في خطوة وُصفت بأنها «قلب للمعادلة» في حرب غزة، فاجأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجميع بإعلان موافقتها على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء العدوان الإسرائيلي، واضعةً الاحتلال وحلفاءه أمام اختبار حقيقي لوقف الحرب وتنفيذ تبادل شامل للأسرى. هذه الخطوة التي بدت كضربة سياسية مدروسة جعلت ترامب نفسه يعلن أن «هذا يوم عظيم» بينما أمرت القيادة الإسرائيلية جيشها بالاستعداد الفوري لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة.
بيان حماس.. موقف مسؤول وتنازلات مدروسة
حماس قالت في بيانها إنها، حرصاً على وقف العدوان، أجرت مشاورات واسعة للتوصل إلى موقف مسؤول في التعامل مع خطة ترامب، مؤكدةً موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى – أحياءً وجثامين – وفق صيغة التبادل المقترحة، وبما يحقق الانسحاب الكامل ووقف الحرب. كما أكدت الحركة استعدادها للدخول فوراً في مفاوضات عبر الوسطاء لمناقشة التفاصيل، وجدّدت قبولها بتسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية مستقلة بتوافق وطني ودعم عربي وإسلامي، مع التشديد على أن مستقبل غزة سيُبحث في إطار وطني فلسطيني جامع تشارك فيه حماس بمسؤولية كاملة.
ترامب يرحب: «هذا يوم عظيم»
الرئيس الأميركي دونالد ترامب سارع إلى الترحيب بالموقف الفلسطيني قائلاً: «هذا يوم عظيم وسنرى كيف ستصير الأمور، وأتطلع بشدة إلى عودة الرهائن إلى ذويهم»، موجهاً شكره للدول التي ساعدت في هذا الملف مثل قطر وتركيا والسعودية ومصر والأردن، ومؤكداً أن الجميع كان موحداً في الرغبة بإنهاء الحرب وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
الكيان يتحرك.. استعداد فوري للمرحلة الأولى
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن إسرائيل تستعد للتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من خطة ترامب لإطلاق سراح المختطفين في ضوء رد حماس، مؤكداً استمرار التعاون مع الإدارة الأميركية لإنهاء الحرب في غزة وفق المبادئ التي وضعتها إسرائيل.
بيان لجيش الاحتلال الصهيوني قال إن رئيس الأركان إيال زامير عقد اجتماعاً خاصاً لتقييم الوضع، وأوعز برفع الجهوزية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب بتوجيه من القيادة السياسية، مشدداً على أن أمن قوات الجيش أولوية قصوى وأن جميع القدرات ستُخصص للقيادة الجنوبية لحماية القوات الإسرائيلية.
من جانبها، رحبت الخارجية القطرية بإعلان حماس، حيث أكد المتحدث باسمها ماجد الأنصاري دعم بلاده تصريحات ترامب الداعية لوقف فوري لإطلاق النار لتسهيل إطلاق الرهائن، مشيراً إلى أن قطر بدأت العمل مع شركائها في الوساطة بمصر وبالتنسيق مع الولايات المتحدة لاستكمال نقاش الخطة.
بهذا الإعلان، تكون حركة حماس قد مارست ضغطاً مباشراً على الكيان الصهيوني وأحرجت حكومة نتنياهو، بينما دفعت الإدارة الأميركية إلى تسريع خطواتها وإصدار تعليمات بوقف الحرب تمهيداً لتبادل الأسرى، ما يضع الاحتلال أمام اختبار حقيقي لمدى التزامه بالمبادرة الأميركية.
