العراق والولايات المتحدة.. علاقة استراتيجية مباشرة لا تحتاج إلى "وسطاء"

أمس, 21:00
827

تسير العلاقات العراقية-الأمريكية في مسار مباشر ومتطور دون الحاجة إلى أي وساطات خارجية، رغم التحديات التي تواجه هذه العلاقة.

وقال بيّاور كريم، العضو السابق في لجنة العلاقات الخارجية النيابية، إن "العقوبات الاقتصادية المفروضة على بعض الجهات في العراق ليست في أشدها، ويقابلها تعاون متزايد بين بغداد وواشنطن في ملفات متعددة، أبرزها الأمن، الاقتصاد، والطاقة".


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

قنوات اتصال دائمة

وشدد كريم على أن "الوجود الأمريكي في العراق واضح، وهناك قنوات اتصال دائمة بين الطرفين، ما يجعل الحاجة إلى وسيط خارجي غير ضرورية في هذه المرحلة".

وكشف عن "نية أمريكية-عراقية لنقل العلاقات إلى مستويات أكثر تطوراً في المستقبل القريب"، مشيراً إلى أن ذلك سيتم "خاصة من خلال تنفيذ مضامين اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تم توقيعها بين البلدين عام 2008".

وأوضح أن "هذا الاتفاق يوفر إطاراً شاملاً للتعاون في مجالات السياسة، الأمن، الاقتصاد، والثقافة، ما يعكس التزام الطرفين بتعزيز الشراكة الثنائية".

 

لا حاجة للوسطاء

وفيما يتعلق بالدور الإقليمي للعراق، أشار كريم إلى أن "العراق بدأ يستعيد دوره الطبيعي في المنطقة، وأصبح لاعباً رئيسياً في الجهود الدبلوماسية لحل الأزمات الإقليمية، خاصة المتعلقة بالأمن والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط".

وأضاف أن "هذا الدور يمنح العراق قدرة على إدارة علاقاته الخارجية بشكل مستقل، دون الحاجة إلى وسطاء في قضاياه مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة".

وتوقع كريم أن تشهد المرحلة المقبلة "مسار تعاون أكثر تطوراً بين العراق وواشنطن"، مشدداً على أن "حل الخلافات مسألة وقت، خاصة في ظل الإدراك المتبادل لأهمية استمرار التنسيق الثنائي".

تعزيز العلاقات

ومنذ إعلان الولايات المتحدة إنهاء مهامها القتالية في العراق عام 2021، تركزت العلاقات بين البلدين على التعاون في مجالات التدريب العسكري، ودعم الاقتصاد العراقي، وتعزيز الشراكة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا.

ومع ذلك، لا تزال بعض الملفات عالقة، مثل مستقبل الوجود الأمريكي في العراق، والسياسات المتعلقة بالعقوبات الاقتصادية، وتأثير العلاقات الإقليمية على التنسيق بين الطرفين.

ويرى مراقبون أن طبيعة العلاقة بين بغداد وواشنطن ستعتمد في المستقبل القريب على مدى قدرة العراق على تحقيق التوازن في سياسته الخارجية، واستثمار موقعه الاستراتيجي كحلقة وصل بين القوى الإقليمية والدولية.