من غزة إلى الخليج.. صواريخ الاحتلال تفضح وهم الحماية الأميركية وابتزاز ترامب للدول
الدوحة تحت نيران القصف الصهيوني.. رسائل عدوانية خطيرة تهدد دول المنطقة
العراق يخطو نحو صناعة السيارات الصديقة للبيئة.. شراكات عالمية وتحفيز محلي
أسطول الصمود.. ملحمة بحرية تتحدى الحصار وتعيد غزة إلى ضمير العالم
الحشد والجيش يكتبان نهاية "داعش" في وادي الموت
لم يكن استهداف العاصمة القطرية الدوحة مجرد غارة عابرة، بل جريمة سياسية وعسكرية تحمل أبعاداً تتجاوز حدود قطر نفسها، فالعدوان الصهيوني الذي ضرب مقراً لقيادات حركة حماس لم يكتفِ بمحاولة اغتيال رئيس الحركة خليل الحية، بل أراد أن يوجّه رسائل تهديد واضحة إلى المنطقة بأكملها بأنه لا توجد حصانة لأي عاصمة، ولا احترام لسيادة، ولا خطوط حمراء توقف مشروع الاحتلال التوسعي.
ترامب والخليج.. الحماية مقابل المال
الحدث أعاد إلى الأذهان تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حين قال صراحة إن على دول الخليج دفع الأموال مقابل الحماية، ورغم مليارات الدولارات التي جرى ضخها في صفقات سلاح وقواعد عسكرية، فإنّ العدوان على الدوحة كشف هشاشة هذه "الحماية"، ليظهر أنّ الأموال لم تمنع سقوط الصواريخ على عاصمة خليجية.
الرسالة الأهم من هذا العدوان أنّ الكيان الصهيوني لا يعترف بالحدود ولا يحترم سيادة أي دولة، حتى لو لم تكن في حالة حرب مباشرة معه، فبعد أن كان الاستهداف يتركز على الأراضي الفلسطينية ودول الطوق، انتقلت دائرة النار إلى الخليج، بما يعني أنّ كل العواصم باتت في مرمى التهديد في حال استمر السكوت على الرعونة الصهيونية.
رسائل إلى مصر والمنطقة
الهجوم على قطر لم يكن معزولاً، بل حمل أيضاً رسالة تهديد مباشرة إلى مصر في ضوء موقفها من قضية استقبال الفلسطينيين، ورفضها مخططات التهجير القسري. فالاحتلال يلوّح بأنّ أي موقف عربي يعارض سياساته سيكون عرضة للابتزاز أو الاستهداف.
الاعتداء على الدوحة يفرض على الرأي العام العربي والإسلامي إدراك حقيقة جوهرية: لا أحد في مأمن من نار الاحتلال إذا استمر الصمت. وما جرى في الدوحة قد يتكرر في أي عاصمة عربية أو إسلامية أخرى، ما لم تتحرك الدول مجتمعة لتشكيل موقف موحد يضع حداً لهذه السياسة العدوانية المنفلتة.
الدوحة لم تُستهدف كمدينة فحسب، بل كرمز لدور الوساطة والهدوء في المنطقة، فالاحتلال أراد من ضربها أن يبعث برسالة تهديد تتجاوز حدود قطر، لتشمل كل من يقف بوجه مشاريعه، وبين تواطؤ أمريكي وصمت دولي، يبقى السؤال المصيري: هل سيبقى العرب أسرى ردود الفعل، أم أنّ الدوحة ستكون نقطة تحوّل في بناء جبهة رادعة توقف العربدة الصهيونية؟