وسط إشادة أممية ودولية.. ائتلاف السوداني يتصدر الانتخابات العراقية والمدنيون أبرز الخاسرين

اليوم, 13:16
646

أعلنت مفوضية الانتخابات في العراق، يوم أمس الأربعاء، النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية لعام 2025، التي شهدت مشاركة شعبية واسعة تجاوزت الـ 56%.

وتصدر ائتلاف الإعمار والتنمية بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، محققاً فوزاً واسعاً في معظم المحافظات، وجاء في المرتبة الثانية حزب "تقدّم" بزعامة محمد الحلبوسي، وذلك على مستوى العاصمة بعد ائتلاف السوداني.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

أما في إقليم كردستان العراق، فقد تصدّر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، النتائج في محافظات أربيل ودهوك، والمركز الأول في محافظة نينوى، مؤكداً تفوقه على منافسه الاتحاد الوطني الكردستاني الذي حقق الصدارة في محافظة السليمانية وكركوك، بينما حصد تحالف تصميم بزعامة أسعد العيداني المركز الأول في محافظة البصرة.

بينما تقارب التنافس بين كل من ائتلاف دولة القانون والصادقون وتحالف قوى الدولة بزعامة عمار الحكيم في محافظات أخرى وبغداد.


المصلحة الوطنية فوق الجميع

وبعد نجاحه الكبير أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن تحالف "الإعمار والتنمية"، الفائز بنتائج الانتخابات التشريعية، منفتح على الجميع دون استثناء لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

وقال في خطاب متلفز بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات "أبارك لجماهير تحالف الإعمار والتنمية الفوز بالمرتبة الأولى في نتائج الانتخابات".

وأضاف انه "سنعمل على تحقيق إرادة ومصلحة كل الشعب، ومنهم المقاطعون، لأن العراق للجميع".

وتابع "المنافسة الانتخابية انتهت، وأدعو الجميع إلى جعل المصلحة الوطنية فوق الجميع لخدمة العراقيين، فقرار الشعب هو الحكم، وعلينا تشكيل حكومة ذات كفاءة".


أبرز الخاسرين

وأفرزت النتائج تراجعاً ملحوظاً للأحزاب المدنية، فيما أشار مراقبون إلى أن برامج الأحزاب المدنية والناشئة افتقرت إلى وضوح المضمون، وتناولت قضايا جدلية دون طرح حلول عملية.

وقد أظهرت القوائم الرسمية المعلنة لنتائج الانتخابات البرلمانية السادسة في العراق، تراجعًا واضحًا في حصة التحالف المدني الديمقراطي بزعامة علي الرفيعي، وتحالف البديل بزعامة عدنان الزرفي، اللذين يضمان قوى مدنية أبرزها الحزب الشيوعي العراقي وعددًا من الأحزاب الديمقراطية والليبرالية الأخرى، هذا التراجع، يعكس مؤشراً على انحسار الدور المدني في المشهد السياسي.


ترحيب أممي 

المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال في بيان ورد لـ"سنترال"، أن "الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش يهنئ الشعب العراقي على إجراء الانتخابات البرلمانية، كما يهنئ المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على جهودها المبذولة لضمان التحضير الفعّال للانتخابات وإجرائها".

ورحب الأمين العام "بإجراء الانتخابات بطريقة هادئة ومنتظمة بصفة عامة، ويثق في أن الأطراف السياسية المعنية سوف تحتفظ بروح السلام واحترام العملية الانتخابية بانتظار إعلان النتائج"، مشدداً على "أهمية عملية تشكيل الحكومة في الوقت المناسب وبصورة سلمية، مما يعكس إرادة الشعب العراقي وتحقيق تطلعاته في الاستقرار والتنمية".

وأكد الأمين العام مجدداً "التزام الأمم المتحدة بدعم العراق في مسيرته نحو تعزيز المكاسب الديمقراطية وتحقيق تطلعات كافة العراقيين لمستقبل يسوده السلم والرخاء".


إشادة أميركية ودولية

وهنأ المبعوث الأميركي الخاص إلى العراق، مارك سافايا، الشعب العراقي على نجاح انتخاباته البرلمانية.

وقال سافايا، في بيان ورد لـ"سنترال"، "أهنئ الشعب العراقي على نجاح انتخاباته البرلمانية، كما أحيي جهود رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني وحكومته لحرصهم على إجراء الانتخابات في موعدها وبسلاسة، وهذا دليل واضح على أن العراق يسير في طريق الازدهار والسيادة".

وأضاف، أن "الشعب العراقي أثبت مرة أخرى التزامه بالحرية وسيادة القانون وبناء مؤسسات دولة قوية".

وأكد سافايا، أن "الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بقوة بدعم العراق وسيادته وجهوده في الإصلاح".

وعبر عن تطلعه، إلى "العمل مع الحكومة المقبلة لتعميق شراكتنا الاستراتيجية في مجالات الأمن والطاقة والتنمية، والمساهمة في بناء مستقبل مستقر ومزدهر لجميع العراقيين".


بدوره أشاد الاتحاد الأوروبي، بالعملية الانتخابية البرلمانية، فيما أكد دعمه الثابت لوحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه. 

وذكر بيان للاتحاد الأوروبي، ورد لـ"سنترال"، أنه "أشاد بشعب العراق لممارسته حقه الديمقراطي في التصويت خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في 11 تشرين الثاني، والتي تمثل فرصة مهمة للعراق لتعزيز مؤسساته وضمان الشمولية والمساءلة وترسيخ مستقبله السياسي". 

ورحب الاتحاد الأوروبي، بحسب البيان، بـ "جهود جميع الجهات التي شاركت في تنظيم وتيسير عملية التصويت، بما في ذلك السلطات العراقية والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمجتمع المدني"، موضحاً، أنه "استجابةً لدعوة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أرسل الاتحاد الأوروبي بعثة خبراء انتخابية لتحليل العملية الانتخابية، وستُقدم نتائجها إلى السلطات العراقية".

وأكد البيان، أن "التقارير الأولية تشير إلى نسبة إقبال أعلى مقارنةً بالانتخابات السابقة في عامي 2021 و2018، إذ يشجع الاتحاد الأوروبي الآن الفاعلين السياسيين على دعم تشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب العراقي".


من جهته أكد لسفير الروسي لدى بغداد، البروس كوتراشف، أن "التجربة الديمقراطية في العراق تجربة أنموذجية، على المستويين العربي والدولي"، مؤكداً أن "التعاون بين العراق وروسيا مستمر، بما يعود على البلدين بالفائدة، خاصة في مجال النفط والغاز، واستثمارات تبلغ العشرين مليار دولار قابلة للزيادة".

وأضاف أن "مئات المبتعثين العراقيين، يدرسون في روسيا، فاتحين أمامهم ميادين المعرفة كافة ،حسب رغبتهم واستعداداتهم وما تتوخاه سوق العمل المحلية في العراق عندما يعودون حاملين رسالة علم من روسيا الى وطنهم العراق"، مشيراً إلى أن "هذا الأمر يشمل عقود تسليح وتدريب عسكري لعراقيين في روسيا".

وتابع أن "هناك شركات روسية تعمل حالياً في العراق ،منها كاسبروم ووروسبير وباشنير وغيرها، كما نصدر مفردات قائمة طويلة من مواد تجارية، إلا أنها ليست مباشرة إنما عن طريق وسطاء دوليين أي دولة ثالثة تمد الصلات التجارية بيننا".