استخبارات مضللة وحروب عبثية.. دروس قاسية للسياسة الأمريكية

اليوم, 13:13
440

حذّر موقع أوراسيا ريفيو الأمريكي من أن إحدى أبرز مشكلات السياسة الخارجية للولايات المتحدة تكمن في اعتمادها المفرط على معلومات استخباراتية غير مكتملة أو موجّهة بأهداف سياسية، الأمر الذي دفعها طوال عقود إلى خوض تدخلات عسكرية باهظة التكاليف في الشرق الأوسط، من العراق إلى أفغانستان، لتخسر بذلك موارد هائلة وتزهق أرواح آلاف الجنود، بينما أشعلت هذه التدخلات دوامة من الاضطرابات في الخارج.


خطر قاعدة "عدو عدوي صديقي"

أشار التقرير إلى أن جماعات المعارضة الإيرانية على سبيل المثال، قدّمت مزاعم مثيرة حول برنامج طهران النووي، ورغم الشكوك في مصداقيتها، إلا أنها لاقت صدىً قوياً في واشنطن. وهنا تبرز خطورة منطق "عدو عدوي هو صديقي"، الذي كثيراً ما أضرّ بالمصالح الأمريكية بعيدة المدى، وفتح الباب أمام أطراف خارجية لفرض أجنداتها الخاصة، بينما تحمّل صناع القرار في الولايات المتحدة نتائجها الثقيلة.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

دعوة لنهج أكثر حذراً ودبلوماسية

وشدد التقرير على أن الاستخبارات غير الموثوقة لا تؤدي فقط إلى زعزعة استقرار المناطق المستهدفة، بل تضعف أيضاً مصداقية واشنطن، وتستنزف موارد دافعي الضرائب على حساب الاحتياجات الداخلية. ومن هنا تأتي الحاجة لاتباع نهج قائم على التحقق المستقل من المعلومات وإبعادها عن الصراعات الحزبية، ضمن رؤية إستراتيجية تضع الأولوية للدبلوماسية، التعاون متعدد الأطراف، والاستقرار الطويل الأمد، بدلاً من الانجرار نحو حروب جديدة.


الدرس المستفاد

خلص التقرير إلى أن التجارب السابقة أظهرت بوضوح أن الاستخبارات المضللة والتلاعب الخارجي قادران على توريط الولايات المتحدة في صراعات مكلفة ولا ضرورة لها، كان من الممكن تجنبها لو أُعطيت الأولوية للعقلانية والواقعية السياسية.