وصفت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، نزوح مئات الآلاف من الأشخاص في لبنان بأنه "كارثي"، منتقدة في ذات الوقت الدعم الدولي الذي قالت إنه "لا يتناسب مع الاحتياجات"، وسط قصف صهيوني يومي منذ أكثر من أسبوعين.
وكثّفت إسرائيل غاراتها العدوانية على لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر، مستهدفة ما تقول إنها بنى تحتية ومنشآت تابعة لحزب الله في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية.
ومذاك، أدى القصف المتواصل إلى استشهاد أكثر من 1200 شخص ونزوح قرابة مليون آخرين.
وقال البلبيسي خلال زيارة لبيروت، : "لبنان يحتاج إلى مزيد من الدعم. ما تم تقديمه حتى الآن ضئيل ولا يتناسب مع الاحتياجات".
بدأت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 مع فتح الحزب اللبناني "جبهة إسناد" لقطاع غزة.
وأوضح عثمان البلبيسي أن المنظمة الدولية للهجرة "تحققت وتتبعت" نحو 690 ألف نازح في لبنان، مشيرا إلى أن نحو 400 ألف آخرين غادروا البلاد، كثير منهم إلى سوريا المجاورة.
ووفق الحكومة والمنظمة الدولية للهجرة، يعيش نحو ربع النازحين (أكثر من 185 ألف شخص) في لبنان، في مراكز إيواء رسمية مثل المدارس.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن ربعا آخر من النازحين استأجروا مساكن، في حين يعيش نحو 47 بالمئة في "أماكن مُضيفة"، إذ يقيم كثير منهم لدى أقاربهم، فيما ينام البعض في الشوارع وليس لديهم مكان يذهبون إليه.
وقال البلبيسي "من المحزن حقا أن نرى هذا (النزوح) مرة أخرى في لبنان"، في بلد عانى من حرب أهلية بين عامي 1975 و1990، ونزاع دام نحو شهر بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.
وأضاف، بينما كان الدخان يتصاعد جراء الغارات الجوية الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن السكان فروا من منازلهم "بلا شيء، نتيجة للخوف، والآن عليهم إعادة بناء كل شيء مرة أخرى".
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 2100 شخص في لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، أكثر من نصفهم منذ اشتداد الضربات الإسرائيلية في 23 أيلول/سبتمبر، وفق أرقام الحكومة.
وأوضح البلبيسي أنّ الأمم المتحدة ناشدت المجتمع الدولي لتوفير 426 مليون دولار لمعالجة الأزمة الإنسانية في البلاد على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، من بينها 32 مليون دولار للمنظمة الدولية للهجرة لمساعدة نحو 400 ألف شخص.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الجمعة أنّ المناشدة جمعت 12 بالمئة فقط من هدفها، أي 51 مليون دولار.