اثارت سلسلة الحرائق المتفاقمة في إقليم كردستان والتي طالت آلاف الدونمات الزراعية والغابات والاشجار التي يبلغ عمرها آلاف السنين الجدل بين الاوساط الشعبية.
خسائر كبيرة جدا
ويقول مصطفى الزركوشي المتحدث باسم مديرية بيئة السليمانية ان "الحريق الاخير في جبل كويزه بمحافظة السليمانية التهم نحو 400 دونم من الغابات الطبيعية كما ان حجم الخسائر كبيرة جدا في مناطق بنجوين وشاربازير بسبب القصف التركي الذي يسعى الى تدمير بيئة الإقليم بشكل كبير جدا".
ويصف الزركوشي، الحرائق بـ"الخسارة الكبيرة وخاصة للتربة والمياه الجوفية وخسارة لكيفية تلوث الهواء وتنقيته وحتى الخسارة للأهالي والمدن والاقضية والنواحي التي تحيط بالمدينة".
وبين أن "الحرائق ستؤثر على التنوع البيولوجي والمياه الجوفية والنباتات التي سوف تنقرض بسبب هذه الحرائق وهجرة الحيوانات والبعض من الحيوانات تحترق مع الأشجار وأيضا تؤثر على خصوبة التربة ونوعية المياه التي تهطل من الامطار وحتى على نوعية الهواء والصحة العامة"
ويتابع الزركوشي انه "يوم بعد يوم، بدأ الغطاء النباتي يقل بصورة ملحوظة بسبب الحرائق سواء كانت مفتعلة او غير مفتعلة وبعض الحرائق تخرج عن السيطرة وتأثيرها كبير على تنقية الملوثات وعدم امتصاص ثاني أوكسيد الكاربون والتي هي من الغازات الملوثة للبيئة وغيرها من الغازات السامة مثل النيتروجين واكاسيد الكبريت وهذا مضر جدا على السكان".
حجم التلوث
وحول حجم التلوث البيئي، يبين المتحدث باسم مديرية بيئة السليمانية، ان "هذا لا يمكن احصاؤه بعدد او كمية معينة من الاضرار وبسبب الحرائق أصبحت فيه مسافات كبيرة و ارض قاحلة وغير صالحة للعيش نهائيا وبعض القرى التي تعرضت للقصف التركي كانت عبارة عن غطاء نباتي ومساحات خضراء وأيضا تؤثر على الثروة الزراعية والحيوانية والمائية".
ويختم حديثه بالقول: "بالنسبة للمؤسسات الحكومية لدينا مديرية الغابات في السليمانية وهي مسؤولة عن إدارة الغابات والمحميات الطبيعية"، مستدركا "نحن جهة رقابية مختصة بمتابعة الحرائق ولدينا مديرية غابات ونقاط مراقبة وكاميرات على اغلب المناطق التي تتواجد فيها الغابات والتي يقطنها السياح بصورة مستمرة، لمراقبة السكان الأصليين وأيضا لديهم حواجز وفرق للاستجابة السريعة لمنع انتشار الحرائق".
من جهته، يطالب طارق حمه غريب مدير مديرية الغابات والمراعي في محافظة السليمانية، المواطنين والوافدين الى المحافظة بـ"حماية الغابات والمراعي التي تعتبر ثروة وطنية مهمة وحمايتها واجب وطني واخلاقي وعدم اشعال النار بالقرب من الأشجار في الجبال والغابات وهذا الامر محظور وخاصة بموسم الصيف"، مبينا أن "هناك بعض الأسباب الأخرى لاشتعال الحرائق غير المفتعلة ومنها (اشعال الاركيلة واعقاب السجائر وفحم الشوي) فهذه تؤدي الى حوادث كثيرة".
وشدد حمه غريب على ان "فريق المديرية وبمساعدة بعض الجهات الأمنية نتجول ليلا ونتفقد المواطنين والسائحين الموجودين في جبلي ازمر وكويزه لحماية الأشجار من الحرائق غير المفتعلة".
الى ذلك، تؤكد الباحثة والكاتبة تانيا كمال انه "منذ ثلاثة سنوات نشهد في كردستان ظاهرة تفاقم الحرائق بداخل المدن وخارجها واحيانا في جبال الإقليم وقسم كبير منها بشكل متعمد وخلفها ستائر سياسية مثل الحرائق في المناطق الحدودية وخاصة في زاخو ومناطق دهوك التي تشهد عمليات عسكرية وهذه الحرائق تؤدي الى تهجير ونزوح العوائل والسكان المدنيين من قراهم".
وترى كمال ان "الحرائق بداخل المدن سواء كان سببها الإهمال او الايادي السياسية وبعض الحرائق في السليمانية نعاني من تفاقم هذه الازمة ونواجهها، ونتيجة اهمال المواطنين حدثت الكثير من الحرائق في جبال السليمانية وهذا يتسبب بتجريف المنطقة وعدم تواجد السائحين في المناطق التي تشهد الحرائق".
من جانبه، يقول القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني برهان الشيخ رؤوف انه "يجب الحفاظ على البيئة لاستمرارية الحياة للإنسان والحيوان".
وتابع رؤوف اننا "نحتاج الى إدامة الاشجار والغابات والأراضي الزراعية بصورة مستمرة في اقليم كردستان وخاصة في السليمانية كما ان تخريب البيئة وحرق الأراضي الزراعية والغابات والأشجار، هذا خلاف القانون الطبيعي للبيئة".
من جانبه، يرى المعارض الكردي لقمان حسن ان "حرق الغابات والأشجار والأراضي الزراعية تؤدي الى جفاف اقليم كردستان والنتيجة حرمان الشعب الكردي من مصادر المعيشة واذا استمرت هذه الحرائق وغياب الدعم الحكومي للحفاظ على البيئة، فإقليم كردستان في طريقه للهلاك".