التقاعد: إكمال إجراءات صرف مكافأة نهاية الخدمة للعسكريين والمدنيين للشهر الحالي
النفط تعلن إطلاق حصة النفط الأبيض للمواطنين في 11 محافظة
صديقة لامين جمال تخرج عن صمتها وتكشف كواليس انفصالهما
شتائم وكلمات نابية واتهامات في العلن.. صراع الزعامة يزلزل البيت السني قبل الانتخابات البرلمانية
الحكم 10 سنوات بحق متهم بالترويج لأفكار حزب البعث المحظور
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقبلة، تتصاعد حدّة التنافس داخل الساحة السياسية السُّنية لتبلغ مستويات غير مسبوقة من التراشق اللفظي والاتهامات المتبادلة، في مشهد يعكس عمق الانقسام داخل المكوّن وغياب البرامج الواقعية لصالح خطاب الشخصنة والتسقيط.
صراع الزعامة
شهد أحد التجمعات العشائرية الكبرى في شمال العراق مشهدًا لافتًا، حين وصف أحمد الجبوري (أبو مازن)، المستبعد من خوض الانتخابات النيابية، رئيس تحالف العزم مثنى السامرائي بـ"الثور"، في تصريحٍ أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وردّ السامرائي على الإهانة قائلًا إن "الجبوري رجل مسكين، ولا حول له بعد استبعاده من السباق الانتخابي"؛ لتتخذ المواجهة طابعًا شخصيًا مفتوحًا تجاوز حدود المنافسة السياسية.
ولم يقف المشهد عند هذا الحد، إذ دخل النائب السابق مشعان الجبوري على خط الأزمة، مغرّدًا عبر منصة "إكس" ان "أبو مازن يبدو أنه يعاني من متلازمة الأبقار، منذ سرق بقرة الأسرة التي آوته ضيفًا، وحين صار محافظًا سرق عجول الأبقار التي استوردت لمساعدة الفقراء، واليوم لا يجد وصفًا لخصومه إلا كلمة ثور".
الردّ العنيف من مشعان الجبوري فتح الباب أمام سيلٍ من التعليقات بين الرافضة والمُرحبة، فيما يرى مراقبون أن هذا المستوى من الخطاب يُظهر تدهور لغة الخطاب الانتخابي لدى المكوّن السني، ويؤشر إلى تحوّل الصراع من التنافس البرامجي إلى التهشيم الشخصي.
"تقدّم" و"العزم" .. صراع في بغداد
في العاصمة بغداد، لم يكن المشهد أكثر هدوءًا، فقد أكد القيادي في حزب تقدّم خالد الحياني، أن حزبه "أصبح واجهة المكوّن السني في العراق"، مشيرًا إلى أن "مسيرة التحالف حافلة بالإنجازات في الأنبار وعدد من الوزارات".
ووصف مؤتمرات تحالف العزم بأنها “مجرّد فوتوشوب سياسي".
من جهته، قال القيادي في تحالف العزم محمد الكربولي، إن التنافس بين المكوّن السني سينحصر بين تقدّم وعزم، لكنه توقع أن يحرز مرشح العزم في بغداد محمود القيسي المرتبة الأولى في العاصمة.
وأوضح أن "عدد المقاعد لن يختلف كثيرًا بين الطرفين، لكن الصراع سيبقى على الزعامة لا على المقاعد".
السامرائي يهاجم الحلبوسي في عقر داره
في موقف تصعيدي جديد، وجّه رئيس تحالف العزم مثنى السامرائي انتقادات حادة لرئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي خلال مؤتمر جماهيري حاشد في الأنبار.
وقال السامرائي في كلمته "كنت أتمنى أن يكون التنافس على خدمة أبناء المحافظات، لا على إسقاط الخصوم. أنتم لم تتركوا وزارة التربية إلا لأنها فقيرة، تبحثون عن الوزارات التي فيها المليارات والعقود".
وأضاف ان "وزاراتكم فاسدة، وبيتكم مفلّش، واللي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجار".
الحلبوسي يردّ بملف الفساد
لم يتأخر ردّ محمد الحلبوسي، إذ كشف خلال تجمع جماهيري في بغداد عن “وجود خروقات جسيمة داخل وزارة التربية”، مؤكداً أن “الوزير الحالي وقّع أوراقًا بيضاء وختمها قبل تعبئتها"، وأن "لجنة تحقيقية برئاسة رئيس الوزراء وثّقت هدرًا يتجاوز 21 مليار دينار".
وقال الحلبوسي في كلمته انه "لن تتكرر وزارة التربية لهذه الجهة مهما كانت الظروف، لأنها غرقت في الفساد، الوزير وقع أوراقًا بيضاء، والوثائق ستُعرض أمام الجهات الرقابية".
"الخطاب الطائفي معيب"
وفي موقف لافت، قال القيادي في تحالف الحسم سنان صادق العزاوي، إن “تصاعد الخطاب الطائفي في الانتخابات معيب جدًا”، مشيرًا إلى أن "تحالف الحسم يمتلك مرشحين من مختلف المكونات".
وأضاف أن "الصراع السني اليوم لم يعد حول البرامج، بل حول الزعامة والمنافع الشخصية"، معتبراً أن "خيام الاعتصام كانت الشرارة الأولى لدخول داعش".
تصريح العزاوي مثّل نقدًا مباشرًا للخطاب التعبوي الذي تتبناه بعض القوى السنية التي تسعى لاستعادة نفوذها في المحافظات الغربية.
الانتخابات.. ساحة تصفية حسابات
ويرى محللون سياسيون أن المشهد الانتخابي السني يمرّ بأخطر مراحله منذ 2014، إذ انتقلت المنافسة من “الزعامة الرمزية” إلى “الصراع الشخصي المفتوح”.
ويشير الخبير في الشأن الانتخابي نجم الجميلي إلى أن "ما يجري اليوم هو انعكاس لتآكل الثقة داخل الطبقة السنية الحاكمة، وفشلها في إنتاج مشروع سياسي موحد".
ويضيف الجميلي أن "الشارع السني بات يرى في تلك السجالات دليلًا على غياب البديل الحقيقي، ما قد يؤدي إلى تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة".
في المقابل، يعتقد الباحث صهيب الراوي أن "الانقسامات الحالية قد تفتح الباب أمام قوى جديدة من الشباب أو المستقلين في نينوى والأنبار، خصوصًا إذا فشل الزعماء التقليديون في ضبط خطابهم".