القضاء يعلن الحرب على المحتوى الهابط.. معركة لإنقاذ المجتمع من "التفكك والإنحراف"
قرار عراقي خالص.. مستشارية الأمن القومي تنهي الجدل: لن يُفرض علينا أحد حل الحشد
أنقرة تسرق المياه وبغداد تتفرج.. الحكومة غائبة وعاجزة
الانسحاب الصامت.. كيف تعيد واشنطن ترتيب أوضاعها في العراق؟
أنقرة تسرق المياه وبغداد تتفرج.. الحكومة غائبة وعاجزة
منذ فتوى المرجعية الدينية العليا عام 2014، تشكّل الحشد الشعبي ليكون الاستجابة الشعبية والعسكرية الكبرى لمواجهة خطر تنظيم "داعش" الذي اجتاح مدناً عراقية وهدد العاصمة بغداد.
وقدّم الحشد آلاف الشهداء والجرحى في سبيل الدفاع عن وحدة العراق وأمنه، حتى تحقق النصر وتحررت المدن. واليوم، وبعد أن صار مؤسسة رسمية ضمن المنظومة الأمنية، تتجدد الأصوات العراقية الرافضة لأي محاولة للمساس بوجوده أو التفكير بحلّه، باعتباره صمام أمان ودرعاً للوطن.
وفي خضم التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه العراق، تتجدد المواقف الرسمية والشعبية الرافضة لأي مساعٍ لحل «هيئة الحشد الشعبي»، باعتبارها مؤسسة رسمية عراقية أثبتت دورها في حماية البلاد من أخطر التنظيمات الإرهابية.
التصريحات الصادرة عن القيادات العراقية، السياسية والدينية، تؤكد أن الحشد الشعبي يمثل اليوم صمام أمان للوطن، وقوة ردع في وجه التهديدات الخارجية والداخلية.
الأعرجي: لن نقبل التدخل أو الإملاءات
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إن «الحشد مؤسسة رسمية وطنية قدّمت التضحيات، ولن نقبل أن يتحدث أحد معنا بموضوع حل الحشد، سواء كان صديقاً أو غير صديق».
وأضاف الأعرجي أن «القرار عراقي، نعم هناك ملاحظات ولكن لا أحد يستطيع أن يملي علينا ما نفعل»، مؤكداً أن أي قانون محل خلاف «لا بد أن يُسوَّق عراقياً» بعيداً عن أي تدخلات خارجية.
السوداني: القرار عراقي والحشد مؤسسة راسخة
رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، شدّد في حديثه للتلفزيون الرسمي على أن العراق لن يقبل أي إملاءات أو شروط من الخارج، موضحاً أن «الحشد الشعبي مؤسسة رسمية تأسست بقانون عام 2014 وصادق عليه البرلمان».
وأكد السوداني أن «من غير المقبول أن يُملى على العراق قرارات تتعلق بسيادته وأمنه، ولا يوجد أي نقاش حول حل الحشد الشعبي»، في إشارة واضحة إلى أن مستقبل هذه المؤسسة الأمنية «قرار عراقي صرف».
الحشد عقيدة وفكر
وفي السياق ذاته، أكد رئيس جماعة علماء العراق، الشيخ خالد الملا، أن «الحشد الشعبي لن يُحل لأنه عقيدة وفكر ودين وأخلاق وشرف».
وأضاف: «إن تنازلنا عن الحشد يعني تنازلنا عن شرفنا وكرامتنا، ولن نقبل بمحاولات التشويه التي يمارسها الإعلام المعادي».
أما الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، فقد أوضح بعد تحرير الأراضي العراقية من براثن "داعش" أن «الحشد جزء من المنظومة الأمنية للدولة، ويعمل بتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة»، مشدداً على أن «الحشد لن يُحل وقطعا لن يُحل».
بهذا الإجماع الرسمي والديني والشعبي، يترسخ موقع الحشد الشعبي كقوة وطنية باقية، شكّلت وما تزال حصناً للعراق في مواجهة التحديات، وسط رفض قاطع لأي محاولات للتدخل في شؤون البلاد الداخلية.