سباق محموم لتشكيل الكتلة الأكبر.. مفاوضات اللحظات الحاسمة ترسم ملامح الحكومة المقبلة

اليوم, 14:49
1 117

تتسارع تحركات القوى السياسية الفائزة في انتخابات مجلس النواب نحو رسم معالم المرحلة المقبلة، في ظل حراك تفاوضي واسع يجري على أكثر من مستوى لبناء تحالفات تضمن حضوراً مؤثراً في تشكيل الرئاسات الثلاث والحكومة الجديدة. ومع تزايد وتيرة الاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف، يرى سياسيون وخبراء أن المشهد التفاوضي الحالي يرتكز على ثلاث قواعد أساسية ستحدد شكل الكتلة الأكبر وبرنامج الحكومة المقبلة.


وضمن مساعي بناء تفاهمات عابرة للمكونات، التقى رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في أربيل، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، لبحث الأوضاع السياسية ونتائج الحوارات الجارية بين القوى الوطنية.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



وذكر مكتب المالكي أن الجانبين تبادلا التهاني بنجاح الانتخابات واستكمال الاستحقاق الدستوري، مؤكدين أهمية استمرار التواصل بين القوى الفائزة للإسراع في تشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلعات العراقيين وتعزيز الاستقرار.


وقال القيادي في الديمقراطي الكردستاني وفا محمد كريم، إن زيارة المالكي تأتي في إطار تسريع خطوات تشكيل الحكومة والاستماع إلى مطالب الكرد التي وصفها بـ"المهمة جداً"، مشيراً إلى أن "حسم الرئاسات الثلاث غير ممكن من دون مشاركة الديمقراطي".



مفاوضات متسارعة ورهانات على تشكيل الكتلة الأكبر


وفي سياق الحوارات الجارية، يؤكد الباحث السياسي عائد الهلالي أن الساحة تشهد انطلاق جولة مفصلية من المفاوضات بين القوى الفائزة، في مرحلة ستسهم في تحديد اتجاهات الحكومة المقبلة.


ويشير الهلالي إلى أن نتائج الانتخابات عززت موقع ائتلاف الإعمار والتنمية كقوة محورية داخل البرلمان، مبيناً أن المسار التفاوضي المتوقع سيقوم على ثلاث ركائز رئيسة:


1. تشكيل الكتلة الأكبر عبر تحالفات تراعي التوازنات السياسية والمجتمعية.



2. الاتفاق على برنامج حكومي يركز على الاستقرار ومواصلة الإصلاحات التي بدأت في حكومة محمد شياع السوداني.



3. توزيع المناصب وفق المشاركة الفعلية بعيداً عن المحاصصة التقليدية، بما يسمح ببناء تحالفات تستند إلى المصالح الاستراتيجية لا الاصطفافات الآنية.




ويرى الهلالي أن هناك تقارباً واضحاً بين الإعمار والتنمية وقوى الإطار التنسيقي، إضافةً إلى بعض القوى السنية وأطراف كردية تشترط تسوية الملفات العالقة بين بغداد وأربيل، ولاسيما قانون النفط والغاز والمادة 140 ورواتب الإقليم.


وتوقع أن تفرز المفاوضات تحالفاً عريضاً يضمن أغلبية مريحة ويمنح الحكومة المقبلة مساحة واسعة لتنفيذ برنامجها بعيداً عن التوترات السياسية.


جسّ نبض قبل التفاوض الرسمي


من جانبه، يرى السياسي المستقل أبو ميثاق المساري أن ما يجري حالياً لا يرقى إلى مفاوضات حقيقية، بل هو "جولات زيارات وجسّ نبض" قبل بدء العملية التفاوضية الفعلية.


وقال المساري إن المفاوضات الرسمية لا تبدأ قبل مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج، وعندها تتشكل اللجان التفاوضية ويتم تحديد الأسماء والجداول الزمنية للحوارات.


ائتلاف الإعمار والتنمية… انفتاح على كل السيناريوهات


ويؤكد عضو ائتلاف الإعمار والتنمية الدكتور قصي محبوبة أن الائتلاف "منفتح على الجميع ومستعد لكل السيناريوهات الخاصة بتشكيل الحكومة".


وقال محبوبة إن الائتلاف، رغم كونه الكتلة الفائزة على المستوى الوطني، سيشارك في اجتماعات الإطار التنسيقي بانتظار ما تؤول إليه الحوارات المتعلقة بتشكيل الرئاسات الثلاث.


أما عضو المجلس السياسي لجماعة العدل الكردستاني شوار رابر، فأوضح أن الجماعة لم تحسم موقفها من المشاركة في الحكومة أو المعارضة، لكنها ستشارك في البرلمان ببرامج واضحة، مع التركيز على تحقيق مصلحة أبناء الإقليم، سواء في توزيع المناصب أو تحديد الحقائب الوزارية.