محسن المندلاوي.. نهج عقلاني وتجربة برلمانية متميزة رسخت الحضور الوطني في البرلمان

اليوم, 10:56
1 010

في مشهد سياسي مليء بالتحديات، برز اسم محسن المندلاوي كأحد الوجوه البرلمانية التي قدمت نموذجًا مختلفًا في الأداء والتفكير والعمل، إذ تميّزت فترته البرلمانية بدفع وتشريع حزمة من القوانين النوعية التي تمس حياة المواطنين وتوازن بين الأمن والسياسة والحقوق الاجتماعية، مع تركيز واضح على سد الثغرات القانونية في ملفات حساسة مثل الانتخابات، والأمن الداخلي، وحماية الفئات الهشّة.

 

هذا النهج المتوازن منح البرلمان خلال قيادته صورة أكثر نشاطًا وتأثيرًا، وأعاد له دوره في رسم السياسات التشريعية الرصينة القريبة من الناس واحتياجاتهم.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

من عالم الأعمال إلى ساحة السياسة

 

محسن المندلاوي، رجل أعمال وسياسي، بدأ مسيرته في سوق العمل والمشاريع التجارية في تسعينات القرن الماضي، وتمكن بعد عام 2003 من تأسيس مؤسسات تعليمية وطبية أسهمت في خدمة المجتمع المحلي، ليجمع بين الرؤية الاقتصادية والعمل الإنساني.

 

في عام 2019، كانت الأحداث المفصلية في العراق بداية لظهوره الفاعل في المشهد السياسي، مؤمنًا بأن الدولة تُبنى بالتفاهم والتشارك لا بالمناكفات والمهاترات، منطلقًا من قناعة راسخة بأن الحلول الحقيقية يجب أن تُصاغ من جميع أبناء العراق، لا من جهة تستقوي على أخرى.

 

رؤية وطنية ونهج واقعي

 

ينتمي المندلاوي إلى جيل سياسي جديد من أبناء الداخل الذين عاشوا تفاصيل المشهد العراقي بكل مراحله، ووعوا حجم التحديات والفرص الضائعة، لذا جاءت رؤيته الإصلاحية نابعة من تجربة ميدانية ومعايشة واقعية، هدفها إيجاد حلول جذرية تراكمية وليست آنية، تنطلق من الهوية العراقية الجامعة.

 

ويقول في هذا السياق إن “الشعب اليوم لا يريد شعارات، بل يريد قوانين وخدمات واقعية”، لذلك حرص على أن يكون قريبًا من المواطنين وهمومهم، حاضرًا في الميدان لا خلف المكاتب، مستمعًا إلى احتياجات الناس في بغداد وكربلاء والموصل والبصرة وأربيل وجميع المحافظات العراقية.

 

الإنسان قبل المنصب

 

من أبرز سماته الشخصية تواضعه وقربه من الناس؛ فـ"أبو علي" كما يعرفه المواطنون، ما زال يحمل الرقم ذاته الذي استخدمه قبل أن يصبح نائبًا، ويتواصل من خلاله مع المواطنين والمسؤولين والنواب، لا يستند إلى خلفية حزبية أو فئوية، ولا يسعى إلى سلطة فوق القانون، بل يؤمن بأن العمل السياسي يجب أن يكون لخدمة الناس لا لتقاسم النفوذ.

 

تحالف "الأساس".. مشروع وطني يتجاوز حدود الانتخابات

 

يرأس المندلاوي ائتلاف الأساس العراقي، وهو تحالف يرى فيه تجربة سياسية تتجاوز الإطار الانتخابي الضيق، إذ يهدف إلى تمثيل مصالح جمهور واسع من النخب والمجتمعات المحلية والطاقات الشبابية.

 

بالنسبة له، الانتخابات ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة للمشاركة في بناء الدولة وصياغة شرعيتها وفق أسس ديمقراطية حقيقية، تقوم على العدالة والتوازن والتمثيل المتكافئ.

 

شراكة عقلانية مع القوى السياسية

 

في علاقاته السياسية، اختار المندلاوي النهج العقلاني البعيد عن الخطابات المتشنجة والهجومية، مؤمنًا بأن مصداقية التمثيل الشعبي تُبنى على الحوار والاعتدال لا على التصعيد.

ومن هذا المنطلق، كانت مواقفه منفتحة على جميع القوى الوطنية، معتمدًا الخطاب الهادئ المستند إلى توصيات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، وإلى روح الوطنية العراقية الجامعة.

 

ومن خلال حضوره البرلماني والسياسي، قدم محسن المندلاوي نموذجًا لـ السياسي الوطني المتوازن الذي جمع بين الهدوء في الخطاب، والفاعلية في الإنجاز، والالتصاق بالمواطن في الميدان، تجربة تمثل تحولًا في أسلوب الممارسة السياسية العراقية، من صخب الشعارات إلى واقعية الأداء، ومن المماحكات إلى الشراكة، ومن الشعور باليأس إلى استعادة الثقة بأن العراق يمكن أن يُبنى بالتفاهم والإرادة المشتركة.