، حيث هناك 360 كتاباً أدبياً حول فلسطين، والمشاركات من 26 دولة في العالم"، موضحاً انه "حتى بعد تحرير فلسطين سيبقى الكتاب موجوداً، وسيروي للجيل الحالي والقادم الملحمة التي يسطرها الشعب الفلسطيني".
عبير عطية من غزة، أعربت عبر "سنترال"، عن "شكرها وتقديرها لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني على رعايته للمهرجان ودعم القضية الفلسطينية"، مؤكدة أن "العراق كان له مواقف كبيرة مع الشهداء والاسرى ونفتخر بها".
بغداد.. عاصمة الثقافة والمقاومة
باحتضانها هذا الحدث العالمي، أكدت بغداد مجددًا أنها حاضنة للقضية الفلسطينية، ومركز ثقافي يعكس صوت المقاومة. المهرجان لم يكن مجرد فعالية أدبية، بل منصة دولية جمعت الكلمة الحرة لتكون سلاحًا يفضح الاحتلال ويدعم نضال الفلسطينيين من أجل الحرية والكرامة.