تراجع تربية النحل في العراق.. تحديات بيئية واقتصادية تهدد استمرارية المهنة
الاحتلال يُسرّع الفصل الجغرافي للضفة.. خطة جديدة لإنشاء آلاف الوحدات الاستيطانية
إيران ترفض التفاوض المباشر مع ترامب وتحدد شروطها: لن تخيفنا التهديدات
ملف الكهرباء في العراق.. واشنطن تستخدم سلاح الطاقة لابتزاز الحكومة والشعب
هلال العيّد يزيد خلافات "البيت السني".. اتهامات و "تخوين" يعكسان صورة "التشتت"!
مع انهيار النظام الدكتاتوري البائد في نيسان 2003، سقط معه واحد من أكثر الأجهزة القمعية وحشية وقسوة في تاريخ العراق، الذي مارَس ممارسات قمعية مروّعة ضد المعارضين شكلت صدمة عميقة في ذاكرة العراقيين وفي الضمير الإنساني.
لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن الإجرام الذي ارتكبه النظام السابق لم يُشبهه شيء في التاريخ البشري القديم والحديث. ومن باب المسؤولية الوطنية والإنسانية والمهنية، تأتي هذه الشهادات التوثيقية لأبرز القيادات الأمنية التي وقعت في قبضة جهاز الأمن الوطني، لتعكس ممارسات النظام البائد.
وفي شهادة لعبد الكريم فاضل، رئيس جهاز الأمن الوطني، تحدث عن أبرز الحوادث التي شهدتها فترة حكم الدكتاتورية، ومنها عملية إعدام قادة حزب الدعوة الإسلامية (قبضة الهدى) في كانون الأول 1974، وكذلك إعدام السيد الشهيد محمد باقر الصدر وأخته آمنة الصدر في عام 1980، حيث وصفها بأنها الشرارة التي أعطت صدام حسين فرصة لتفعيل أساليب الإعدام والتعذيب في الأقبية الأمنية.
إعدام البصري ورفاقه
في شهادة المجرم خير الله حمادي عبد جارو، اللواء السابق في مديرية الأمن العامة، تحدث عن قرار إعدام الشيخ عارف البصري ورفاقه الأربعة في كانون الأول 1974، قائلاً إن هذا القرار كان سياسياً بحتاً اتخذته القيادة العليا للنظام، بما في ذلك أحمد حسن البكر وصدام حسين، بسبب الوعي والثقافة الدينية للشيخ البصري وتأثيره على الشباب. كما أشار إلى تعذيب المعتقلين واتهامهم زوراً بالتحريض على إسقاط النظام، قبل أن يتم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم في سجن أبو غريب بعد محاكمة صورية.
وعن مصير جثامين الشهداء، أكد حمادي أنه بعد تنفيذ الإعدام، تم نقل الجثامين إلى معهد الطب العدلي وسط تعتيم إعلامي، ولم يسمح النظام بتشييعهم بشكل علني خوفاً من تظاهرات شعبية ضد النظام. وبعد تهديدات السلطات، دفنوا في مقابر النجف الأشرف ليلاً.
جرائم القتل الجماعي في بلد
في شهادة ثانية، تحدث حمادي عن جريمة قتل جماعي في عام 1981، حيث تم استخدام السم لاغتيال مجموعة من أبناء عشيرة الحمزاويين الذين كانوا مختبئين في بساتين بلد. وقد تم تسميمهم في وليمة عشاء، وأدى السم إلى موت عدد كبير منهم، في حين تم اعتقال البقية وإعدامهم رمياً بالرصاص.
إعدام بالعبوات الناسفة
وفي شهادته الثالثة، كشف حمادي عن تفاصيل عملية إعدام بالعبوات الناسفة في عام 1984، حيث تم إعدام ثلاثة من قادة حزب الدعوة الإسلامية باستخدام العبوات الناسفة بتوجيه من علي حسن المجيد. وصف حمادي العملية بأنها واحدة من أكثر أساليب الإعدام وحشية، حيث تم تفجير العبوات عن بعد، مما أدى إلى تمزق أجساد المعتقلين.
موقف رئيس جهاز الأمن الوطني
من جانبه، أكد عبد الكريم فاضل أن أساليب التعذيب والإعدام التي استخدمها النظام البائد بحق المعارضين كانت شديدة القسوة، بما في ذلك استخدام الاعترافات القسرية تحت التعذيب. وأشار إلى أن توثيق هذه الجرائم أمر بالغ الأهمية، ليس فقط من أجل التاريخ، ولكن أيضاً لتحقيق العدالة، في ظل احتمالية محاكمة المسؤولين عنها في المستقبل.