يعيش العراقيون ظروف عمل تجعلهم يشقون طوال النهار في خطوة ينسى فيها الكثير منهم الاهتمام بصحته واكله وعدم مراعاتهم، لكن عند الجلوس مع الاصدقاء والاهل وبمجرد فتح الحديث عن مواضيع العمل فتقول "مفاصلي توجعني" فأول حل يتبادر الى ذهن الموجودين هو تحليل فيتامين الـ D3، الامر الذي جعل الكثير من العراقيين بمجرد التعب والخمول يذهب الى التحليل.
هل نقص الـ D3 اصبح ترندًا؟
أصبح إجراء تحليل فيتامينD "ترنداً" في الآونة الأخيرة بالعراق نتيجة القلق الذي يساور الكثيرين من احتمالية نقصه في أجسامهم ما يدفعهم إلى المختبرات الصحية للكشف عنه، في اهتمام مبالغ به، كما يصف ذلك المختصون.
ويعد فيتامينD من الفيتامينات الهامة والرئيسية وله دور ببناء العظام وتركيبة الجسم، ونقصه عند الأطفال يؤدي إلى مرض الكساح، وعند كبار السن والمرضى يؤدي إلى لين العظام.
ويوجد فيتامينD - بحسب أبو طحين - في الكثير من الأطعمة وخاصة اللحوم وبعض أنواع البيض والأسماك والفواكه والخضروات، وأن ضوء الشمس يمكن أن يغني عن فيتامينD الغذائي بشكل جيد.
ويضيف طبيب مختص "ورغم أن فيتامينD هام وله فاعلية، لكن هناك تضخيم للموضوع وأخذ اهتماماً أكبر من حجمه وصار ترنداً بين الناس، لكن لا يوجد داعي لهذا القلق الكبير".
ويعزو الطبيب، الاهتمام الحالي بفحص فيتامينD، إلى أن "تحليل فيتامينD هو تحليل جديد فلم يكن متوفراً في السابق، وكان نقص هذا الفيتامين يُشخّص عند طريق الأعراض من نحول وتعب وبعض الإشكالات الصحية الأخرى، لكن مؤخراً بدأ ينتشر فحص فيتامينD، وأخذ صدى أكبر من حجمه عند المواطنين، كما دخل على الخط الزنك وفيتامينB12 وغيرها".
ويبيّن، أن "هذه التحاليل جديدة والناس مشغولين بها ومتفاعلة مع الموضوع وتجري فحوصات كثيرة خشية وجود نقص لديها في حالة مبالغة بها وكأنها أهم التحاليل، رغم أنها تعد من التحاليل الثانوية، لكن هناك جهات ومختبرات مستفادة من هذا الموضوع، وأحياناً بعض أصحاب المختبرات يبالغون بفحص فيتامينD ويغضون النظر عن مشاكل وأعراض أخرى".
وينوّه إلى أن "ما يزيد قلق المواطنين هو ظهور نقص فيتامينD عند الكثير ممن يجري الفحص، لكن ما ينبغي معرفته هو أن المستوى الطبيعي عند الشعب العراقي يختلف عن القيم العالمية التي يعتمدها هذا التحليل، لذلك يظهر نقص هذا الفيتامين عند أغلب من يقوم بهذا الفحص وخاصة عند النساء اللواتي لا تتعرض أجسامهن لأشعة الشمس".
"لكن هذا لا يعني التعرض لأشعة للشمس في أوقات الظهر، بل 10 دقائق في اليوم عصراً تكفي، كما يمكن أخذ فيتامينD بين فترة وأخرى بكميات معقولة عند نقصه في الجسم، لكن كثرة تناول هذه الفيتامينات قد تسبب مشاكل صحية".
ويشير الطبيب في ختام حديثه، إلى أن "أخذ الفيتامينات بصورة عامة ازداد خاصة بعد ظهور جائحة كورونا، ما جعل الناس تتناول الفيتامينات أكثر من اللازم، رغم أنها قد تؤثر على تركيبة الجسم وامتصاص الفيتامينات الأخرى، وقد تؤدي أيضاً إلى مشاكل صحية، لذلك يطلق المختصون على مستوى العالم وليس في العراق فقط، نداءات بأن هذا الموضوع أخذ أكثر من حجمه، وأن تناول الفيتامينات بكميات كبيرة قد تؤدي إلى مشاكل صحية".