توابيت من زمن الإغريق تطفو على ضفاف العطش في العراق.. كنوز أثرية تكشفها مياه سد الموصل المنحسرة

أمس, 20:32
477

عثر علماء آثار في العراق على توابيت فخارية يرجح أن يتجاوز عمرها 2300 سنة، جراء انخفاض منسوب المياه في أكبر سد في البلد الذي يعاني من الجفاف، وفق ما أفاد مسؤول السبت. 

وحذرت السلطات من أن العراق شهد هذا العام إحدى أكثر سنوات تاريخه جفافا منذ العام 1933 ومن أن الاحتياطي المائي في السدود والخزانات تراجع إلى 8% من الطاقة الخزنية.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


اكتشف علماء آثار في العراق توابيت فخارية قد يعود عمرها إلى أكثر من 2300 سنة. وصرح مدير الآثار والتراث في محافظة دهوك بشمال العراق بيكس بريفكاني قائلا: "حتى الآن اكتشفنا حوالي 40 تابوتا فخاريا مدفونة كلها باتجاه واحد" على أطراف سد الموصل في بلدة خانكه في محافظة دهوك بشمال العراق.

 

آثار عمرها آلاف السنين

وأشار بريفكاني الذي يقود البحوث الأثرية في الموقع، إلى أن فريقه قام في 2023 بمسح الموقع حيث عثر على "ملتقطات أثرية وفخارية وتماثيل لكن أجزاء قليلة منها كانت ظاهرة للعيان إذ كان مستوى المياه مرتفعا" وقتها.

ولم يتمكن فريقه من بدء العمل في هذا الموقع إلا "هذه السنة بعدما انخفض مستوى المياه إلى أدناه".

إلى ذلك، وفي السنوات الأخيرة، اكتشف علماء آثارا عمرها آلاف السنين في المنطقة نفسها، وذلك بعد الجفاف الذي ضرب العراق على مدى خمس سنوات متتالية.

 

"مصائب قوم عند قوم فوائد"

وأكد بريفكاني أن الجفاف "كان له تأثير كبير على الزراعة مثلا، لكن بالنسبة لنا كأثريين كان مهمّا لنتمكن من التنقيب في هذا الموقع". كما أوضح أن الآثار المكتشفة والتي يعتقد أنها تعود إلى العصر الهلنستي السلوقي قبل نحو 2300 عام، "ستُنقل إلى متحف دهوك الوطني لصيانتها ودرسها" قبل أن تغمر مياه السد المنطقة مرة أخرى.

ومن جهتها، قالت السلطات إن العراق شهد هذا العام إحدى أكثر سنوات تاريخه جفافا منذ العام 1933 وإن الاحتياطي المائي في السدود والخزانات تراجع إلى 8% من الطاقة الخزنية.

ويشار إلى أن الحرارة تتجاوز 50 درجة خلال الصيف في بلد تعتبره الأمم المتحدة من أكثر الدول تأثرا ببعض أوجه التغير المناخي الذي ينعكس تراجعا في نسبة الهطولات وارتفاعا في درجات الحرارة ويساهم في تفاقم تبخّر المياه.

ومن جانبها، تندد حكومة بغداد بانتظام بإقامة الجارتَين تركيا وإيران سدودا على المسطحات المائية التي تتشاركها مع كل منهما، متهمة إياهما بأنهما تقللان بشكل كبير من تدفق نهري دجلة والفرات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية.